
عن رئيس مركز نشوان الحميري للدراسات والإعلام عادل الأحمدي.. الشاعر والقضية - د. لمياء الكندي
إنّ الكتابة عن عادل الأحمدي تعني الكتابة عن عادل الذي نقش في مسنده "الزَّهر والحجر" أولى الكتب التي أرَّخت لجذور السلالية الحوثية وكان كتابه جرس إنذار مبكر لكشف مكائد هذه السلالة وحجم جنايتها على اليمن بكل ما لها من امتداد تاريخي صفوي فارسي يحاول فرض استيطانه في اليمن بقوة الحديد والنار.
قدم لنا عادل الأحمدي بكتابته وأعماله الشعرية التي نتناول بعضها في هذا الفصل نماذج من المبدئية النضالية المتحررة من عقد النقص وهو قيلاً يمانياً عنيداً بكتاباته ومواقفه التي تشكلت من خلالها رؤاه الأدبية الشعرية التي تؤرخ للحدث اليوم وترفد روح المقاومة الوطنية بمزاهر شعرية ذات دلالات لغوية مفعمة بالرمزية الزمانية والمكانية التي تتفاعل مع الشخصية التاريخية اليمنية التي أراد لها عادل أن تكون امتداداً لهوية اليمني اليوم.
يدرك عادل كغيره من قادة الفكر والتنوير أن معركة اليمنيين اليوم هي معركة البقاء والعودة الى الإرث اليمني العتيد، فنجده يتغنى بقصائده عن أمجاد اليمن التي أراد لها السُّلاليون أن تكون غابرة وغائبة عن حياتهم وأن تستبدل حضورها بحضور الخرافة وكهنتها الإماميين بما حملوا معهم من فصول النكبة التي يجرعونها في جسد هذا الوطن.
لقد أردك الأستاذ عادل كنه علاقة اليمنيين وترابطها بين ماضيهم وحاضرهم فنراه يتغنى بهذا الماضي ويلقي به على مسامع اليمنيين برهاناً يتلى وآيات تسمو فيتحقق لهم بها الخلاص وها هو الآن يكتب أناشيد ما بعد التحرير:
لقد عادت الأمجاد نشوى بهيةً
وعاد لنا غمدانُ والعودُ أحمدُ
وفي سامق الأجواءِ نسـرٌ محلّقٌ
وباهوتُ آلِ الدَّجْلِ بؤسٌ مصفّدُ
وكم عشتِ يا صنعاءُ أعوامَ نكبةٍ
وجاء لكِ الفوزُ الأكيدُ المؤكدُ
يمانيةٌ أنفاسُنا يعربيةٌ
تعيد بهاءَ الحقلِ والنقشُ مُسندُ
مدارسُنا أحيت بـ"نشوانَ" روحَها
فخارٌ وأعراسٌ وفنٌّ ومسجدُ
وعاد إلى التحرير حفلٌ و"ماردٌ"
وشعلةُ أيلولٍ من الروحِ تُوقَدُ
على منهج الأحرار نمضـي مواكباً
و"مغنيُّ" و"السلّالُ" رمزٌ مؤبدُ
و"خالدُ" تتلوه الصباحاتُ أسطُراً
تظل بآذانِ الزمان تُخلّدُ
ومن شهداء المجد طابت مواسمٌ
يعطرها التاريخُ ذِكراً ويشهدُ
أشار عادل في قصيدته هذه إلى الرموز التاريخية اليمنية ومسيرة رواد سبتمبر الخالد، وصولاً إلى رموز الحاضر (الشهيد خالد الدعيس)، فبشر من خلالها بحالة الوعي الجماهيري الذي ظهرت تباشيره بين غالبية يمنية أصبح لديها من الاستعداد الفكري والثقافة الوطنية الواعية ما يؤهلها لخوض غمار معركة التنوير ضد آلة التجهيل الكهنوتية السُّلالية.
تركت مهمة مقاومة حالة التجريف للهوية اليمنية من قبل الكهنوتيين اليوم أثرها في بروز جيش فكري وثقافي مقاوم لها فالحرب لم تعد حرب الرصاص والبنادق بل هي حرب العقيدة والفكر والمشاريع الوطنية الموجهة وهذا ما بات العدو اليوم يخشاه ويضع حساباته في أنه يواجه شعب بات متسلحاً بقوميته ومحارباً بها وهو ما لم تألفه جحافل الكهنوت بهذا الزخم طيلة مراحل صراعها مع اليمنيين الذين باتوا أكثر قدرة على مقاومتهم وهزيمتهم.
طغى واستخفّ بأبطالِها
وشدّ ومزّق أوصالَها
وجاء بكسرى لآزالِها
وألقى إلى الموت أطفالَها
تنمّر، عربد، أخنى، بغى..
فأخرجت الأرضُ أقيالَها
غداً سوف نسقيه من كأسِهِ
وتلقى المنيّةُ كيّالَها
يدرك الأحمدي بأنَّ محاولة عودة قوى الكهنوت السلالية ممثلة بالحوثيين بأنها حالة طارئه في تاريخ اليمن اليوم ولا يمكن التسليم بها أو فرضها كأمر واقع، وأنَّ حضورهم في واجهة الأحداث كان بفعل حالة التراخي الجمهوري التي منينا بها ومنيت بها دولتنا التي كانت مغيبة عن حجم التسلل السلالي إلى مفاصلها. ويرى شاعرنا أن مسألة استعادة الدولة هي مهمة اليمنيين ككل فاستعادة اليمن مرهونة باستعادة كل فرد يمني لذاته وهويته فكتب مستهلاً بشطر من المتنبي:
"لا يسلمُ الشرفُ الرفيعُ من الأذى"
حتى يعودَ إلى أصالتهِ اليمنْ
حتى يعودَ الشعبُ سيّدَ أمرهِ
ويطيحَ بالسُّحتِ المعمّمِ والوثنْ
حتى نُسيّجَ بالمبادئِ أرضنا
لا نرتضي زيفاً ولا نرضى وهنْ
الطارئون نُعيدهم لشتاتهم
ونعيدُ محراثَ الحضارةِ للزمنْ
ويعودُ أيلولٌ فناراً هادياً
ويرددُ الطلابُ: "الله، الوطنْ.."
مثلما كان الأحمدي مؤمناً بظلامية الآخر الكهنوتي واعتباره دخيلاً طارئاً على حياة اليمنيين ومتورداً على أرضهم كان أكثر إيماناً بقدرة اليمني على نفض هذا الإرث الكهنوتي وتشييعه إلى مثواه الأخير فلا يأس في لغة الأحرار ولا مهادنة في طريق كفاحهم.. وحده الضوء المشع في فيافي نضالهم من سيرشدهم إلى واحات النصر القادم:
عادل الأحمدي, [5/23/2025 1:06 AM]
لا يأسَ سوف يَفُتُّنا
مهما تطاوَلَ ليلُنا
فالليلُ يَعْقُبُه الصباحُ وإن تفاقَمَ واتّسَعْ
لا يأسَ سوف يفتُّنا
بل سوف يزهرُ حلمُنا
هي أرضُنا، هي نبضُنا
أقيالَها كنا وسوف نعودُ مثل قيامةٍ والطارئونَ إلى زوالْ
جهّزْ لنا الموّالَ يا "مِرسالُ" أغنيةَ المجيءْ
لحناً يسافرُ في الربوع وفي أكِمَّتِها يُضيءْ
ويقولُ إنّ لنا غداً ينبو عن الحلمِ الجريءْ
لم تفقد الحرب رغم مأساويتها ألحان الحياة المتدفقة إلى وجدان هذه الأمة اليمنية العصية على الكسر بل لقد صقلت فينا الحرب روحاً وطنية متجددة كنا قد فقدنا الشعور بها في فترة تراكم وتراخٍ طمرت فيها الذات اليمنية وتمكنا من إزالة هذا الركام بوعي وطني صار يخط مسارنا ويفتح أبواب الحياة المتجذرة بهذه الأرض وهذا الانتماء الذي وثقناه بدماء الأحرار كي تستمر الحياة:
لن يستطيع الدخانُ
ولن تستطيع القنابلُ أن تدفن الوجْدَ
أو تمسح الحبَّ من أرضنا الغاليهْ
كلما زادتِ الحربُ أزدادُ حباً لكلّ الغواني
وكلّ النوافذِ
كلّ الأزقَّهْ
كلّ الجميعِ الذين اصطلَوْا في الدجى دمعةً وافيهْ
رفاقي ويا كلَّ أحبابِيَهْ:
كلما زاد حبي لتُربة أرضي تزيدُ المهاجلُ في
داخلي للشذابِ وللصبحِ والراعيهْ
بلادي فتاةٌ
وأرضٌ
وسقفٌ
وشُبّابةٌ لحنُها منذ هودٍ
وجنبيةٌ منذ قحطانَ..
تباً لمن أضمروا الشرَّ للحبِّ والخيرِ والبلدةِ الناسيهْ
ورغم كونه كاتباً وباحثاً ورئيساً لمركز نشوان الحميري للدراسات والإعلام، ويقارع الكهنوت على أكثر من جبهة وفي أكثر من منبر، إلا أنه ظل حريصاً على شحذ معركة التحرير بالحماسيات في أكثر من منطقة وأكثر من منطعف.. كتب عن بطولات عدن والبيضاء وحريب والضالع والمخا.. معطياً كل منطقة بعض حقها من التثمين والتوثيق.. وعلى سبيل المثال أفرد لتعز العديد من المقطوعات التي كان يتداولها الأحرار بالميدان وبثها الإذاعات المحلية وتتناقلها جروبات المقاومة في السوشل ميديا وتتحول الى مقاطع صوتية بأجمل التصاميم وأقوى الأصوات:
خرجوا وخطوتُهم تهُزُّ
وعلى التَّتار همى قُطُزُّ
وتعزُّ طولقةُ الضحى
وعلى جحافلهم.. تعِزُّ
تسمو إلى أفُق العلا
ومن الخرافةِ تشمئزُّ
وتعزُّ شريان الرُّبى
وتعزُّ ساعِدُها الأعزُّ
وعلى خُطى سبتمبرٍ
تشتدُّ، تستعصي، وتغزو
أنتم أساتذةُ البلادِ
وأنتمُ للشعبِ حِرزُ
أنتم أشاوسةُ الوِهادِ
وأنتمُ في الأرضِ كنز
يؤكد الأحمدي أن بقاء مأرب متحررة من سلطة الكهنوت الإمامي هو بقاء لوطن ودولة ونظام جمهوري. هو بقاء لروح الكفاح فينا. فمأرب اليوم هي اليمن ككل اليمن الحر بتاريخه ومآثره بشموخه ومقاومته لذا نراه في الأبيات الشعرية التالية يشير الى موقعة "البلَق" الى ذلك الجبل الجمهوري الذي صد زحف جحافل الكهنوت صوب هذه المدينة العامرة بالمجد.. البلق الذي تشكلت فيه ملاحم الفداء والنصر فكتب عنه:
أعوذُ برب الناس من شرِّ ما خلقْ
ومن شرِّ أوباشٍ أتوْا جبهة البلَقْ
أتوا يبتغون الثَّقْبَ في مارب الفِدا
وعادوا ثقوباً تملأُ الرأسَ والحلَقْ
فقِسْماً أسَرنا واستغاثوا بدمعهم،
وقسماً عَشاءَ الطيرِ والوحشِ والعلَقْ
هنا رعدُ قحطانٍ وآسادُ يحصبٍ
وهمّةُ شعبٍ طلّقَ الوهْنَ وانطلقْ
هنا يصل الأحمدي إلى ذروة الحرف المقاتل الذي يثب للميدان في الوقت المناسب، فيكون زاداً للجندي وذخيرة في بندقية الفداء.
وإذا كانت معركة البلَق قد أخذت حيزا من كتابة الأحمدي الشعرية إلا أن مارب التاريخ بكل ما لها من رمزية وجدانية تلاحَم فيها التاريخ ليكون حاضراً في صحبة الأقيال وجيشها الوطني الذي تصدى للدفاع عن جمهوريتنا الباسلة فكانت مأرب موطنه الأول:
هنا بلقيسُ والعرشُ
هنا الأمجادُ والنَّقشُ
هنا سبأٌ لنا عادتْ
وقد كاد السُّرى يعشو
إلى أنْ أرعدَ الأقيالُ
والتاريخُ والجيشُ
فماتَ الدجْلُ واختنقتْ
هنا حيَّاتُهُ الرُّقْشُ
وعاد إلى الجَمالِ الحُكمُ
عدلاً ما بهِ غِشُّ
جِنانُ القلبِ يا وطني
فلا نهبٌ ولا نهشُ
سوى حقلٍ وساقيةٍ
وذاك القاتلُ الرِّمْشُ
وهذا الزُّخْرفُ الفتّانُ
فوق السَّوسنِ المَحشُو
بريقٌ واثِقٌ وفمٌ
كأنَّ لِثامَهُ وحشُ
تتكثف اللغة الشعرية البناءة في الخطاب الشعري لدى عادل الأحمدي فيكون الإنسان اليمنيُّ هو محورها.. هو محور هذه الذات التي ستغير مجرى التاريخ اليمني وتعود بنا إلى مساحات الضوء فيصبح ضوء الندى قاب قوسين من لحظة فارقة. نلمس ذلك في هذا الخطاب الموجه لكل مقاوم في ساعة عسرة مستحثاً القلوب ومستنهضاً فيها قوة الجبال:
تماسَكْ
وغيِّر مسارَ الرياحِ
وكنْ رابطَ الجأشِ
كنْ واثقَ الخطوِ
كنْ ثاقبَ الضوءِ
كنْ صادقَ القولِ
كنْ ساحلاً للقواربِ
واجمع بقلبك قوّةَ كلّ الجبالِ
عادل الأحمدي, [5/23/2025 1:06 AM]
ففي قوّةِ القلبِ يا صاحبي يستكينُ المحالُ
ويصبحُ ضوءُ الندى قابَ قوسينِ من لحظةٍ فارقةْ.
إذا احتدمَ الأمرُ
وارتجفَ الوقتُ
وارتطمَ الليلُ فوق الرؤوسِ الحزينهْ
كن أنتَ ماءً ونوراً
وضَع نقطتينِ على السَّطرِ
شمِّر عن المعدِنِ الصلْبِ
هذا أوانُكَ يا صاحبَ القامةِ السامقهْ
بلادُك في واقعِ الأمرِ: أنتَ
إذا أنتَ مُحتدمٌ
سوف تنجو بلادٌ
ويصفو وطنْ.
يشير الأحمدي في قصائده إلى طبيعة الاختلاف بيننا نحن اليمنيين وبين عصابات الكهنوت الظلامية.. فما بيننا ليس أكثر من خلاف سياسي في مضمار التنافس على خدمة اليمن، أما خلافنا مع الكهنوت فهو خلاف عقائدي، خلاف دين وهوية خلاف مع دخيل مغاير مدجج بهوية سلالية تتغذى على العنصرية والعنف وادعاءات زائفة تبيح لهم قتلنا ومصادرة ثرواتنا وانتزاع الحياة الكريمة منا، فإذا كانت هذه السلالة تخوض حربها باسم الله ورسوله فإننا نخوض ضدها حرب الإيمان بالله ورسوله حرب الوطن في مقاومة الوصاية، وحرب المواطن في مقاومة الجهل والخرافة، حرب اليمن في مواجهة المتوردين الطارئين عليها.. هذه الأبيات تلخص قصة الصراع وقد كتبها بالتزامن مع ما يطلقون عليه احتفالات المولد النبوي:
يا عصبةً من هاشمٍ قد حاربت
هديَ الرسولِ وبالرسولِ تُتاجرُ
وأتتْ إلى شعبٍ كريمٍ يفتدي
نهجَ الرسولِ وللرسولِ يناصرُ
كذبَتْ عليه وقدمتْ أهواءَها
ديناً.. ودينُ الجاهليةِ حاضرُ
واستنسختْ "هُبَلاً" جديداً.. كُنهُهُ
وثنيةٌ أخرى ودينٌ آخَرُ
واستصـرختْ بعضَ الذين عقولُهم
معفيّةٌ وحماسُهم متواترُ
وأمدَّها "كسـرى" ببعضِ جنودِهِ
والغيُّ للغيِّ القديمِ يُؤازرُ
في رأيِها الإسلامُ بعضُ موالدٍ
وجبايةٌ ودعايةٌ وتفاخُرُ
حتى طلَتْ صنعاءَ خُضرةَ طُحلُبٍ
"متقطرنٍ"، والجوعُ فيها كافرُ
مَن كان يؤمنُ بالنبيِّ محمدٍ،
عجباً يصدّقُ مَن عليه تآمروا!
يجدد الأحمدي خطابه بل نداءاته المتواصلة إلى اليمني اليوم لرفع شرور هذه السُّلالة عنه وعن وطنه فيعرض نماذج من الممارسات السُّلالية التي جرها الكهنوتيون إلى يمننا الغالي وما رافقها من قتل وتدمير وتشريد لابد لليمني الحر أن يقف منه موقف المقاوم والمحارب لهذه الفئة التي تتغذى على القتل والإرهاب:
يا أيها اليمنيُّ أَسقِط عصبةً
تبغي فناكَ وبالعِداء تُجاهرُ
كم دمّروا كم قتّلوا كم شرّدوا
كم فجّروا كم أفقروا كم حاصروا
كم زيّفوا كم أرجفوا كم أخلفوا
كم لغّموا كم أحرقوا كم صادروا
إنّ السلالةَ للضلالةِ مُضغةٌ
وكذا الكهانةَ للمهانةِ ناشرُ
ولديكَ من أرضِ العروبةِ نجدةٌ
أَحسِنْ سياستَها وزَحفُكَ ظافرُ
يا أيها اليمنيُّ يا نجلَ الألى
ساقوا المحبةَ للأنام وغادروا
قد قالها قبلَ البريّةِ شاعرٌ
ويُعيدُها يومَ الكريهةِ شاعرُ
"الناسُ حِمْيَرُ (والقبائلُ سَيلُها)
وأبوكَ مُقلَتُها وأنت الناظِرُ"
أيلولُ خطُّكَ فالتزم بمسارهِ
جلجِلْ رعودَكَ إنَّ رعدَكَ ماطرُ
تبقى صنعاء متنفس جمهوريتنا وقلعة ثورتها الخالدة حاضرة في وجدان الشاعر الذي يقدم إليها اعتذاره ويسقيها من وجد أشعاره ما يفيض به قلب عاشق يحترف قول الشعر فيشدو بحبه في آفاق واسعة فنراه يخاطب صنعاء القدرة والقوة باعتبارها المحارة التي تخلقت فيها لؤلؤة أيلول:
صنعاءُ معذرةً، ففي رئتيكِ شوقٌ
للموعد الغالي، وما عنه اعتذارُ
لكنما سقط القناعُ عن "السّحالي"،
وعن العِدا، حقاً، لقد سقط الإزارُ
هي سُنّةُ الدنيا فلا ليلٌ سيبقى
كلا ولا استغنى عن الليلِ النهارُ
صنعاءُ أقدَرُ من جنازيرِ التراخي
إن راوَدَ المجموعَ للصبحِ اختصارُ
لا بدَّ آتيةٌ، ومِن غضبِ "الثلايا"
ياجُورها لهبٌ وأضلُعُها شَرارُ
من كتاب (سرديات النضال في شعر الاقيال - محاولة لتوثيق حركة الشعر في زمن الحرب)





