تقارير ووثائق

تفاصيل لقاء سري بين مستشار ترامب ودبلوماسيين عرب حول اليمن

شدّ اللقاء السري غير المعلن في مقر سفارة جامعة الدول العربية في واشنطن والذي جمع دبلوماسييين عربًا، ووليد فارس مستشار شؤون السياسة الخارجية للرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب ابان الحملة الانتخابية، أنظار وسائل الاعلام الاميركية والعربية بعد رشح معلومات قليلة عنه.

وذكرت صحيفة "إيلاف" اللندنية، أنها حصلت على معلومات خاصة عما دار في الاجتماع الذي حضره سفراء وقائمين بالاعمال عن فلسطين، وليبيا، تونس، الجزائر، اليمن، قطر، السودان، الاردن، مصر، الكويت الامارات، السعودية، لبنان، المغرب، جزر القمر، جيبوتي، عمان، بالاضافة إلى سفير الجامعة العربية، وقد هُدف من خلال هذا اللقاء الاستماع إلى رأي فارس بصفته خبيرا في شؤون المنطقة حول الازمات في العالم العربي 2017، ومواقف ادارة ترامب بعد تسلم مسؤولياته رسميا.

 

أربعة حروب في وجه ترامب

وقد عرض فارس مبادئ ترامب وادارته في السياسة الخارجية بناء على خطابات الرئيس الاميركي المنتخب وكبار مساعديه، وقدم تحليلاته حول كيفية تطور هذه المواقف، وطرح قضايا عديدة معتبرا، " ان الادارة الجديدة منذ وصولها سوف تصطدم بأربعة حروب حامية الوطيس، ليبيا وسوريا والعراق واليمن، وستواجه ايضا ازمات اخرى في العالم العربي ومنها كيفية الانتصار على داعش والعلاقة مع روسيا في المنطقة، والاتفاق الإيراني، واعادة الشراكة مع مصر والخليج، ومواجهة الارهاب في المنطقة وصولا إلى الساحل الافريقي ثم التعاون الاقتصادي ومسائل تتعلق بالاوضاع الاجتماعية.

 

ليبيا من اللاستقرار إلى الإستقرار

في الملف الليبي قال، فارس،"هناك موقفان، الاول والذي يتضمن الاعتراف بالستاتيكو القائم حاليا ضمن السلطة أي الإتفاق بين البرلمان والجيش والسلطة في طرابلس، اما الآخر فهو الذي يمكن ان يقوم على تعديل هذا الستاتيكو وتوحيد القوى ضمن مظلة الجيش وتجريد الميليشيات من سلاحها وفق اتفاقيات سياسية وتأليف حكومة تضم جميع الاطياف في طرابلس، وتامين حدود ليبيا بالتعاون مع الدول المجاورة والاتحاد الاوروبي للإنتقال من مرحلة اللاستقرار إلى مرحلة الاستقرار."

 

سوريا مقسمة إلى أربع مناطق

فارس وفق المعلومات، إعتبر ان سوريا حاليا مقسمة إلى اربع مناطق، منطقة تواجد داعش، والاكراد، والفصائل المسلحة التي تضم فصائل اسلامية، ومنطقة النظام التي تحظى بحماية القوات الروسية، وقد أكد "ان سوريا ستشهد بضع تغييرات ابرزها: التزام الادارة الجديدة بحماية مناطق الاكراد عبر التفاهم مع تركيا، وضرب داعش في سوريا وهذا الموضوع يحظى بوفاق عالمي، ولكن السؤال المطروح حول القوى التي ستتسلم هذه المناطق من داعش، هل هي قوى عربية سنية معتدلة تحظى بمساعدة عربية اوروبية وتوافق روسي؟". متابعا "اذا ذهبنا بهذا الحل نكون قد جهزنا للبدء بمفاوضات من اجل التوصل لحل سياسي".

 

العراق...لا للطائفية

في العراق هناك شراكة بين اميركا والحكومة قال فارس بحسب المعلومات التي حصلت عليها إيلاف، واضاف "واشنطن تساعد بغداد لاخراج داعش من الموصل ومناطق اخرى، ولكن هناك واقعًا متمثلًا بالنفوذ الإيراني في العراق، وبالتالي السياسة الجديدة ستحث العراقيين ومؤسساتهم على استقلال قرارهم عن الجيران، وعدم السماح بوقوع صراع طائفي في اي منطقة تتحرر من داعش، اما في ما يتعلق بالاكراد فهذه مسالة تخصهم والحكومة العراقية وقد تساعد الادارة الجديدة على تقريب وجهات النظر بين الطرفين.

