لم يكن يحلم المدير الفني لريال مدريد، الفرنسي زين الدين زيدان، ببداية أفضل من تلك التي يحققها مع الفريق الملكي خلال موسمه الأول كمدرب، وذلك بعد أن استطاع قهر برشلونة في عقر داره السبت بنتيجة (1-2) في الكلاسيكو الأول له، ووضع حد لمسيرة الفريق الكتالوني الممتدة لـ39 مباراة لم يتذوق خلالها طعم الهزيمة.
وكان زيدان يحتاج لمباراة من العيار الثقيل مثل الكلاسيكو ليثبت كفاءته الفنية كمدرب، لاسيما وأنه لم يخض قبلها اختبارا حقيقيا في الليجا بل أمام منافسين كانوا يدخلون ملعب "سانتياجو برنيابيو" معقل الميرينجي وهم متيقنون من هزيمة ثقيلة.
ولم يسلم "زيزو" من سهام النقد بعد الأداء الباهت للريال خلال مبارياته الأولى خارج ملعبه عندما تعادل أمام ريال بيتيس سلبيا، وأمام مالاجا بهدف لمثله، لتأتي مباراة روما في ذهاب دور الـ16 في دوري الأبطال والتي فاز بها الفريق الملكي بهدفين نظيفين في قلب ملعب "الأوليمبيكو" لتخفف الضغط من على كاهل المدرب الفرنسي قليلا.
واستطاع ريال مدريد أن يضرب أكثر من عصفور بحجر بعد الفوز الذي تحقق في عقر داره غريمة الأزلي، حيث أنه استطاع الفوز بمباراة من العيار الثقيل في الليجا، حصد الميرينجي نقطة وحيدة أمام الفرق أصحاب المراكز الأربعة الأولى بينهما خسارتان مؤلمتان في عقر داره أمام برشلونة وأتلتيكو مدريد، بالإضافة إلى محو الصورة الباهتة للفريق خارج البرنابيو والتي ظلت عالقة في مخيلة عشاقه حتى موعد الكلاسيكو الكبير.
وحقق الفريق الملكي هذه النتيجة بفضل الاستراتيجية التي وضعها زيدان، الذي سبق وعاش أجواء الكلاسيكو كأحد أعضاء الطاقم المساعد للإيطالي كارلو أنشيلوتي، بعدما عكف على دراسة مباريات سابقة للفريقين منذ حقبة البرتغالي مورينيو، فضلا عن مباراة الدور الأول التي انتهت بفوز كتالوني كبير برباعية نظيفة كان لها دور كبير في إقالة الإسباني رافائيل بنيتيز فيما بعد.
وخلال المباراة، كان واضحا أن زيدان اقترب كثيرا من الفكر الخططي لمورينيو، مانحا برشلونة أفضلية امتلاك الكرة معظم أوقات المباراة، مع محافظة الميرينجي على تماسكه الدفاعي وتقارب خطوطه، وهو الشكل الذي ساهم في الحفاظ عليه طيلة أحداث المباراة لاعب الوسط البرازيلي كاسيميرو، الذي انهك لاعبي البلاوجرانا في البحث عن ثغرة يمرون منها، ثم لعب الهجمات المرتدة السريعة عند قطع الكرة.
وفرضت شخصية زيدان النجم نفسها على لاعبي الفريق، لاسيما عندما أبقى على نجمي الفريق الكولومبي خاميس رودريجيز وإيسكو ألاركون على مقاعد البدلاء طوال أحداث اللقاء، مع ابتعادهما عن مستواهما المعهود خلال الفترة الأخيرة.
وفطن زيزو إلى أن المباراة تحتاج أكثر للعب المباشر والسرعة في ذات الوقت، وهو ما نجح فيه الثنائي الويلزي جاريث بيل والبرتغالي كريستيانو رونالدو.
واستطاع زيدان بهذا الفوز أن يؤمّن موقعه على مقعد المدير الفني للميرينجي لموسم قادم سيكون فيه صاحب القرار الأول في التعاقدات الجديدة بالإضافة إلى اللاعبين الراحلين، لأن خسارة جديدة أمام برشلونة بعد تلك التي تكبدها الفريق في عقر داره أمام الأتلتي، كانت ستزيد الشكوك حول قدرة الفرنسي في قيادة الفريق.
وخلال اللقاء، تفوق زيدان تكتيكيا على نظيره في الفريق الكتالوني لويس إنريكي الذي وقف عاجزا وهو يشاهد لاعبي فريقه غير قادرين على اختراق دفاعات الميرينجي الحصينة.
ووضع زيدان اسمه ضمن رموز النادي الذين فازوا بالكلاسيكو كلاعبين وبعد ذلك كمدربين إلى جانب عمالقة مثل ألفريدو دي ستيفانو، وفيسنتي ديل بوسكي.
ليس هذا فحسب، بل استطاع أيضا أن يدخل ضمن زمرة مدربي الميرينجي الذين تمكنوا من تحقيق الفوز في الكلاسيكو في أول مباراة كمدربين إلى جانب البرتغالي كارلو كيروش والألماني برند شوستر، وهي كلها إنجازات تزيد من طموح مشجعي الفريق الملكي.
لمتابعة أخبار نشوان نيوز على التلجرام اضغط هنا