قالت اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان انها رصدت 9 آلاف و816 حالة ادعاء بالانتهاك بحق المواطنين، منها 3054 حالة قتل، استهدفت مدنيين بينهم أطفال ونساء.
وأوضح رئيس اللجنة القاضي قاهر مصطفى في مؤتمر صحفي اليوم في السفارة اليمنية في الرياض، أن اللجنة سلمت رئيس الجمهورية نسخة من تقريرها الأولى حول ادعاءات انتهاكات حقوق الانسان في اليمن، وان التقرير الأولي تناول جزء من مهام واعمال اللجنة، خلال الفترة الماضية.
وحسب وكالة الأنباء الرسمية التابعة للحكومة الشرعية، اكد ان اللجنة ستقوم بايضاح كافة اعمالها وتحديد المتسببين في كل انتهاك تم التحقيق فيه وذلك ضمن تقريرها النهائي الذي سيقدم إلى القضاء و إلى جميع الجهات المعنية والذي سيتم نشره وتوزيعه على أوسع نطاق وذلك طبقا لما هو منصوص عليه في قرار انشاء اللجنة.
فيما ذكرت عضوة اللجنة إشراق المقطري، ان 30 شخصا تم اختيارهم ضمن طاقم العمل الميداني، وجرى تأهيلهم وتدريبهم بدورات مكثفة في الداخل والخارج، كما عملت على انشاء وحدات للرصد والتوثيق، والتحقيقات والإعلام والعلاقات العامة.
من جانبه استعرض عضو اللجنة عبدالرحمن برمان، تقرير اللجنة والذي تناول أعمال الرصد والتوثيق والتحقيق في العديد من الانتهاكات في جميع المحافظات التي وقعت من كافة أطراف النزاع، حيث سجلت اللجنة وقوع 3054 حالة قتل مدنيين من بينهم 129 طفل و102 نساء ، ووثقت عدد 3906 جريح سقطوا نتيجة النزاع المسلح خلال الفترة من مارس2015 وحتى 30 يوليو2016.
وأوضحت اللجنة في التقرير ، انها رصدت تجنيد 387 طفلا ، فيما بلغ القتل خارج نطاق القانون450 حالة، وبلغ عدد الاعتقال التعسفي والاخفاء القسري 358 حالة تمت أثناء فترة الحرب 2015-2016.
وبلغت عملية زراعة الألغام 81 حالة موزعة على عدد من محافظات الجمهورية، ورصدت اللجنة تفجير 143 منزلا في عدد من المحافظات.
وبحسب التقرير فإن عمليات التعذيب وسوء المعاملة بلغت 132 حالة تعذيب، فيما تم استهداف الاعيان الثقافية بعدد 9 وقائع ادعاء بالاعتداء في محافظات عدن وصنعاء وتعز ومأرب وحجة والبيضاء والمحويت.
وأوضحت اللجنة انها حققت في 15 حالة قصف لطائرات بدون طيار في محافظات البيضاء ، مأرب ، شبوة، وحضرموت، ولفتت إلى انها اجرت 4498 مقابلة مع ضحايا وشهود عيان ومبلغين، في كافة الانتهاكات التي تقوم اللجنة بالتحقيق فيها.
وإعمالا لمبدأ الحيادية والاستقلالية قامت اللجنة الوطنية ومنذ بدء اجتماعاتها بوضع خطة وآلية عملها للتواصل مع أطراف النزاع الجاري، وقامت اللجنة بتوجيه مذكرات لجميع الأطراف تحمل في طياتها طلب التعاون مع اللجنة، ووجهت اللجنة خطاباتها إلى الحكومة وقيادة تحالف دعم الشرعية وجماعة (الحوثيين) وقد تجاوبت بعض تلك الجهات مع اللجنة وحددت ضابط اتصال لها وتم التواصل مع هذه الجهات عبر الضابط الذي حدد من قبلها.
وذكرت اللجنة ان ميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية لم تتعاون مع اللجنة ولم تقم بتعيين ضابط اتصال لها حتى تاريخ صدور التقرير.
وبشأن التعاون مع منظمات المجتمع المدني المحلية والدولية، قالت اللجنة انها استلمت أكثر من 150 ملف من منظمات غير حكومية محلية تتضمن معلومات تم جمعها عن الانتهاكات التي حدثت منذ بداية العام 2011م وحتى منتصف العام 2016م من مختلف المحافظات، منها 5 تقارير من منظمة هيومان رايتس ووتش عبر الايميلات، كما جمعت عبر التواصل مع المنظمات المحلية والدولية عدد كبير من التقارير عن ادعاءات انتهاكات حقوق الانسان منذ العام 2011م.
وأشارت إلى أنها تواصلت مع مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الانسان وطلبت التعاون والتنسيق مع اللجنة لتنفيذ قرار مجلس حقوق الانسان بخصوص تقديم المساعدة الفنية والتقنية للجنة من قبل المفوضية، موضحة بان المفوضية لم تقدم أي نوع من الدعم الفني والتقني وفقا لقرارات مجلس حقوق الانسان واكتفت فقط بتوجيه خطابات تضمنت أحيانا استفسارات بعضها لم يكن له علاقة بالدعم الفني والتقني، ومع ذلك حرصت اللجنة على التعاون مع المفوضية وتزويدها بردود مكتوبة على تلك الاستفسارات وفقا لما يسمح قرار انشاء اللجنة، ولائحتها والقوانين الوطنية النافذة.
وأوضحت اللجنة انها تعرضت لعدد من الصعوبات التي اثرت على عملها منها: ضعف الدعم الفني والاستشاري المقدم للجنة لاسيما من قبل المفوضية السامية لحقوق الإنسان مكتب (اليمن) المكلفة من قبل مجلس حقوق الانسان بتقديم الدعم للجنة، والاختلال الأمني في بعض المناطق والمحافظات الذي لا زالت مشتعلة بالقتال والانتهاكات، وتردي الخدمات في عموم الجمهورية اليمنية، مما تسبب ببعض المشاكل للجنة وراصديها وعدم قدرتها في التواصل مع بعض الجهات وبعض العاملين لها.
وأكدت ان من العوائق عدم سرعة التجاوب من قبل بعض أطراف النزاع للتعاون مع اللجنة وتسهيل عملها، وصعوبة الحصول على بعض الوثائق كشهادات الوفاة أو التقارير نظرا لعدم استمرارية المرافق العامة في أداء عملها في كثير من مناطق الجمهورية اليمنية.
ودعت اللجنة ميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية إلى الالتزام بالاتفاقيات الدولية المتعلقة بحظر استخدام الألغام المضادة للأفراد لما يترتب عليها من تعريض حياة المدنيين للخطر، ووقف عمليات تفجير المنازل التي تقوم بها بعض الاطراف كما تدعوا اللجنة إلى وقف عمليات التعذيب والإخفاء القسري للمدنيين والمبادرة إلى أطلاق سراح جميع المعتقلين والموقوفين لدى كافة الاطراف.
وطالبت اللجنة من كافة الأطراف التعاون مع اللجنة وتسهيل عملها وإتاحة الفرصة لوصول أعضاءها وفريق التحقيق المساعد والراصدين لجميع الأماكن والأشخاص والجهات الذي ترغب في مقابلتها والانتقال إليها وتزويدها بكافة المعلومات المطلوبة، وتوفير الحماية لهم.
وأكدت على ضرورة تعاون المفوضية السامية لحقوق الإنسان وبقية المنظمات الدولية ذات العلاقة مع اللجنة وتقديم الدعم لها لما من شانه الاسهام في إنجاح اعمال اللجنة.
وأوضحت اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان في (الجمهورية اليمنية) أن ستستمر في أعمالها ومهامها حتى تحقيق كافة الأهداف المرسومة لها في نظمها ولوائحها وبما يحقق ويلبي طموحات الشعب اليمني في التحقيق في الوقائع والادعاءات للانتهاكات كافة وصولا إلى تحديد الجناة والاشخاص المرتكبة لهذه الانتهاكات إلى العدالة والقضاء.