ندوة: حرية التعبير في اليمن تعيش اسوأ مراحلها منذ ظهور الصحافة
عقد التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الانسان في اليمن ندوة مساء أمس الاربعاء تحت عنوان "استهداف الاعلام اليمني معركة بلا قواعد" وذلك في نادي الصحافة السويسري في مدينة جنيف على هامش انعقاد الدورة 31 لمجلس حقوق الانسان.
وتحدثت الندوة عن الاوضاع الكارثية لوسائل الاعلام والصحافة والصحفيين في اليمن وعددت بالارقام الانتهاكات الموجهة ضد الصحافة والصحفيين ووسائل الاعلام خاصة في العام الماضي 2015.
حيث اكد الاعلامي والباحث السياسي عبد الله اسماعيل خلال المحور الاول للندوة ان ميليشيات الانقلاب استهدفت الصحفيين بمجرد اقتحام العاصمة صنعاء حيث بدأت معركتها بين البندقية والقلم وكسرت البندقية الحوثية القلم الصحفي، مشيرا إلى اعلان الحوثي ان الصحفيين اخطر على الحركة الحوثية من المقاتلين.
وأضاف ان اليمن كان بها عام 2013 وقبل الانقلاب 17 صحيفة ورقية يومية، و 155 أسبوعية، و 26 إصدار نصف شهري، و 81 إصدار شهري، و 16 إصدار فصلي، وبإجمالي 265 إصدارا، ذلك الامر تغير تماما العام 2015 الذي سجل فقط حضور من 10 مطبوعات كلها تصدر من مؤسسات تابعة لتحالف الانقلاب الحوثي - صالح.
وبالنسبة للإعلام المرئي فمن مجموع 4 قنوات رسمية حكومية و 15 قناة خاصة، يقتصر حاليا على قناة واحدة رسمية تسيطر علهيا جماعة الحوثي بشكل كامل، كما تمتلك الجماعة قناة المسيرة، ويمتلك صالح قناة اليمن اليوم وهما القناتان الوحيدتان اللتان تعملان من داخل اليمن، حيث ارغمت بقية القنوات على العمل من خارج الجمهورية اليمنية بعد ان تم اقتحام مقراتها ومصادرة ممتلكاتها.
وفيما يخص الاعلام والنشر الاكتروني في اليمن اوضح اسماعيل انها تصنف حاليا ضمن اكثر الدول انتهاكا لحرية الانترنت بعد ان عمد تحالف الانقلاب إلى حجب اغلب المواقع الاخبارية والحقوقية.
وعن الانتهاكات ضد الصحفيين قال عبد الله اسماعيل ان هذه الممارسات لم تكن رد فعل على التحالف العربي لانها بدأت قبل التحالف العربي بشهور عديدة بل وسنوات، فمنذ ان رفع الحوثي السلاح ظلم أبناء صعدة ومارس كل الانتهاكات ضدهم واستمر ذلك في دماج مرورا بعمران وكل المناطق الاخرى.
وقال "علينا ان نتذكر ان مليشيات الحوثي بمجرد إسقاط العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر 2014، قامت باستهداف الصحفيين وإغلاق القنوات ومصادرة ممتلكاتها واعتقال الصحفيين واستخدامهم كدروع بشرية بوضعهم في مخازن السلاح، وتفجير منازل الخصوم واختطاف مدير مكتب الرئيس، ووضع رئيس الحكومة وأعضائها تحت الإقامة الجبرية، وقمع المظاهرات واختطاف الناشطين والتعدي علي النساء. وقد صدرت تصريحات علنية من قبل زعماء الحوثي باستخدام الصحفيين والسياسيين كدروع بشرية، وعلى سبيل المثال القيادي الحوثي حسن زيد والقيادي الحوثي الصحفي محمد المقالح.
وأشار الاعلامي عبد الله اسماعيل إلى القلق الذي ينتاب الجميع ازاء مصير العديد من الصحفيين اليمنيين الذين لازالوا معتقلين اضافة الي السياسيين المخفيين قسريا، وتخشى اسرهم ان يكونوا وضعوا كدروع بشرية في مخازن السلاح، وما يضاعف ذلك القلق المحاولات الحكومية اليمنية خلال مفاوضات سويسرا التعرف علي مصير المعتقلين والسجناء والتي جوبهت بالرفض القاطع من قبل تحالف الحوثي - صالح، بل انهم رفضوا طلب الحكومة اليمنية ان تقوم اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر بزيارتهم، وهو ماتم رفضه حتى الان ايضا.
إلى ذلك نوه الباحث عبدالله اسماعيل إلى مجمل البيانات المحلية والدولية التي ادانت الانتهاكات الحوثية الموجهة ضد الصحفيين ومنها تقرير منظمة مراسلين بلا حدود الصادر في ديسمبر الماضي والذي أكدت فيه ان الحوثيين يحتلون المركز الثاني بعد داعش في استهداف الصحفيين.
من جانبه تحدث عضو مجلس نقابة الصحفيين اليمنيين ومسؤول التدريب ومشرف الحقوق والحريات في النقابة نبيل طاهر الاسيدي في المحور الثاني من الندوة حول الحريات الإعلامية في اليمن والتي اصبحت في مرمى المليشيا، لتعيش أسوء حالاتها منذ إعلان الوحدة اليمنية وحتى اليوم بعد ان تعرضت لعمليات تجريف واسعة استهدفت القضاء على التعددية الإعلامية والسياسية في البلد.
وذكر الاسيدي ان ذلك بدا واضحا أن العام 2015 يوصف بالأسوأ في تاريخ الانتهاكات التي تطال الحريات الصحفية في اليمن، حيث شهد فيه، اقتحام المؤسسات إلاعلامية واغلاق بعضها وحجب عشرات المواقع الإخبارية واختطاف ما يزيد عن 80 صحفيا لايزال 15 صحفي منهم في السجون منهم في سجون الحوثي و 3 صحفيين لدى تنظيم القاعدة بحضرموت.
ولم يقتصر ذلك على المؤسسات الإعلامية بل طال حد تصفية الصحفيين والإعلاميين حيث سجل حتى الان مقتل ما يقارب 13 صحفيا منذ العام 2015 وحتى اليوم.
مؤكدا انه وعلى الرغم من الانتهاكات المرتكبة بحق حرية الصحافة، على مر العقود والأنظمة السابقة، الا انها لم تماثل اسراف جماعة الحوثي في انتهاك وقمع الحريات الصحفية والتعبير عن الرأي، منذ رجوح كف القوة لصالحهم ابان دخولهم العاصمة صنعاء في سبتمبر الماضي.
وشهدت البلاد حالات فرار واسعة للكتاب والصحفيين على خلفية تهديدات جماعة الحوثي، وخشية ملاحقتهم من قبل الجماعة، إضافة إلى إيقاف رواتبهم ومستحقاتهم الوظيفية.
وتطرق نبيل الاسيدي إلى ما رصدته لجنة الحريات بنقابة الصحفيين اليمنيين حيث سجلت 319 حالة انتهاك خلال العام الفائت تورطت فيها 11 جهة بنسب مختلفة، واحتلت جماعة الحوثي المرتبة الاولى بـ250 حالة، وبنسبة 79٪، فيما ارتكبت جهات مجهولة 23 حالة بنسبة 7٪، وتورطت الاجهزة الامنية والحكومية بـ17 حالة انتهاك بنسبة 5٪، يليها تنظيم القاعدة بـ10 حالات بنسبة 3٪، ومن ثم التحالف العربي بـ9 حالات بنسبة 3٪ من اجمالي الانتهاكات.