وجه الرئيس عبدربه منصور هادي الحكومة بالشروع في اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لاعتبار 11 فبرير عيد وطني في كل عام.
وقال هادي في خطابه بمناسبة الذكرى الخامسة لثورة الشباب السلمية 11 فبراير "ان يوم 11 فبراير شكل امتداداً طبيعياً لتضحيات ونضالات شعبنا اليمني العظيم وفي المقدمة أبطال ثورتي السادس والعشرين من سبتمبر والرابع عشر من اكتوبر الخالدتين اللتين قامتا بالأساس ضد لحكم الإمامة الذي يعتمد حصر الحكم في السلالة وسيلة وحيدة لانتقال السلطة، وضدا عن النفوذ الأجنبي الاستعماري الذي جثم على صدر شعبنا ١٢٨ عاما".
فيما يلي "نشوان نيوز" ينشر نص خطاب الرئيس هادي ..
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى إله وصحبة اجمعين.
ايها الشعب اليمني العظيم
في مثل هذا اليوم العظيم بعظمة الشعب والخالد بخلود اليمنيين، أتوجه إلى شعبنا اليمني الأبي بتحية يملؤها الأمل بقرب الفرج والعزم على سرعة إزالة الغمة التي كدرت حياة شعبنا وزادت من آلامه وجراحه ونغصت معيشته وضاعفت من معاناته وقوضت أمنه واستقراره.
ايها الشعب العظيم
لقد شكل يوم الحادي عشر من فبراير المجيد امتدادا طبيعيا لتضحيات ونضالات شعبنا اليمني العظيم وفي المقدمة أبطال ثورتي السادس والعشرين من سبتمبر والرابع عشر من أكتوبر الخالدتين، فهاتان الثورتان المجيدتان قامتا بالأساس ضدا عن حكم الإمامة الذي يعتمد حصر الحكم في السلالة وسيلة وحيدة لانتقال السلطة، وضدا عن النفوذ الأجنبي الاستعماري الذي جثم على صدر شعبنا ١٢٨ عاما.
ولقد تنبه الشعب اليمني للانحرافات الخطيرة التي كان نظام علي عبدالله صالح يقوده إليها من خلال فرض مشروعه العائلي الصغير متسترا بلباس الجمهورية فاستيقظ في مثل هذا اليوم بكل طلائعه الحرة وصنع ثورة فبراير المجيدة التي أسقطت رهانات القوى الخاسرة في الداخل والخارج ،وشكل هذا اليوم يوما جامعا لكل نضالات الشعب اليمني ضد التهميش والإقصاء الممنهج والحرمان ،وتلك النضالات التي بدأت في جنوبنا الحبيب منذ العام ٢٠٠٧م متمثلة بمطالب وأهداف ثورية عبر حراك سلمي عكس الحالة الثورية من وقت مبكر .
لقد كان نضال الجنوب عبر حراكه السلمي المدني الذي قدم تضحيات كبيرة رافضاً للإقصاء والتهميش والاستحواذ ومتطلعاً للمواطنة المتساوية والشراكة الحقيقية والحريّة والكرامة والعدالة وكافة الحقوق المدنية وهي ذاتها المطالب التي استحضرها بقية أبناء شعبنا اليمني بكل فئاته وقواه في العام ٢٠١١م في إطار الثورة السلمية الشعبية والذي كان يدرك من اللحظة الأولى حجم المخاطر التي يقتضيها منذ انطلاق ثورته السلمية ، خاصة وهو يدرك التركيبة المعقدة للنظام والتي أصبح معها مستعصيا على الإصلاح والترميم ، ولهذا قبلتم بالمخاطرة وصنعتم هذه الثورة المجيدة معتمدين على حالة الوعي التي أصبحتم عليها بكل تكويناتكم الوطنية ،والوعي الذي تخلق من واقع المعاناة والحرمان والبطالة والبؤس والاقصاء والهمجية .
يا أبناء الشعب اليمني العظيم
تدركون تماما ما كادت أن تؤول إليه الثورة الشبابية الشعبية السلمية في العام ٢٠١١م عندما حاول علي عبدالله صالح التمسك بالسلطة والاستماتة حولها فأزهق الأرواح وسقط الضحايا على امتداد الساحات مما دفع أشقاءنا في مجلس التعاون لدول الخليج العربي كعادتهم في لملمة الصف العربي عموما والصف اليمني على وجه الخصوص وبما اقتضته القرابة وحقوق الجوار إلى المبادرة بطرح المبادرة الخليجية التي هدفت بالأساس لإعادة ترتيب البيت اليمني وبما يضمن خارطة طريق تمضي نحو التحول المنشود دون الدخول في خيارات غير محمودة ، وبذلت الكثير من الجهود التي قوبلت لعدة شهور بتعنت كبير ولامسئولية واضحة من قبل صالح وأعوانه ولازلتم تتذكرون فصول تلك الحالة الهزلية التي وضعنا ذلك النظام المستهتر فيها جميعا حتى اضطراره مكرها على التوقيع على المبادرة الخليجية مدعيا تسليمه السلطة فيما هو يبطن الشر والرغبة في الانتقام من الشعب اليمني.
وبعد توقيع المبادرة الخليجية دخلت اليمن مرحلة الانتقال السياسي الذي رسمته تلك المبادرة وبذلنا جميعا جهودا كبيرة لتفكيك الحالة التي أنتجتها التوترات خلال المرحلة السابقة واستطاع اليمنيون انتزاع فتيل الحرب عبر مؤتمر تاريخي للحوار الوطني شكل صورة بهية للحكمة اليمانية واللحمة الوطنية بما مثله من قضايا وما حواه من تنوع حتى كادت اليمن أن تتحول لنموذج ملهم لبقية بلدان الربيع العربي ،وذهبنا في مسار سياسي وانتقالي لصناعة التحول نحو اليمن الجديد بما يمثله من ديمقراطية وشراكة ودولة اتحادية وعدالة اجتماعية وهي ذات الأهداف التي ناضل من أجلها الشعب اليمني في محطات نضاله المختلفة ولخصت أهدافها مخرجات الحوار الوطني بإجماع وطني وشعبي قل أن تجد له نظيرا في التاريخ اليمني الحديث .
لَقَد كنا ومعنا كل المخلصين من أبناء شعبنا نعمل ليلا نهار من أجل إخراج الوطن إلى النور ، فيما كانت قوى التخلف والظلام الإمامية خلال كل تلك الفترة تعد عدتها للانقضاض على كل شيء مسنودة ببقايا نظام صالح التي لم يرق لها اليمن الجديد الذي يتخلق من رحم الثورة ، القوى الإمامية مسنودة بتعهدات ودعم إيراني والمشروع العائلي الصغير لصالح مسنودا بإرثه السلطوي وأدواته التي صنعها خلال ثلاثة عقود، وبينما كان الشعب اليمني ينتظر مسودة دستور اليمن الاتحادي الجديد للاستفتاء عليه والذهاب لانتخابات ديمقراطية رئاسية ونيابية والخروج من الحالة الانتقالية إلى الحالة السياسية المستقرة للدولة انقضت هذه المجموعات الظلامية في تمرد وانقلاب عسكري هاجمت معه المدن وقوضت النسيج الاجتماعي وأهانت مؤسستي الجيش والأمن وسيطرت بقوة الميليشيا وبقوة جيش تم صناعته بولاء عائلي خالص على كل مفاصل الدولة وقتلت الأبرياء وأوقفت العملية السياسية وصادرت الحريات بمختلف أشكالها وأدخلت البلاد في حالة حصار اقتصادي ودمرت الاقتصاد الوطني ونهبت الاحتياطي النقدي للدولة وأنتجت قطيعة دبلوماسية مع الأشقاء والأصدقاء.
ياشباب اليمن الأحرار ونسائه الحرائر ..
يا من انتفض وثار وضحى في نضال سلمي حضاري كان للمرأة فيه دوراً مميزاً وفارقاً ، لازال صدى هدير أصواتكم بيمن جديد ومظهر احتشادكم ماثلاً أمامنا، ولقد مثل طموحكم ومعكم جماهير شعبنا في بناء الدولة المدنية الاتحادية الحديثة والذي عبرت عنه ثورتكم المجيدة وترجمته مخرجات الحوار الوطني الشامل ناقوساً اقض مضاجع الثلة المستحوذة على السلطة والثروة ، التي فهمت أن اليمن ملك لها ، ولقد تحدثت معكم في العديد من اللقاءات ووعدتكم بالمضي قدماً في بناء اليمن الجديد ، ومضينا قولاً وعملاً في وضع المداميك الأولى والمتينة لدولة اتحادية عادلة ، لا استحواذ فيها للثروة والسلطة ، ولا إقصاء فيها ولا تهميش ولا ظلم ، دولة عادلة ينعم كافة ابنائها بخيراتها ، الا أنه تم الإنقلاب على كل هذا ، وعلى شعبنا اليمني ان يدرك تماماً أن ما تم من انقلاب إنما يعود سببه الجوهري إلى رفض تلك المليشيات وصالح وأعوانه لما تحقق لشعبنا في مخرجات الحوار الوطني وما وضع في مسودة الدستور الجديد من توجهات عادلة للشراكة الحقيقية التي تمنع الاستحواذ والاستئثار بالسلطة والثروة ، وهو ذاته الرفض لمشروع الدولة الاتحادية العادلة التي لا يكون فيها ظالم ولا مظلوم ، وهي ذات المعاني التي وضعتها ثورة الشباب في أهدافها وحركت معها المياة الراكدة ، وبكل تأكيد فإن هذه المعاني تبقى الحل العادل والطريق الآمن لليمن القادم .
أيها الشعب اليمني العظيم
لم يكن أمامنا من خيار ونحن نرى الوطن اليمني يوشك على السقوط النهائي بيد هذه الميليشيات الخاضعة لتوجهات إيرانية عدوانية وعائلة لم تعد ترى في الوطن شيئا سوى صورة وحيدة لرجل حاقد منتقم ،وحتى يظل اليمن بلدا متماسكا يحمل الهوية الوطنية المعبرة عن الذات اليمنية ولكي نرى وطننا في سياقه العربي وفي مكانه بين إخوانه في العروبة فقد قررنا طلب التدخل العسكري والسياسي الشامل من إخواننا في دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية للقيام بدورهم في منع سقوط اليمن وترسيخ السلطة الشرعية وإنهاء الانقلاب والتمرد والقضاء على الحالة الفوضوية والميليشاوية التي مزقت النسيج الوطني وانقلبت على السلطة الشرعية وهددت الأمن القومي العربي وأقلقت السلام العالمي وعرضت البلاد برمتها للخطر الجسيم ، فما كان من أشقائنا إلا أن لبوا نداء إخوانهم وقاموا بواجب النصرة والجوار وشكلوا تحالفا عربيا واسعا ، مثل حالة عربية فريدة لطالما كانت الجماهير العربية تتطلع لمثلها .
وإننا وباسم الشعب اليمني نتقدم بالشكر الكبير للإخوة في التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية واخص ذكراً أخي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ،ونثمن عاليا دعمهم الكبير والسخي الذي شاركنا الدماء والفداء والتضحية واختلط الدم العربي في اليمن بلد العروبة وجذر العرب الأول .
وكذلك فقد انبرى أبناء شعبنا الأحرار في المقاومة الشعبية الباسلة والجيش الوطني للتصدي لتلك المليشيات الانقلابية العابثة في كافة الجبهات في ملحمة بطولية وتضحية وبسالة وفداء يمثل أيضاً امتداداً لنضالات شعبنا الحر .
يا ابناء شعبنا اليمني الصابر ..
أخاطبكم اليوم وانا معكم وبينكم ، أحس بآلآمكم وأعيش مكابدتكم وأدرك جيداً حجم المعاناة التي يجترحها أبناء شعبنا نتيجة الممارسات الإجرامية والهمجية لتلك المليشيات ، والوضع الاقتصادي الذي أوصلوا البلاد إليه ، ولقد حرصنا على تجنيب المؤسسات المالية أي صراعات رغم الممارسات العابثة واللامسؤولة للمليشيات ، وذلك حرصاً منا على تجنب مزيداً من الانهيار الاقتصادي وللحفاظ على استمرار دفع مرتبات الناس ومستحقاتهم .
