تقارير ووثائق

تفجير المنازل وسيلة الحوثيين للانتقام

لا تمر مليشيات الحوثي على مدينة يمنية إلا وتغيّر ملامحها، ورغم أن الأعراف اليمنية تجرّم الاعتداء على منازل الخصوم، إلا أن تلك المليشيات دمرت العديد من البيوت في مناطق مختلفة انتقاماً من أصحابها.

 
مدير منظمة "السلام" لحقوق الإنسان، عنتر الذيفاني، أحد الأشخاص الذين دُمرت منازلهم، وقال إنهم أرادوا تهجيره مع أسرته.

 
وأوضح أنه كان يتوسط لإخراج جثث المقاتلين الحوثيين في منطقة الجميمة، بمحافظة عمران، باعتباره أحد العاملين في مجال حقوق الإنسان، عندما قاموا بتدمير منزله.

 
وأضاف أن الحوثيين أجبروا أفراد أسرته المكونة من 13 فرداً، بينهم أطفال ونساء وكبار في السن، على الخروج من المنزل دون أن يحملوا أي شيء معهم، ليقوموا بعدها بتفجيره بما فيه.

 
وتابع الذيفاني "كانت أسوأ لحظات حياتي، عندما رأيت أفراد أسرتي وأطفالي وقد هربوا بالملابس التي عليهم، لمنطقة همدان غرب العاصمة"، لافتا إلى أن الحوثيين حاولوا تصفية والده وأحد أبنائه قبل أن تساعدهم القبائل على الفرار.

 
وبيّن أن المنزل الذي فجره الحوثيون كان في الأصل لوالده، وأنه تعب خلال 15 سنة ليتمكن من بناء طابق ثانٍ يعيش فيه مع أولاده.

 

 

وأردف أنه بعد انتقاله للعيش في مأرب، التحق بقوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية: "لم يتركوا لنا فرصة أخرى، مارسوا أسوأ الجرائم، ليحولونا من ناشطين في مجال حقوق الإنسان إلى مقاتلين في الميدان".

 
بدوره أكد رئيس منظمة "وثاق"، نجيب السعدي، أن مسيرة جماعة الحوثي حافلة بتفجير المنازل منذ بداية صراعها مع الدولة، وقال في تصريح إن المليشيات بعد كل جولة حرب تقوم بتفجير منازل الخصوم أو من وقفوا مع الدولة ضدها، مشيرا إلى أن منظمته وثّقت خلال الفترة من 2004 إلى سبتمبر/ أيلول 2014 عند دخول الجماعة صنعاء 523 حادثة تفجير لمنازل، في مدينة صعدة وحجة وعمران، كان أبرز عملية تفجيرات في مارس/آذار 2011 عقب استيلائها على صعدة، حيث فجرت 43 منزلاً في المدينة.

 
وذكّر السعدي بتفجير منزل آل الحبيشي في صعدة، وبداخله 16 من النساء والأطفال، ما أسفر عن قتل 14 شخصا، منهم خمس نساء وسبعة أطفال.

 
أما عن عمليات التفجير التي أعقبت استيلائها على العاصمة فقد نفذت المليشيات 207 عمليات، منها 26 منزلا في محافظة الضالع، و91 في عدن ولحج، و17 في تعز، و4 في ذمار، و18 في إب، و11 في الجوف، و9 في مأرب، و21 في صنعاء، وقبل أيام قامت الجماعة بإحراق 39 منزلا خشبيا في منطقة ذو باب غرب تعز.

زر الذهاب إلى الأعلى