فيديو بودكاست يمان مع عادل الأحمدي: حوارٌ موسع حول الهوية والسياسة في اليمن

فيديو لقاء بودكاست يمان مع رئيس مركز نشوان الحميري عادل الأحمدي: حوارٌ موسع حول الهوية والثقافة والسياسة في اليمن 

في حوار استثنائي امتدت لساعات، استضافت منصة "مزيج" عادل الأحمدي، رئيس مركز "نشوان الحميري للدراسات والإعلام"، في برنامج يقدمّه الزميل محمود العتمي. 

وتطرق اللقاء إلى مجموعة من الموضوعات الفكرية والأدبية والثقافية والسياسية التي تشكل نبض الحياة في اليمن، مستعرضًا رؤى عميقة حول الهوية الوطنية، تحديات الفكر المعاصر، ودور الثقافة والأدب في مواجهة سياسات العدم والثقافات المدمرة.

الهوية والانتماء الوطني

بدأ الحوار بتأكيد الأحمدي على أن كل يمني ينتسب إلى وطنه بغض النظر عن أصوله القبلية؛ حيث رفض ربط الهوية اليمنية بالأنساب التقليدية مثل قحطاني أو حميري أو منسبات أخرى. وبيَّن أن الانتماء الحقيقي ينبع من الاعتزاز بالذات والشعور بالانتماء إلى كيان اليمن، مهما كانت الظروف أو فترة حصول الفرد على وثائق الهوية.

ثقافة الموت وحرب الحياة

تحدث الأحمدي عن "ثقافة الموت" التي يسعى بعض التيارات، مثل الحوثيين، إلى فرضها على الشعب؛ إذ يشجعون على تقليل قيمة الحياة والمطالبة بالأمور المادية البحتة دون اعتبار للمفردات الأساسية للحياة مثل الحب والكرامة. وأوضح قائلاً: "في مواجهة ثقافة الموت، يجب إعادة الاعتبار لكل مفردات الحياة، خصوصًا الحب، الذي يمثل القوة الحقيقية التي تبعث فينا الأمل وتمنعنا من الانهيار." وقد استشهد بقصائد وأمثلة أدبية لتأكيد أن الأدب والفكر هما السلاح الأسمى لمواجهة تلك الثقافة.

الحراك الفكري والأدبي والثقافي

أوضح الأحمدي أهمية حركة "الأقيال" التي تستمد روحها من الشعور الجماعي الوطني، مؤكدًا أن هذه الحركة ليست منظمة بنُظمٍ تقليدية، بل هي عبارة عن حراك شعوري يدعو إلى استعادة الذات الوطنية ومواجهة الخداع السياسي والديني. كما استعرض الأحمدي تجربته الشخصية في صعدة، متحدثًا عن أحداث تمرد الحوثيين وسقوط المدينة في مارس 2011، مشيرًا إلى الدروس العميقة التي تعلمها من تلك الفترات العصيبة.

الإبداع الأدبي والشعر

لم يخلُ اللقاء من الحديث عن الأدب والشعر؛ حيث أشار الأحمدي إلى دوره ككاتب وباحث، مُستعرضًا بعضًا من القصائد التي كتبها تكريمًا لرموز أدبية مثل السفير غازي القصيبي، الذي وصفه بأنه "الشاعر الكبير والدبلوماسي الذي جسّد قيم الكرامة والوفاء لقضايا الأمة". واستشهد بمقتطفات شعرية معبرة عن الحنين والوحدة الوطنية، مشددًا على أن الأدب هو الوسيلة التي يمكن من خلالها التعبير عن آلام وآمال الشعب.

السياسة والتحديات الراهنة

تناول الحوار أيضًا القضايا السياسية العميقة؛ حيث تحدث الأحمدي عن تأثير السياسات القائمة على الانقسامات الدموية والعنصرية، مُشيرًا إلى أن الخلافات الطائفية والعرقية ما هي إلا وسيلة لإضعاف الهوية الوطنية. وانتقد الأحمدي الأساليب الإعلامية والدعائية التي يستخدمها بعض التيارات لتضليل الشعب، داعيًا إلى وعي جماعي واعتماد قراءة عقلانية للأحداث تُمكن اليمنيين من استرداد حقوقهم ومواجهة محاولات استغلال الهوية الوطنية.

الدروس والعبر للمستقبل

اختتم عادل الأحمدي اللقاء بدعوة صادقة للأجيال القادمة بأن يكونوا واعين لهويتهم الوطنية، وأن يعملوا على إعادة بناء الوطن من خلال توظيف الطاقات الشبابية والثقافية بطريقة تصون كرامة الإنسان. وأضاف: "الشعب اليمني سيانتزع حقوقه مهما تأخرت الأمور، وستكون قوتنا في وحدتنا ووعينا، فلابد أن نمتلك سلاحًا فولاذيًا من الإيمان والعزم يكمل أسلحتنا المادية."