من الأرشيف

رفيق الحريري ونهر صنعاء!

تذكرت اليوم رفيق الحريري وأنا أشاهد أمواج السايلة العظمى كما يسميها أبناء صنعاء
كنا معاً في مسرح الهواء الطلق في قلب المدينة القديمة
وكان ذلك في يوم من أيام صنعاء عاصمة للثقافة العربية 2004 .. وكانت أصوات المنشدين تتع إلى وسط رذاذ مطر خفيف
وتسلّم رئيس وزراء لبنان وشهيده الكبير تذكار صنعاء عاصمة للثقافة العربية 2004
ومع اكتمال الأمسية كان رذاذ المطر قد بدأ بالإنسياب في السايلة وكان ضوء نوافذ البيوت المطلة قد بدأ ينساب هو الآخر مع سحر غامض فاتن حين التفت الحريري إلي فجأة وقال:
هذه لو كانت عندنا كنا عملناها نهرا صناعيا في مهرجان سياحي سنوي وقت ذروة نزول الأمطار!
وقلت له مندهشا .. كيف؟ ..أجاب:
نقفل الممر وقت ذروة المطر وسيصبح نهرا ساحرا في قلب صنعاء ولمدة شهر هي مدة المهرجان!
كان الحريري متحمسا للفكرة إلى درجة أنه أصر على المشي في السايلة ..وإلى نهايتها! ووسط مياه منسابة! كي يرى المكان المقترح لإغلاق السايلة ..الممر حسب تعبيره!
كنت ما أزال مسحورا بالفكرة حين تم اغتيال الحريري بعدها بأشهر!
كان الحريري رجلا إداريا وسياسيا من الطراز الرفيع
كان رجلا للنجاح .. وللحياة
ولذلك قتله الفاشلون! .. القاتلون للحياة وللنجاح!
تذكرت اليوم نهر صنعاء المقترح!
وما زلت مبهورا مسحورا بالفكرة
الفكرة ليست مستحيلة!
فقط لو أنكم لم تقتلوا الحريري .. وإبراهيم الحمدي!

رفيق الحريري ونهر صنعاء!

زر الذهاب إلى الأعلى