الحوار اليمني بجنيف.. شكوك وأمل
يبدي محللون شكوكا بفرص نجاح الجلسة الجديدة من الحوار اليمني المنتظرة بجنيف بين الحكومة اليمنية من جهة والحوثيين وحليفهم الرئيس السابق صالح من جهة ثانية، بينما ترى أطراف سياسية أن المؤمل أن تقوم الأمم المتحدة بالضغط على الأطراف المعنية للتعاطي بمصداقية.
وتأتي التخوفات من احتمال فشل محادثاتِ جنيف-2 المرتقبة مع الحوثيين وصالح، في منتصف الشهر الجاري برعاية الأمم المتحدة، رغم إبداء مسؤولين بعض التفاؤل بإمكانية نجاحها.
وقال محمد مارم مدير مكتب أن الرئيس هادي "حريص على إنجاح هذه المحادثات لحل الأزمة بهدف توقف الحرب وإنهاء معاناة الشعب اليمني".
وأكد مارم أن المسار الطبيعي الذي يجب أن تسير فيه هذه المحادثات هو النقاش حول قرار مجلس الأمن رقم 2216 وكيفية تطبيقه، نافياً وجود أي أسس أو مسارات أخرى خارج هذا الإطار في المفاوضات المرتقبة.
وأضاف "نحن نعتقد بأن الأمم المتحدة تريد فعلاً لهذه المشاورات أن تنجح، وهي الضامن الحقيقي لنجاحها وتنفيذ نتائجها، ولكن نأمل أن تقوم من خلال مندوبها بالضغط على الأطراف المعنية للتعاطي بمصداقية مع ما تم الاتفاق عليه، بما في ذلك وقف إطلاق النار الذي يفترض أن يسبق هذه المباحثات".
وقال مدير مكتب الرئيس اليمني أن هادي أبلغ الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أنه طلب من التحالف العربي وقفا لإطلاق النار، يستمر أسبوعا ويكون قابلا للتمديد، ويفترض أن يلتزم الحوثيون بذلك، حسب قوله.
شكوك
لكن أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة صنعاء عبد الباقي شمسان استبعد إمكانية حدوث ذلك، وأعرب في حديث للجزيرة نت عن اعتقاده بأن توقيت الدعوة لهذه المحادثات لا علاقة له بإحلال السلام أو بالوضع الإنساني للمجتمع اليمني.
وأضاف أن الأمر "يتعلق بإستراتيجية إعادة صياغة العلاقة بين الجماعات السياسية والاجتماعية والمناطقية والمذهبية في المنطقة العربية ومنها اليمن".
واستدل على ذلك بغياب ممثل الأمين العام للأمم المتحدة عند حدوث "الانتهاكات" في عدن وتعز وبقية المناطق، و"حضوره في زيارات مكوكية كلما تقدمت قوات الشرعية والتحالف في استعادة الجغرافية الوطنية والمؤسسات".
وشدد على وجود توجه لجعل الحوثيين جزءا من الحل وإيجاد مخرج لبقاء جماعات الرئيس السابق، مشيرا إلى "التحذيرات من خطر الجماعات المتطرفة والفراغ الأمني قبيل الذهاب للمحادثات"، لإضعاف موقف السلطة الشرعية، حسب قوله.
وفي السياق ذاته، لا يرى المحلل السياسي ياسين التميمي أن هناك جدوى من أي مشاورات أو حوارات مع الحوثيين وصالح، وقال للجزيرة نت "لا أعتقد بأن الجولة المرتقبة من محادثات جنيف2 ستكون حاسمة، وذلك لعدم وجود أي ضمانات حقيقية لنجاحها".
كما استبعد التميمي نجاح الهدنة التي سيطلبها هادي لوقف إطلاق النار، وقال إنها لن تختلف عن سابقاتها، وإنها سوف تتأثر بمزاج المتقاتلين على الأرض".