رئيسية

الأمم المتحدة: جماعات تجنّد وافدين أفارقة في اليمن

أكدت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في اليمن أن أطرافاً يمنية تعتقل تعسفاً وافدين جُدداً، للاشتباه بأنهم قد يشاركون في الحرب الدائرة منذ مارس/آذار الماضي، مشيرة إلى أن عدد الوافدين الأفارقة خلال العام الماضي كان الأعلى منذ سنوات، على الرغم من الحرب.

 

واستندت المفوضية، في تقرير لها أمس السبت، إلى تقارير ذكرت أن أطرافاً يمنية، منها القوات المسلحة ومسؤولون أمنيون ولجان المقاومة الشعبية، تقوم باعتقال الوافدين الجُدد للاشتباه بأنهم قد ينضمون وينخرطون في أعمال الصراع المذكور.

 

وتابع التقرير تحت عنوان "تحديث حول المواضيع الرئيسية لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في اليمن"، أن "بعض الجماعات تجند قسرياً بعض الوافدين الجُدد"، مشيراً إلى أنهم يواجهون صعوبات أثناء تحركاتهم كالوقوع وسط القتال البري الشديد، والتعرض للغارات الجوية، أو لمخاطر الألغام المنتشرة التي رزعتها بعض المجموعات المسلحة في بعض المناطق بكثافة، والتي أدت إلى مقتل وتشويه بعض اللاجئين والمهاجرين".

 

وأوضح التقرير أن عام 2015 شهد ثالث أعلى معدل لوصول الوافدين، منذ بدأت المفوضية بالتسجيل المنهجي للوافدين إلى سواحل البحر العربي والبحر الأحمر باليمن في 2006، إذ "وصل عدد الوافدين إلى نحو 92446 شخصاً، وهو أكبر عدد بعد عام 2011 الذي شهد وصول 103154 شخصاً، في حين بلغ عدد الواصلين إلى السواحل اليمنية 107532 فرداً عام 2012".

 

وأضاف التقرير أن ثلثي الوافدين الجُدد وصلوا إلى اليمن في 2015، إذ يتلقّى الوافدون الأفارقة معلومات خاطئة في بلدانهم عن الصراع في اليمن، لافتا إلى اعتقادهم "بأن الوضع أصبح هادئاً نسبياً في بعض المحافظات الجنوبية، كما يتبعون الشائعات التي تفيد بأن الوصول إلى دول الخليج المجاورة أصبح متاحاً".

 

وعن اللاجئين الأثيوبيين الذين وصولوا إلى السواحل اليمنية، بيّن التقرير أن عددهم يعدّ ثاني أعلى مستوى على الإطلاق ويبلغ 84376 فرداً، بعد أن كان عددهم 82268 شخصاً عام 2012. كما أن عدد اللاجئين الصوماليين ممن يقومون بالرحلات المحفوفة بالمخاطر إلى اليمن في أدنى مستوياته منذ عشر سنوات، إذ بلغ في 2015 نحو 10 آلاف شخص، بعد أن سجلوا 30 ألفاً في عام 2008.

 

ويواجه الوافدون الجُدد مخاطر مختلفة أشار إليها التقرير، منها تعرضهم لمخاطر الاختطاف ونقص الغذاء، والعنف القائم على نوع الجنس، ومخاطر التعرض للاتجار بالبشر، والقيود على حرية التنقل، ودفع رسوم باهظة للمهربين، بالإضافة إلى رحلتهم البحرية المحفوفة بالمخاطر التي قد تعرضهم للموت، عندما يسافرون على ظهر قوارب المهربين المتهالكة والمكتظة بالناس.

 

ولحظ التقرير حال الوافدين عند وصولهم إلى الشواطئ اليمنية ومعاناتهم عادة من الجفاف الشديد والصدمات النفسية، لينتهي بهم الحال إلى شبكات التهريب.

 

يذكر أن الحرب في اليمن شرّدت مئات المهاجرين كانوا يقيمون في مخيمات منظمات دولية في حجة وعدن وباب المندب، ولم تتبق سوى المخيمات الموجودة في منطقة ميفع بمحافظة حضرموت (شرق)، لكنها لا تحظى بأي اهتمام حكومي أو أممي.

 

وتعتبر الهجرة غير الشرعية واحدة من الظواهر التي تؤرق الحكومات اليمنية المتعاقبة وتستنزف جهودها، في بلد يعتبر الأفقر في العالم العربي، إذ تبلغ نسبة الفقر 54.5 بالمائة، ويبلغ معدل النمو السكاني 3 بالمائة، وهو من أعلى المعدلات في العالم.

زر الذهاب إلى الأعلى