تقارير ووثائق

ميناء الطوال.. قصة معاناة عابرة للحدود

"حين أفكر بزيارة أسرتي التي تقطن محافظة تعز فإن رحلتي من مدينة أبها السعودية ستستغرق حاليا 18 ساعة وقطع مسافة تقدر بـ1463 كيلومترا، بينما كانت في الماضي تستغرق عشر ساعات فقط أقطع خلالها 726 كيلومترا". بهذه الكلمات وصف المواطن اليمني المقيم في السعودية طاهر الفقي معاناته بسبب إغلاق ميناء الطوال الدولي.

 
ولا تعد معاناة الفقي فردية فقد تسبب إغلاق المنفذ البري الذي يربط اليمن بالسعودية في حرمان أكثر من مليون مغترب يمني يعملون بالسعودية من زيارة عائلاتهم.

 
وقد توقف المنفذ عن العمل منذ ما يقارب العشرة أشهر بفعل هجمات الحوثيين المتكررة التي حولت محيطه إلى ساحة معارك مستمرة.

 
وأضاف الفقي أن المنفذ الوحيد المسموح للمغتربين الراغبين في العودة إلى اليمن بالمرور عبره هو منفذ الوديعة جنوبي اليمن، وذلك يتطلب ذلك قطع مساحات صحراوية طويلة للوصول إليه، علاوة على سوء ترتيبات المرور منه.

 
وتابع "كان الطريق من منفذ الطوال يختصر لنا الكثير من الجهد والوقت والمال حين نرغب بالعودة، وهو ما لا يتوفر في منفذ الوديعة، الأمر الذي يجبرنا كعاملين محدودي الدخل على البقاء والغربة عن أقاربنا لفترة أطول".

 
من جانبه، أكد رئيس الجالية اليمنية في منطقة جازان عبده الشوخي أن قرار إغلاق المنفذ وإدخال مدينة حرض في دائرة الصراع العسكري أضرا بمصالح المواطنين البسطاء من سكان المدينة والمغتربين.

 

اختلاسات مالية
ولم يقتصر تأثير إغلاق المنفذ على المغتربين اليمنيين، بل فقدت الخزينة العامة موردا مهما من مواردها، فقد ذهبت إيرادات المعبر خلال سيطرة الحوثيين عليه إلى حسابات بنكية خاصة بالحوثيين والموالين للرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح.

 
وبحسب مصادر في إدارة المعبر، فخلال الشهر الذي سيطر الحوثيون فيه على الميناء بلغت رسوم "التربتيك" أكثر من مليار ريال (نحو خمسة ملايين دولار)، فيما بلغت جمارك السيارات ووسائل النقل ما يقرب من خمسة مليارات ريال (نحو 23.212 مليون دولار).

 
وخلال ستة أشهر تقريبا من إدارة الحوثيين والموالين لصالح ميناء الطوال الدولي لم تستقبل الخزينة العامة للدولة ريالا واحدا من ملايين الريالات التي كان يجنيها بشكل يومي.

 
وقال مسؤول في الميناء للجزيرة نت إن "أول مهمة نفذها الحوثيون في أول يوم لإدارتهم هي تحويلهم الإيرادات إلى حسابات بنكية خاصة بهم، ومن ضمن تلك الإيرادات مبلغ مالي يقدر بـ110 ملايين ريال، ناهيك عن مبالغ دخل إدارة الجمارك التي كان متوسط دخلها اليومي يصل إلى سبعين مليون ريال يمني".

 
وأضاف أن منفذ الطوال اليمني هو أكبر منفذ بري في البلاد وما يقارب الـ80% من الصادرات الزراعية تمر عبره، إضافة إلى صادرات الثروة السمكية البالغة أكثر من ثلاثين قاطرة بشكل يومي، وقد ساهم إغلاق المعبر في توقف هذه الصادرات.

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى