تنامي ظاهرة الغش بالامتحانات في اليمن واتهام وزارة التربية بالتقصير
استنكر عدد من أولياء أمور الطلاب في اليمن، تنامي ظاهرة الغش في الامتحانات العامة التي تنتهي منتصف الأسبوع المقبل، رغم ما يشاع عن التشديدات الأمنية للحدّ منها.
ولا يخفي حفظ الله البعداني، من سكان العاصمة صنعاء إحباطه الشديد بسبب ما أسماه ب "الوضع الكارثي" الذي وصلت إليه العملية التعليمية بشكل عام، وعدم اهتمام وزارة التربية والتعليم بإيقاف تنامي ظاهرة الغش بوسائل متنوعة.
وأشار إلى أن الغش أصبح أمراً مبرراً بعد أن كان مرفوضاً في المجتمع، موضحاً أنه شاهد أولياء الأمور وبعض الشباب حول مراكز الامتحانات خلال الأسبوع الماضي، وهم يحاولون إدخال الغش لأولادهم"، واصفاً هذه المشاهد ب "المخزية والمعيبة بحق الآباء".
وأضاف "كنا نعرف بأن عدداً من الطلاب يعتمدون في أداء امتحاناتهم على الغش في اللجان الامتحانية، لكننا اليوم نشاهد أولياء أمور يدفعون المال، ويخاطرون بسلامتهم من أجل تسريب أجوبة الامتحانات لأولادهم، وأحيانا يتم ذلك تحت التهديد وقوة السلاح".
كما لفت إلى أن المراقبين يعجزون عن فعل شيء في ظل الانفلات الأمني الواسع الذي تعيشه صنعاء وبقية المدن اليمنية.
وازدادت وتيرة الغش في الامتحانات كظاهرة متسلسلة من الأعوام الماضية، وتطورت أساليبه في المدارس كنتيجة طبيعية، لغياب الدولة وتراكم المشاكل التي تعاني منها وزارة التربية والتعليم الناتجة عن الحرب والتراجع الاقتصادي، وغياب الخدمات العامة في البلاد.
ولم تعد هذه الظاهرة محط اهتمام المجتمع اليمني كما كانت في السابق، فقد انحسرت جهود مواجهتها وقلّ النقد الإعلامي لها، ليكون ذلك سبباً في لامبالاة المدرسين وإحباط الطلاب المجتهدين.
وفي هذا السياق، أوضحت المشرفة أم أسامة بادي، أن ظاهرة الغش أصبحت بمثابة الغول الذي سيقضي على مستقبل أغلب الطلاب اليمنيين. وأشارت إلى أنها تعرف كثيرا من الطلاب والطالبات المجتهدين، والذين بدأوا يعتمدون على الغش بعدما شعروا بالإحباط لانتشار الغش من حولهم، ولاحظوا عدم اكتراث المراقبين وتواطئهم أحياناً في عملية الغش للطلبة.
وتتهم بادي وزارة التربية والتعليم بالتساهل مع عدد من رؤساء مراكز الامتحانات، التي ثبتت ممارسات غش فيها. وتقول: "ثبتت حالات غش عديدة في كثير من المراكز الامتحانية وتم نشر صورها في مواقع التواصل الاجتماعي، مع ذلك لا تقوم وزارة التربية والتعليم بواجبها بمعاقبة المسؤولين عنها، أو إلغاء امتحانات الطلاب الذين مارسوا الغش كما جرت العادة".
وتختلف أشكال ومظاهر الغش في الامتحانات المدرسية، بين اقتحام مراكز الامتحانات من قبل الأقارب والأصدقاء، وتسرب دفاتر الإجابات إلى خارج قاعات الامتحانات، أو تسرب أسئلة الامتحانات قبل بدئها، ودخول الهواتف النقالة وتركيب سماعات دقيقة الحجم على الأذن وتبادل المعلومات باستخدام برنامج الواتساب، والكتابة في أماكن مختلفة من الجسد وأحياناً الملابس أو إدخال الكتب.
ويتعرض بعض المراقبين في قاعات الامتحان للاعتداء بالسلاح الناري أو الأبيض، أو بالضرب في حال اعترضوا على عمليات الغش، وحاولوا إيقافها لا سيما في المناطق القبلية الريفية.