آراء

نصيحة غير سبتمبرية البتة: أطلقوا سراح محمد المياحي!

محمود ياسين يكتب نصيحة غير سبتمبرية البتة: أطلقوا سراح محمد المياحي!


بين نارين: فرحي بأيقونة سبتمبرية صنعتموها بالاعتقال، وبين خوفي على صديقي وتلميذي محمد المياحي.

الآن أنتم تحوّلون القيد من ذكرى إلى واقع فولاذي نسمع صليله.
كنا قد مللنا تكرار استدعاء القردعي، وأنتم الآن نسختم قردعي بلا بندق جرمل وموشكي بدون حكم إعدام ورادع وزاجر وسجون حجة التي أمست مدينة بلا مغالق. كونتم الآن ثلايا لم يطلق رصاصة واحدة.

يا لكم من بارعين في الإحياء التاريخي! تحيون طاقم الماضي بكل تفاصيله، بقيوده وزنازينه وجبروته وأبطاله.

عملية خرق لسفينة الحاضر بكل مسامير الماضي الصدئة. ومعها تخرقون الصاروخ الفرط صوتي وتبددون جريمة البيجرات باستدعاء كل جرائم الإمامة وتفعيلها، وحدادة وشحذ أدواتها في لحظة أنتم فيها أحوج منا لنسيان الماضي بتقديم تعويضات حاضرة على غرار صاروخ كهذا وخطاب لنا غير هذا.

أن تستهدفونا بالاسترضاء لا بصليل القيود التي تحولون بينها وبين تلف الزمن.

وضمن انتقاء شرير أعمى، ورثتم من يحيى حميد الدين بخله وتجويع شعبه عنوة، ولم ترثوا حذره الطائفي وهو يتوعد خطيبًا في الجامع الكبير قد ارتجل خطبة احتوت على كل عناصر خطابكم الطائفي الذي ترددونه الآن. وصرخ وقد أشهر جنبيته في وجهه: "أنا بين أرقع اليمن هكذا، وأنت جيت تشططها هكذا."
ومن أحمد ورثتم الجبروت والقيد والعين الحمراء والمزاج العدواني القاسي، ولم ترثوا تخففه من الطائفية وهو يحكم آخر أيامه من تعز ويختار أهم رجال دولته من الشوافع.

لم ترثوا ضمير إبراهيم بن يحيى وهو يرسل لأبيه الإمام كل شهر رسالة من عدن: "يا أبي، مرتع الظلم وخيم، الناس بحاجة لرحمتك وعدلك، وظروفهم تبكي الصخر."
ولكن ورثتم لؤم أخيه الحسن، نائب الإمام في إب، وورثتم قسوته ولا مبالاته بحياة الناس وهم يموتون جوعًا في الطرقات والمخاليف، بينما كانت مدافن الذرة تفيض وتطفح برحمة الله التي حال بينها وبين عباده المظلومين.

إليكم نصيحة غير سبتمبرية البتة: أطلقوا سراح محمد الليلة، وسيتوقف هذا الزخم المتصاعد. نصيحة مدفوعة بالخوف على صديقي وتلميذي الكاتب الملهم، فلربما تكون سلامته الآن أهم من المجد.

أما سلامتكم من الحماقات، فلم يعد يجدي معها أي عقلانية. أنتم حالة من الصمم المؤذي لذات نرجسية لم تعد ترى حتى مزاياها وما يمكنها تحقيقه، بقدر ما هي منهمكة في إتلاف كل فرصة تعايش ومحبة، وإذكاء كل سبب لمواجهة شعب كان قد خلص لتقبلكم على مضض، ولكن دون قيد وسجّان.

* من صفحة الكاتب

زر الذهاب إلى الأعلى