 

اليمن...حماية الممرات المائية ودعم الحلفاء

أما في اليمن فهناك تصميم من قبل الادارة الجديدة وفق فارس على حماية الممرات في الخليج والبحر الاحمر وبالتالي التصدي لاي عمل عدواني من مناطق سيطرة الحوثيين باتجاه القطع البحرية التابعة لاميركا أو لحلفائها، وستدعم الادارة ايضا الامارات والسعودية في جهدهما بمواجهة الارهاب في اليمن، علما بأنه وفي النهاية يجب ان يتم التوصل إلى اتفاق سياسي يؤمن تسوية مقبولة والتعويل سيكون على الجيش ومؤسسات الدولة لحماية السيادة اليمنية.

 

الاتفاق النووي ناقص

ترامب يعتبر ان الاتفاق النووي مع إيران يحتوي على نواقص، هكذا يقول مستشار الحملة الانتخابية للمرشح الجمهوري، ويضيف، "إيران لا تنفذ بعض الموجبات وهذا الاتفاق لا يؤمن الضمانات الكافية لأمن اميركا القومي وأمن شركائها في المنطقة لذا قد يطلب ترامب مراجعة الاتفاق وتعديله، والاهم ان ادارة ترامب ستبذل جهودها لوقف الزحف الإيراني في سوريا والعراق واليمن ولبنان وستعمل على بناء الثقة في العلاقة الاميركية الخليجية. وأعاد فارس التأكيد ان العلاقة المصرية الاميركية ستتحسن وسوف يكون هناك تنسيق وتشاور دائمان بين واشنطن والقاهرة لتوسيع رقعة مواجهة الارهاب، كما ستساعد الادارة الجديدة على تشكيل كتلة عربية واحدة لمواجهة الارهاب، والسياسة المقبلة تجاه المنطقة ستكون اكثر فعالية وتقاربا مع الدول المعتدلة.

 

سفارة أميركية في القدس

فارس قال في اللقاء إن مسألة السلام الفلسطيني- الاسرائيلي ستكون موجودة على الاجندة الرئيسية للادارة، وهذا الملف معقد ما زال دون حلول منذ عقود، وترامب سيشجع على الخوض بالمفاوضات وسيتم اعتماد كل السبل للوصول إلى اتفاق بما فيها، الطلب من الدول العربية المعتدلة توفير دعم دبلوماسي في هذا الاطار، وان يكون هناك دور للفعاليات الاقتصادية الفلسطينية الاسرائيلية، والتشاور مع روسيا ايضا في هذا الموضوع، وردا على سؤال سفير فلسطين عن موقف الادارة في ما يتعلق بنقل السفارة الاميركية إلى القدس، قال فارس، ترامب التزم بما التزم به رؤساء آخرون وسيعمل بهذا الاتجاه، ولكن قد تقوم الادارة بنقل السفارة من ضمن اتفاق شامل يشمل امورًا اخرى بما فيها الوصول إلى سلام سياسي وأمني واقتصادي بين الطرفين.

 

المسلمون في زمن الرئيس ترامب

أسئلة عديدة طُرحت على فارس في موضوع المسلمين وترامب، وكانت الإجابة، "ليس هناك اي موقف سلبي يتعلق بأي ديانة بما فيها الاسلام، والموقف السلبي موجه فقط ضد التكفيريين (داعش، القاعدة، وغيرهما من الجماعات التي تنشر الافكار المتطرفة)، وترامب هو حليف للمسلمين المعتدلين. واوضح فارس ان ترامب حصل على دعم لا بأس به من قبل الجاليات العربية المسلمة وقد تبين ذلك في ولايات نورث كارولينا وفلوريدا واوهايو وميشيغن، وبالتالي فان عهده لن يثير الاسلاموفوبيا بل سيكون عهدا يؤسس للتعاون والشراكة مع المسلمين والاميركيين والاكثرية الساحقة من العالم الاسلامي.

 

أميركا وروسيا

أما في ما يخص العلاقة مع روسيا حيث نشرت السي ان ان، تقريرا مقتضبا عن اللقاء حمل عنوان (مستشار ترامب: سنتعاون مع روسيا لحل الازمات)، فتشير المعلومات إلى "ان فارس قال ببساطة ان الرئيس المنتخب سيجتمع مع القادة الروس، وهذا امر قام به اوباما وبوش من قبل، فأن يكون هناك اجتماع للنظر في الازمات أمر طبيعي جدا وهناك بعض المجالات التي يمكن التعاون فيها كمواجهة الارهاب وعودة اللاجئين والتكنولوجيا في العالم وهناك ايضا امور خلافية بين البلدين خصوصا في ما يتعلق بسوريا ودول اوروبية. ترامب سيبدأ عهده بسياسة اليد الممدودة والحوار، وسيقوم بانتهاج السياسة المناسبة بعد ذلك بالتشاور مع الكونغرس وادارته.

زر الذهاب إلى الأعلى