كيف تمسح كل ما يعرفه "غوغل" عنك؟
من منا لا يستخدم موقع "غوغل" يومياً على هاتفه الذكي أو حاسوبه للبحث والسؤال عن كل شيء تقريباً؟ فهو الموقع الأوّل للعثور على جواب لأي سؤال، البحث عن صور، مقاطع مصورة، معلومات، حجوزات، إلخ. لكن هل خطر ببال أي مستخدم أنّ أصغر تفصيل، وأصغر معلومة بحث عنها، وكل سؤال طرحه مسجّل بالوقت، والمكان داخل قاعدة بيانات ضخمة محفّظة لدى شركة "غوغل"؟
الأمر ليس سراً، فالشركة تعترف أنّها تسجّل كل شيء، لا بل هي تتيح إمكانية تصفّح تلك البيانات، وحتى إمكانية مسحها كلياً. وباستخدام خدمات الشركة، فإن كلّ مستخدم يوافق على مشاركة الملايين من المعلومات التي يمكن للشركة تقاسمها مع المعلنين متى تشاء.
إليكم طريقة التعرّف على ما سجّله موقع "غوغل" وكيفية مسح تلك المعلومات. في البداية، يجب تسجيل الدخول إلى حساب البريد الإلكتروني الخاص. ومن ثم زيارة history.google.com/history. يليه اختيار رؤية معلومات "كلّ الوقت" بدل "الأسبوع الماضي". بهذا الاختيار يُظهر لنا "غوغل" قائمة بكلّ الأشياء التي بحث عنها المستخدم منذ عمله وبحثه لأوّل مرة وهو متصّل بهذا البريد الإلكتروني. وكما ذكرنا سابقاً، يتيح "غوغل" خيار حذف أي بحث قام به المستخدم، منفرداً.
وأيضاً، يمكن حذف جميع البيانات في وقت واحد. للقيام بذلك، انتقل إلى علامة النقاط الثلاث بالقرب من التقويم في الجزء العلوي الأيمن، اضغط على خيارات الحذف، ليتم فتح علامة تبويب جديدة تحت اسم (delete web and app activity for)، انتقل إلى المستوى المتقدم، واختر "كل الوقت"، ثم اختر حذف. كما يمكن للمستخدم الوصول لكل بحث صوتي، حيث يمكنه بالطبع الاستماع إلى كل كلمة بحث عنها باستخدام صوته. إذاً، في حال طلب المستخدم أي سؤال بصوته عبر "غوغل"، سيجد السؤال محفّظاً، ويمكنه الاستماع له.
تلك المعلومات كلّها جمعت باستخدام ميزة الكلام إلى النص، حيث يتم حفظ الصوت الذي يُستعمل للبحث عن سؤال ما.
كما يمكن أيضاً التحقّق من سجل المواقع المحفوظة، والتي تحوي المواقع التي نشرها المستخدم. وأخيراً، لمعرفة ما يرسله الموقع من معلومات للمعلنين، على المستخدم الضغط على صورة حسابه الشخصي، والضغط على حسابي في المعلومات الشخصية والخصوصية، من ثم الضغط على إعدادات الإعلانات، يليه الضغط على إدارة إعدادات الإعلانات.
هنا "غوغل" يجمع ما باعتقاده هي اهتمامات المستخدم، الجنس، العمر، إلخ. هذا ويمكن للمستخدم إيقاف نشر أي معلومات خاصة مع المعلنين. للقيام بذلك، بكل بساطة يجب إقفال زر "الإعلانات استناداً إلى أهميتها". هذا ويمكن اختيار موقع https://duckduckgo.com، والذي هو محرّك بحث عادي لكنّه يعد مستخدميه بعدم تتبّع أسئلتهم واستحالة نشرها مع أحد.
لماذا قد يلجأ البعض إلى مسح بياناته؟ الجواب بسيط وهو الحفاظ على الخصوصية، خصوصاً في ظل الأزمات والأخبار التي تلاحق كبرى الشكرات وتتهمها بانتهاك خصوصية مستخدميها، وتقديم معلومات لحكومات وأجهزة أمنية، تحديداً في الولايات المتحدة، وأوروبا.
من جهة ثانية واجهت شركة "غوغل" في اليومين الأخيرين مشكلة من نوع آخر، وهي اتهامها بالتلاعب بنتائج البحث، لصالح هيلاري كلينتون. ونفت الشركة وقوع أي تلاعب في محركها للبحث لصالح مرشحة الرئاسة الأميركية كلينتون، مؤكدة أن إرشادات البحث التلقائية في محركها لا تحابي أي مرشح ولا تجامل أي قضية، لكن الشركة أقرت في الوقت ذاته بتعمدها عدم إظهار العبارات المسيئة تلقائياً.