اظهر مسح اجراه مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي ان 60% من منظمات المجتمع المدني في اليمن تعرضت لانتهاكات ومضايقات خلال العام الماضي و19 % من المنظمات اوقفت نشاطها بسبب الوضع الحالي وخوفا من الممارسات التعسفية التي تمارسها جماعة الحوثي ضد منظمات المجتمع المدني.
وأوضح رئيس مركز الدراسات والاعلام الاقتصادي مصطفى نصر، في تصريح صحافي، ان المركز هدف من خلال هذا المسح معرفة وضع منظمات المجتمع المدني خلال العام الماضي 2015م، والصعوبات التي واجهتها المنظمات أثناء أداءها لمهامها لاسيما وان الكثير من هذه المنظمات تعرضت للمداهمة والإغلاق والنهب بالإضافة إلى معرفة الأدوار التي يمكن لمنظمات المجتمع المدني ان تلعبها في بناء السلام في ظل ما تشهده اليمن من صراعات على مختلف الأصعدة.
واضاف ان جزء من الاستبيان يهدف لمعرفة الدور الذي تلعبه المنظمات المجتمع المدني في سبيل تعزيز التعايش بين اليمنيين وبناء السلام بالإضافة إلى معرفة ما يمكن عملة من قبل المنظمات المحلية.
واكد الاستبيان الذي استهدف 61 منظمة محلية فاعلة متخصصة في الاعمال الاغاثية والإعلامية والتنموية والتعليمية والحقوقية في 12 محافظة يمنية ان 60% من المنظمات المشاركة في الاستبيان تحمل ترخيصا ساري المفعول للعام 2016م و27% من المنظمات مرخصة لكنها لم تتمكن من تجديد ترخيص عملها لهذا العام، و3% من عدد المنظمات لم تستطيع استصدار ترخيص عمل.
واظهرت نتائج المسح أن ما نسبته 60% من إجمالي عدد المنظمات المشمولة بالمسح تعرضت لعمليات انتهاك ومضايقات خلال العام الماضي، وان 39% لم يتعرضوا لأي نوع من أنواع الانتهاكات خلال نفس العام.
ووفقا للاستبيان فقد توزعت الانتهاكات بين حالات تهديد ومضايقات واقتحام ونهب وتجميد أرصدة، حيث تعرضت ما نسبته 33% من إجمالي المنظمات لمضايقات مختلفة كانت عائقا لممارسة دورهم، تلتها عمليات النهب حيث بلغت نسبة المنظمات التي تعرضت للنهب 20% تلتها حالات الإغلاق والتهديد بنسبه 17% لكل منهما ثم حالات الاقتحام بنسبة 5%، بينما توزعت 5% من إجمالي نسبة الانتهاكات التي تعرضت لها منظمات المجتمع المدني بين حالات حرق وتجميد ارصده.
ووفقا للاستبيان فقد احتلت جماعة الحوثي ( انصار الله ) المرتبة الاولى في عدد الانتهاكات التي مورست ضد المنظمات التي استهدفها الاستبيان بنسبة 70% من اجمالي عدد الانتهاكات، تلتها تنظيم القاعدة بنسبة 13%، و توزعت بقية الانتهاكات على جهات مجهولة و أطراف محلية متنفذة.
واكد الاستبيان ان نسبة المنظمات التي لا زالت تمارس أنشطتها رغم ما تعرضت له من مضايقات وانتهاكات قد بلغت 80% من إجمالي عدد المنظمات المشمولة بالاستبيان، حيث أظهرت النتائج ان 89% من المنظمات التي لا زالت تمارس نشاطها، لم تقم بإجراء أي تعديلات على أهدافها التي أنشئت من اجلها، بينما اظهرت النتائج ان 10% قد عملت على إجراء تعديلات في أهدافها بما يتناسب مع الوضع اليمني الحالي .
ووفق نتائج الاستبيان، فقد أبدت المنظمات التي لازالت تمارس أعمالها اهتمامات متنوعة، حيث حلت أعمال الإغاثة وأنشطة بناء السلام ونشر روح التعايش بين اليمنيين في أعلى سلم المجالات التي تنشط فيها منظمات المجتمع المحلي خلال الوضع الحالي، بينما أظهرت النتائج ان 19% قد قامت بإيقاف نشاطها لاسباب مختلفة، حيث بلغت نسبة المنظمات التي أوقفت نشاطها لاسباب مادية متعلقة بالتمويل 67% ، تلاها 31% من المنظمات اوقفت نشاطها لأسباب متعلقة بمضايقات وانتهاكات من السلطة القائمة، بينما 1% من المنظمات اوقفت نشاطها لاسباب شخصية.
وقد أظهرت نتائج تحليل القسم الخاص بمعرفة الدور الذي تلعبه المنظمات المجتمع المدني في سبيل تعزيز التعايش بين اليمنيين وبناء السلام، ان 77% من إجمالي عدد المنظمات المستهدفة أكدت استمرار نشاطها بالاضافة إلى تنفيذ أنشطة تساهم في تعزيز التعايش بين اليمنيين وبناء السلام، بينما 22% من المنظمات قالت أنها لم تقم بأي أنشطه تعمل على تعزيز التعايش بين اليمنيين وبناء السلام . واشار الاستبيان أن 97% من هذة المنظمات أكدت أنها تؤمن بقدرتها على الإسهام في تعزيز التعايش وبناء السلام في اليمنيين.
ويعد مركز الدراسات والإعلام الاقتصادية احد منظمات المجتمع المدني الفاعلة في اليمن، ويعمل من أجل التأهيل والتوعية بالقضايا الاقتصادية والتنموية وتعزيز الشفافية والحكم الرشيد ومشاركة المواطنين في صنع القرار، وإيجاد إعلام حر ومهني، وتمكين الشباب والنساء اقتصاديا.