خليل القاهري يكتب عن حفلات التخرج
عادت حفلات التخرج في المدارس حتى لأطفال الكي جي والروضة والتمهيدي، والراسبين والناجحين والمتفوقين على حدٍ سواء.
مجرد شكليات وإهدار لكل شيء.
يرتدي الطفل زيًا للتخرج من حيث لا يعلم له بشيء، وعيناه ترقبان حلوى هنا أو هناك.
تخرجٌ قبل أوانه، من التمهيدي وحتى الثالث الثانوي.
في الغالب هي حفلات "عقدة النقص"، وينبغي للجهات المعنية تقنينها.
في هذه الحفلات، خاصة في المدارس الأهلية، وفي وقت يدب فيه الجوع وتعم الفاقة، يتفاخر أولياء أمور أطفال دون السادسة بمنحهم هدايا عبارة عن مبالغ طائلة بآلاف الريالات والدولارات، وأحدث إصدارات الهواتف والإعلان عنها من خلال منصة الحفل، بينما الآلاف عاجزون عن تدبير مصاريف الدراسة.
لم نعرف في مشوارنا التعليمي سوى احتفالين، أحدهما حفل رمزي للغاية بعد الثانوية والآخر بعد الجامعة، وبقي هذا النظام متبعاً حتى وقت قريب، وكانت احتفالات مدهشة وأبطال هذا "الإدهاش"، ما يجود به الطلبة من فقرات يعجز عنها طلبة اليوم، وكانت ذات مذاق خاص.
منذ أن غدت المدارس مثل البقالات في كل حي وحارة، أصبح المشهد عبثيًا والتعليم "صفراً"، إلا في عدد قليل جدًا من المدارس الجيدة.
ليس صحيحًا أن يتحول المشوار التعليمي منذ الروضة إلى مهرجانات جوفاء واستفزازية واستعراضية.
أزعم أننا بحاجة إلى قرار صارم ينظم هذا العبث ويضع حدًّا لهذه الفوضى.