سوريا.. المدافعون عن كرامة التراب!
عمار القعطبي يكتب: سوريا.. المدافعون عن كرامة التراب!
لم يذكر التاريخ في صفحاته قط أن الشعب السوري كان في يومٍ من الأيام عدواً للحياة، أو كارهاً للسلام، أو عاملاً من عوامل عدم الاستقرار الإنساني في أي مرحلة من مراحله.
بل على العكس من ذلك تماماً، كان مسهباً في الحديث عن شعب سوريا كمجتمعٍ عربي لا يساوم على الحق، ولا يتنازل عن المبدأ، ولا يفرط بالكرامة. غير أنه وككل شعبٍ مناضل في سبيل الحياة لم يسلم من محاولات تلفيق التهم الباطلة بحقه وترويج الشائعات المسيئة له، بدافع الحقد حيناً، وبغرض النيل منه، من تاريخه المجيد ومشروعه الإنساني والحضاري، أحياناً أخرى. ومع كل المحاولات البائسة تلك، ظل الشعب السوري، وما زال، وسيبقى باسطاً يده على أكثر صفحات التاريخ إشراقاً ونوراً، وهذا ما يقوله التاريخ ويؤكده الواقع.
منذ عقدٍ ونيف يتعرض الشعب السوري الثائر وهو يخوض في سبيل الدفاع عن كرامة الأرض والإنسان غمار أشد حروب العصر فتكاً بشكل ممنهجٍ لعمليات تشويه وشيطنة مركزة يحاول أصحابها تصويره للعالم كإرهابي يستلذ القتل ويستطيب العيش على ضفاف أنهار الدم.
لا ريب في أن تلك التهم أحدثت أثراً سلبياً على ثورة الشعب السوري، لكن أثرها كان أكثر سلبية على أصحابها ومروجيها. إذ إن تأثير التهمة الباطلة على الشعب السوري لن يلبث أن يُدحض بالحقيقة التي لا شك تفرضها الأحداث أو تكشفها الأيام. لكن أثرها السلبي على مروجيها يبقى على المدى الطويل، إذ لا ينكشف زيف تلك التهمة إلا بعد أن يكون التاريخ قد وثقها كدلالة واضحة وبرهان جلي على الحالة الانهزامية التي شكلت الدافع الرئيس لأعداء شعب سوريا والحاقدين عليه وعلى ثورته، بتزييف الحقائق التي تؤكد أن هذا الشعب ليس إرهابياً، طالما أن مفهوم الإرهاب ظل على حاله ولم يتغير.
أما إذا أصبح مفهوم الإرهاب يحمل في جوهره الدلالي معنى الدفاع عن حرية الأرض وكرامة شعبها، فالحقيقة ملزمة حينها بتثبيت التهمة على ثورة السوريين. وهذا ما لخصه شاعر سوريا الكبير نزار قباني في قصيدة "أنا مع الإرهاب"، التي تحدث فيها بلسان ثورة السوريين قبل عقود من اندلاعها، والتي اندلعت بعد عقود من وفاته.
وها هي القصيدة النزارية، منطق ثوار سوريا اليوم، وهم على بعد خطوة من تحقيق النصر الكامل وحسم معركة المصير: معركة الكرامة والعروبة والإسلام.
اليوم، وبصوت يملأ الدنيا، يردد الشعب السوري قصيدة شاعره قائلاً:
((متهمون نحن بالإرهاب
إن نحن دافعنا عن الأرض
وعن كرامة التراب
إذا تمردنا على اغتصاب الشعب ..
واغتصابنا ...
إذا حمينا آخر النخيل في صحرائنا ...
وآخر النجوم في سمائنا ...
وآخر الحروف في أسمائنا ...
وآخر الحليب في أثداء أمهاتنا ...
..... إن كان هذا ذنبنا ...))