يا أبناء شعبنا اليمني الصابر ..
إننا نطمئنكم بأن ساعة الخلاص قد اقتربت وأنه عما قريب بإذن الله سينفض عن نفسه غبار الميليشيا وحالة الفوضى وستعود اليمن أقوى وأبهى ، ستتحرر تعز منبع ثورة الحادي عشر من فبراير وملهمتها ، ستعود صنعاء وصعدة وحجة وعمران التي يتوق اَهلها للدولة والسلام،وستنعم تهامة بما يليق بها من آمان واطمئنان ،وسننتصر بإذن الله لا محالة ، وستنهزم تلك العصابات والمليشيات وأدواتها المختلفة ومسمياتها المتنوعة ، وجماعات الموت والارهاب ، وسينكسر الاٍرهاب وسيهزم اتباعه ، والشعب اليمني الذي يرفض حكم المليشيات والعائلة يرفض بذات الوقت أدواته كالجماعات الدخيلة عليه ، وسنعود للبناء والتنمية والإعمار وتطبيب جراحات أبناء شعبنا ، وسنستأنف مسارنا السياسي من حيث أوقفه الانقلاب ، وسنعود لنناقش مسودة الدستور في الهيئة الوطنية ، وسنمضي كافة في تنفيذ مخرجات الحوار الوطني التي اجمع عليها أبناء الشعب هدفنا.
ايها الشعب اليمني المناضل شباباً وشابات
إننا نطمئن شعبنا الكريم بأن ساعة الخلاص قد اقتربت وأنه عما قريب بإذن الله سينفض عن نفسه غبار الميليشيا وحالة الفوضى وستعود اليمن أقوى وأبهى ، وستتحرر تعز منبع ثورة الحادي عشر من فبراير وملهمتها ، وستعود صنعاء وصعدة وحجة وعمران التي يتوق اَهلها للدولة والسلام .
وستنعم تهامة بما يليق بها من آمان واطمئنان ، سننتصر بإذن الله لا محالة ، وستنهزم تلك العصابات والمليشيات وأدواتها المختلفة ومسمياتها المتنوعة ، جماعات الموت والارهاب ، وسينكسر الاٍرهاب وسيهزم اتباعه ، والشعب اليمني الذي يرفض حكم المليشيات والعائلة يرفض بذات الوقت أدواته كالجماعات الدخيلة عليه ،وسنعود للبناء والتنمية والإعمار وتطبيب جراحات أبناء شعبنا ، وسنستأنف مسارنا السياسي من حيث أوقفه الانقلاب ، سنعود لنناقش مسودة الدستور في الهيئة الوطنية ، وسنمضي في كافة الاستحقاقات من استفتاء عليه وإجراء للانتخابات وتنفيذ ما تبقى من المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وسيبقى تنفيذ مخرجات الحوار الوطني التي اجمع عليها أبناء الشعب هدفنا.
ايها الشعب اليمني المناضل شباباً وشابات
إننا نثمن عاليا تضحيات شعبنا العظيمة التي قدمها من أجل الخلاص والتحرر عبر تاريخه الطويل رجلاً ونساءً شباباً وشيوخاً جيشاً وطنياً ومقاومة شعبية حراكاً واحزاباً ومنظمات ، ونعد شعبنا بأننا سنبذل كل الجهد كي ترفع الراية اليمنية خفاقة في كل مكان وبما يليق بالإنسان اليمني العظيم ، فتحية إجلال لشهدائنا الابرار وجرحانا الميامين ومعتقلينا الأحرار ، وندعو الله أن يتقبل شهداءنا من منتسبي الجيش الوطني والمقاومة الشعبية والمواطنين عنده في أعلى عليين وأن يمن بالشفاء على جرحانا وأن يكتب النصر لشعبنا على المتمردين الذين انقلبوا عليه.
وفي احتفائنا بالذكرى الخامسة لثورة ١١ فبراير الشبابية الشعبية السلمية المباركة أوجه الحكومة بالشروع في اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لاعتبار هذا اليوم عيد وطني في كل عام .
عاش اليمن حرا أبيا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته