أحيى الحزب الاشتراكي اليمني، اليوم الاثنين، الذكرى الـ54، لثورة26سبتمبر الخالدة، بفعالية فنية وخطابية بمقر الحزب الرئيسي في العاصمة صنعاء.
وخلال الفعالية التي حضرها عدد من قيادة الاحزاب السياسية والشخصيات الوطنية ومنظمات المجتمع المدني والاعلاميين، قُدمت عدد من الكلمات، وتلتها فقرات فنية وقصائد شعرية متنوعة.
في الفعالية التي نظمت تحت شعار "26سبتمبر 1962ثورة ضد الكهنوت والاستبداد والتخلف " القى عضو المكتب السياسي، القائم بأعمال الامانة العامة للحزب الاشتراكي اليمني الدكتور محمد قاسم الثور كلمة الحزب تطرق فيها إلى ما اجترحته الضباط الأحرار ومعهم القوى الوطنية اليمنية من مأثرةً تاريخيةً ببطولةٍ واقتدار، في اشعال ثورة الـ26من سبتمبر1962.
وتابع "وعلى إثر مأثرة الضباط الأحرار توالت المآثر البطولية جنوباً من خلال ثورة 14أكتوبر التي أعلنت الكفاح المسلح من أجل الاستقلال وتوحيد جنوب الوطن بعد قرون من التشظي، وتلك ملحمةٌ تاريخيٌة تم إنجازُها في سياق الانتصار وبناء دولة الاستقلال على استراتيجية الوحدة، وشمالا اجترح اليمانيون وقواهم الوطنية مأثرةَ الدفاع عن الثورة وفك حصار صنعاء والانتصار للجمهورية ولا ننسى هنا مصر عبدالناصر التي كانت حاضرةً معنا بأبنائها وسلاحها ومواقفها المساندة على أكثر من صعيد.
وقال الثور: اننا نحن في الحزب الاشتراكي اليمني و بهذه المناسبة التي وحدت جميع اليمنيين فيما مضى ندعو جميع القوى الوطنية إلى استحضار الحكمة، واستظهار القيم السبتمبرية، والإسراع إلى وقف الحروب التي تستنزف الدم اليمني وتدمر الحلم بالدولة، ونرى لزاماً علينا تعلَّم من التاريخ، وإصلاح الأخطاء وإعلاء روح المسئولية تجاه الوطن والمواطن، ونبذ الاستعلاء والإقصاء. و ليعرف الجميع ان القوة لا يمكن أن تمنح أحداً الشرعية التي لا غنى عنها لأي حكم رشيد.
وطالب، في هذه الظروف الاستثنائية التي يدفع ثمنها عامة الشعب اليمني المغلوب على أمره، جميع الأطراف المتصارعة بتحمل المسئولية والرجوع إلى الحوار المسئول، واعتماد الشراكة الوطنية والتوافق السياسي الوطني أساساً للحل السياسي، الذي ينهي الحرب القائمة على اساس المرجعيات المتوافق عليها وهي المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية ومقررات مؤتمر الحوار الوطني الشامل وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة وفي المقدمة منها القرار 2216.
وجدد الثور في كلمته، ادانة الحزب الاشتراكي الصريحة لاستمرار الحرب تحت أي مبرر وبأي ذريعة، اضافة إلى ادانه استهداف المدنيين الأبرياء سواء أكان ناجماً عن مدافع وصواريخ المنقلبين على الشرعية أو عن قصف طيران التحالف العربي، مهيباً بالمجتمع الدولي ان يتحمل مسئولياته في إعمال القانون الدولي الانساني الخاص بحماية المدنيين في أوقات الحروب وتجنيب المدن والمناطق الآهلة بالسكان ويلات الحروب ومآسيها.
كما طالب بالإفراج الفوري عن المعتقلين السياسيين ومعتقلي الرأي من الصحفيين والأدباء و الناشطين الحقوقيين، وإطلاق الحريات العامة وفي مقدمتها حرية الصحافة والنشر، ومحذرا من الشحن و التحريض واذكاء النزعات الجهوية و المناطقية والطائفية والمذهبية. من جانبه قدم احمد قرحش كلمة " الثوار السبتمبريين" تطرق فيها إلى اهم مواقف ومأثر ثورة سبتمبر وتضحيات منضالي الثورة.
موضحاً ان الاف الثوار ضحوا بأرواحهم رخيصة في سبيل الثورة والتخلص من كهنوت الامامة. وفي كلمة مناضلي الثورة تحدث حاتم ابو حاتم كيف نقلت ثورة سبتمبر اليمن من عصور الظلام والتخلف والجهل والمرض إلى القرن الحديث بفضل الثوار الذين خططوا ونفذوا لنجاح الثورة بقيادة علي عبد المغني وحسن الكبسي ومحمد مطهر زيد وغيرهم.
مذكراً، ان ثورة سبتمبر ستظل هي الخالدة وكذلك، ثورة اكتوبر العظيمة، التي حررت جنوب اليمن من الاستعمار وتبعيته.
واوضح ابو حاتم، ان الحزبين الاشتراكي والناصري، والتجمع الوحدوي والقوى الشعبية وتجمع مناضلي الثورة وصولوا بجهود إلى اتفاق يفيد بإيجاد تيار مدني يرفض الحرب والدمار ويسعى إلى بناء يمن جديد، مطالباً هذه الاحزاب والقوى بتنفيذه. وشكر ابو حاتم، الحزب الاشتراكي على احياءه هذه الفعالية التي تتزامن مع الظروف الصعبة والمأساوية التي يعيشها الشعب اليمني من حرب مدمرة وخلافات لا يمكن ان تفيد.
وفي كلمة شباب ثورة فبراير بهذه المناسبة والتي القاها جهاد جميل الاصبحي، قال فيها منذ اربعة وخمسين عاماً من الزمان، استطاعت مجموعة بسيطة من الضباط الاحرار ان يفتحون لنا باباً كبيراً للمستقبل، كانوا قلة، وكان الظلام كبيراً، كانت امكانية الفشل كبيرة، وكان النجاح ضئيل، ولكنها كانت اللحظة التي اكدت قدرت النخبة مهما كانت بسيطة على صنع التاريخ. واكد، ان ثورة26سبتمبر كانت الخطوة التاريخية الجبارة والجريئة والحاسمة التي تقف لها الاجيال تبجيلاً واحترام، مضيفاً ان تلك الدماء والتضحيات التي قدمها ثوار سبتمبر تذكرنا ليس فقط بالماضي الذي عاشه الشعب اليمني، وانما بمبادئ واهداف تلك الثورة العظيمة وتضحيات الثوار الذي اعلنوا الثورة على واقعهم المظلم واستعدادهم لتغييرة.
وذكر ان هذه الذكرى للاس فتاتي والبلاد تمر بظروف صعبة تواجه اليمنيين تحدياً قوياً لإعادة انتاج القوى الراديكالية وتحالفاتها ومحاولتها السيطرة على الحكم. إلى ذلك، القت الطفلة جواهر، كلمة عن براعم سبتمبر، ذكرت فيها بأهداف ومبادى ثورة الـ26من سبتمبر المجيدة.
وذكرت فيها الاهداف السامية التي زرعتها ثورة سبتمبر في نفوس اليمنيين والاحرار عامة والاطفال خاصة، مؤكدة فيها ان اطفال اليوم هم ثوار الغد، كما وجهت الدعوة إلى اطراف الحرب التي تشهدها اليمن حالياً الرحمة والرفق بالطفولة، وعدم جعل الطفولة درعاً لحربهم القذرة.
وقدم في الفعالية العديد من القصائد الشعرية التي كانت ابرزها للشاعر الكبير الدكتور سلطان الصريمي، والشاعر محمد عبدالسلام منصور وطاهر شمسان.
وتخلل الفعالية العديد من الفقرات الفنية والاناشيد الثورية وعروض مسرحية قدمها العديد من زهرات طلائع الحزب الاشتراكي اليمني وفرقة صدفة الشبابية حاكت بين ثورتي سبتمبر و11فبراير. واختتمت الفعالية بفقرات غنائية للفنان صدقي الشيباني لاقت استحسان واعجاب الحاضرين.