أي أجندات وأهداف وراء استهداف الشرعية في عدن؟
تستهدف العمليات التفجيرية والاغتيالات رموز وقادة المقاومة الشعبية وضباط الجيش والأمن ومسؤولي الدولة بالمحافظات اليمنية المحررة وخصوصا مدينة عدن، منذ تحريرها يوم 17 يوليو/تموز الماضي بشكل يخدم أجندة الحوثيين وقوات حليفهم الرئيس السابق علي عبد الله صالح، وفق ما يؤكده كثير من المحللين اليمنيين.
واللافت أن أعمال العنف والإرهاب تستهدف تحديدا أركان ورموز السلطة الشرعية في اليمن ممثلة في الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومته التي يرأسها نائبه خالد بحاح، ويتبناه تنظيم الدولة الإسلامية في بيانات على الإنترنت رغم أنه غير موجود في اليمن، حسب ما يراه عدد من المحللين الذين التقتهم الجزيرة نت.
ويعتقد هؤلاء أن جماعات العنف المسلح، سواء تنظيم الدولة أو القاعدة، تبدو متفقة في أهدافها وأعمالها مع مليشيا الحوثي وصالح المتمثلة في محاربة واستهداف السلطة الشرعية اليمنية، رغم ما يقال عن اختلافها وتناقضها السياسي والديني، وهو ما يؤكد أن المحرّك لهذه الأطراف جهة واحدة، حسب رأيهم.
أدوات وأهداف
وقال أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة صنعاء عبد الباقي شمسان في حديث للجزيرة نت إن التفجيرات واغتيالات رموز الشرعية والمقاومة في عدن يقف وراءها صالح وأجهزته الأمنية، أما تنظيم الدولة والقاعدة والحوثيون فهي أدوات بيده لتنفيذ انقلابه على الشرعية، على حد قوله.
وأشار إلى أن "جغرافيا العمليات الإرهابية كلها تحدث في المواقع التي استعادتها المقاومة أي في أماكن الشرعية، وهذا يعني أنها عمليات سياسية موظفة من أجهزة الاستخبارات التابعة للصالح، هدفها تعميم أن السلطة الشرعية غير قادرة على حماية المواطنين في المناطق المحررة".
والهدف من ذلك بحسب شمسان هو زعزعة الأمن والاستقرار في عدن العاصمة المؤقتة لليمن، مما يجعل الدول الغربية وخصوصا الولايات المتحدة تمارس ضغوطا على السلطة الشرعية ودول التحالف العربي للذهاب نحو التسوية السياسية خوفا من انتشار فزاعة التنظيمات الإرهابية كتنظيم الدولة والقاعدة.
من جانبه اعتبر الباحث في شؤون جماعات العنف المسلحة توفيق السامعي أن "توحد تنظيم الدولة والقاعدة مع الحوثيين وصالح ضد السلطة الشرعية باليمن واستهداف رمزها ممثلة بالرئيس هادي وحكومة بحاح وقادة المقاومة هو أكبر دليل على أن محركها واحد ومصالحها واحدة".
وقال السامعي في حديث للجزيرة نت إن "الأحداث أثبتت وباعتراف بعض منتسبي تنظيم القاعدة والمنظمات الأخرى أن مسيّرها وممولها ومخططها هو صالح وإيران وأجهزة مخابرات دولية، كما هي الحال بالنسبة للحركة الحوثية المتمردة عبر دعمها بالمال والسلاح، وهذه الجماعات تعمل كأياد مستأجرة لتنفيذ جرائمهم ولتصفية خصومهم وتنفيذ أجندة تخريبية في اليمن والمنطقة".
مشروع مشترك
أما المحلل السياسي ياسين التميمي فقال إن "توحّد جماعات العنف المتناقضة في التوجهات والعقائد يعطي تفسيرات عدة أهمها أن هذه الأطراف تخدم مشروعا مشتركا، هو الإجهاز على التغيير في اليمن، وهو مشروع يحقق مصالح أطراف عديدة في الداخل والخارج، أهمها مشروع انقلاب الحوثيين وصالح".
ويؤكد التميمي في حديث للجزيرة نت أن "العديد من العمليات التخريبية ترتدي لبوس الإرهاب وهي عمليات محكمة وتنفذ تحت إشراف الأجهزة القديمة للصالح وهدفها هزيمة مشروع التغيير وتمكين نظام المخلوع من البقاء".
وأضاف أن "التنظيمات الارهابية كالقاعدة وتنظيم الدولة والحوثيين تم اختراقها على مدى السنوات الماضية من قبل أجهزة نظام المخلوع واستخبارات إقليمية ودولية، مما جعلها مجرد أدوات تحركها أجندات باتت مكشوفة، وهذا النوع من الاختراق جعل هذه التنظيمات تتحد في الأهداف السياسية رغم اختلافها أيديولوجيا".
ورأى التميمي أنه "عندما تستهدف العمليات الإرهابية رموز المقاومة والمسؤولين في أجهزة السلطة الانتقالية المتحمسين للتغيير في اليمن فهذا يعني أن هناك خلطا كبيرا في الأوراق يجعل من التنظيمات المتباينة أيديولوجيا مجرد تسميات لتنظيم تخريبي واحد برسم صالح وأجهزة الاستخبارات الإيرانية".