لم تختلف المائدة الرمضانية في اليمن عن ما كانت عليه سابقاً. فبرغم الحرب والأوضاع السيئة التي يعيشها اليمنيون، إلا أنهم مايزالون حريصين ومحتفظين بعاداتهم التي لم يتخلوا عنها.
ومع اقتراب أذان المغرب، يجلس الصائمون على هيئة حلقات حول موائد طويلة، ويضعون فيها العديد من الأطعمة والمشروبات المختلفة، ويكون الأكل جماعياً، ما يجعل العلاقات في هذا الشهر أكثر ارتباطاً.
وتحضر أهم تلك الأطباق وأكثرها تميزاً، وجبة "الشفوت"، وهي أكلة تعرفها المناطق الشمالية والجنوبية أيضاً، وهي عبارة عن مزيج من الخبز أو اللحوح والزبادي، أو اللبن المخلوط بالنعناع الأخضر والكمون والملح، رغم ارتفاع أسعار اللبن في الأسواق، إلا أنهم لا يستطيعون الاستغناء عنها في المائدة اليمنية، وكذلك هناك التمور والسمبوسة، ولابد من وجود الحلبة المخلوطة بالخل والمرق والشوربة.
ومن المشروبات المشهورة في الشمال، مشروب يسمى "القديد"، وهو المشمش الذي يجفف بالشمس حتى يصبح يابساً، ثم يوضع في الماء نصف يوم مع السكر، وينبغي شربه في اليوم نفسه الذي يجهز فيه، لأنه إذا تُرك فترة طويلة يتخمر، ويصبح فاسداً.
وللحلويات نصيب في المائدة، فبالإضافة إلى المهلبية والجيلي، تحضر أكلات أخرى لذيذة، مثل الرواني والشعوبية، وهي نوع من الكيك يضاف إليه ماء السكر. أما أبناء الجنوب فلا يختلفون كثيراً عن الشمال، إلا أنهم في بعض المناطق يأكلون الأرز مع الإفطار ويفضلونه.