رياضة

من طائرة الموت إلى إنجاز زيدان... أحداث 2016

شهد عام 2016 الكثير من الأحداث الرياضية داخل الملاعب وخارجها، منها ما كان مفرحاً للجميع فيما لفّ الحزن العالم في مواقف أخرى، فمن حادثة فريق تشابيكوينسي المأساوية إلى تتويج البرتغال المفاجئ بيورو 2016، إلى إنجاز المدرب الفرنسي زين الدين زيدان، وفق ما ذكرت صحيفة العربي الجديد.

إنجاز البرتغال
لم يكن أفضل المتفائلين في عام 2016 يؤمنون بأن المنتخب البرتغالي قادرٌ على الظفر ببطولة اليورو التي جرت في فرنسا. وبالفعل، بدأت كتيبة المدرب فرناندو سانتوس المنافسات بأسوأ طريقة ممكنة حين تعادل الفريق مع إيسلندا بهدف لمثله، ثم بدون أهداف أمام النمسا، وفي اللقاء الأخير ومع بقاء 30 دقيقة توقع الجميع خروج البرتغال لكن كريستيانو رونالدو ظهر في الدقيقة 62 وسجل هدف التعادل أمام المجر.

تأهلت البرتغال إلى الدور التالي كأحد أفضل "الثوالث"، وهنا توقع كثيرون أن تودع البطولة، خاصة أن الخصم كان منتخب كرواتيا الذي تألق في الدور الأول وتصدر مجموعته، لكن زملاء رونالدو حققوا الانتصار في الوقت الإضافي، ومن ثم التقى برازيل أوروبا المنتخب البولندي في الربع نهائي وتعادل الطرفان لتحسم النتيجة عبر ركلات الجزاء.

استطاعت البرتغال في النصف نهائي إقصاء المنتخب الويلزي، ومن ثم التقت فرنسا في النهائي، ورغم تعرض القائد كريستيانو رونالدو للإصابة في الشوط الأول بعد التحام مع الفرنسي ديمتري باييت، انقاد الطرفان إلى الأشواط الإضافية، وخلالها نجح إيدير في إهداء بلاده اللقب حين سجل الهدف في الدقيقة 109.

طائرة الموت
صُدم عالم الرياضة هذا العام بكارثة جوية تعرض لها فريق تشابيكوينسي البرازيلي، وذلك حين كان متوجهاً للقاء فريق أتلتيكو ناسيونال في ذهاب المباراة النهائي لمسابقة كوبا سود أميركانا، وكان على متن الطائرة آنذاك 76 راكباً بينهم 42 من الفريق البرازيلي.

ونجا 5 أشخاص من هذه الكارثة التي خيّمت على الوسط الرياضي في كل أنحاء العالم، فتضامن مع عائلة الراحلين الكثير من النجوم، فالبرازيلي ديفيد لويز وجّه رسالة إلى أحد زملائه (آرثر ماريا)، الذي كان على متن الطائرة وتوفي: "أتعلم أن يوماً ما كان من دواعي سروري أن أقابلك وأن يكون لديّ أخ صغير مثلك، بعد فترة فقدنا الاتصال في ما بيننا، حين شق كل واحد طريقه، واليوم استيقظنا وعرفنا أنك لم تعد موجوداً بيننا. هذه الأخبار تكسر القلب في كل العالم. أنا لا أستطيع التصديق".

وعلى أثر هذه الحادثة وقفت الفرق بأكملها دقيقة صمت حداداً على أرواح الضحايا، وأهدي اللقب بعد ذلك لفريق تشابيكوينسي من دون خوض المباراة النهائية، وذلك كمبادرة طيبة من فريق أتلتيكو ناسيونال والاتحاد القاري للعبة هناك، من أجل تخليد أرواح الضحايا. يذكر أن الفريق حالياً يحاول بناء نفسه من جديد وهو الذي تلقى عروضاً من عدة لاعبين للدفاع عن ألوانه.

إنجاز زيدان
كان الريال في بداية الموسم الماضي يعاني مع المدرب الإسباني رفائيل بينيتيز، وعلى أثر النتائج السلبية للفريق، قامت الإدارة برئاسة فلورنتينو بيريز بإقالته واستقدام (يوم 4 يناير/ كانون الثاني) المدرب الفرنسي زين الدين زيدان، الذي لم يكن حينها قد درب أي فريق كبير، واعتبر البعض أن هذه الخطوة مغامرة قد تقضي على مسيرة زيدان.

مع المدير الفني الفرنسي، قدم الريال مستوى مميزا واستطاع أن يقود الفريق لتحقيق الكثير من الانتصارات، لا سيما في دوري أبطال أوروبا. وتمكن الميرنغي بعد ذلك من إقصاء نادي روما بنتيجة 4-0 بواقع لقائي الذهاب والإياب، ثم هزم فولفسبورغ بنتيجة 3-2 بواقع لقاء الذهاب والعودة، ثم استطاع الفريق تحت قيادته أن يقصي نادي مانشستر سيتي بعد الفوز بهدف دون مقابل فقط.

تأهل ريال مدريد إلى النهائي والتقى بأتلتيكو مدريد الذي كان يقوده المدرب الأرجنتيني دييغو سيميوني، فتعادل الطرفان بنتيجة 1-1، وانقاد على أثر ذلك الطرفان إلى ضربات الجزاء التي ابتسمت لأبناء زيدان، الذي بات أول مدرب فرنسي يحقق لقب دوري الأبطال كمدرب ولاعب، وفي الموسم الحالي تصدر مسابقة الدوري الإسباني على حساب برشلونة في ظل طموحه لتحقيق اللقب الغالي، كما أنه توّج معهم بلقب كأس العالم للأندية بعد الفوز على نادي كاشيما في النهائي، وكذلك كان قد حصد لقب السوبر الأوروبي.

خيبة أمل ميسي
قبل بداية كوبا أميركا المئوية التي جرت في الولايات المتحدة الأميركية، وصلت الأرجنتين إلى النهائي وقدمت مستوى مميزا في المباريات التي سبقت ذلك. كان الجميع يعلم أن المهمة سهلة أمام بطل النسخة السابقة تشيلي، الذي كان يضم الكثير من الأسماء المهمة، على غرار ألكسيس سانشيز وآخرين، لكن التعويل كان كبيراً على الأرجنتيني ليونيل ميسي.

وبعد انطلاق المباراة، وجد منتخب التانغو نفسه أمام فريق منظم وقوي بدنياً، فغاب ميسي في الكثير من اللحظات ولم يتمكن من تقديم الإضافة لزملائه، ثم أهدر غونزالو إيغوايين فرصة كادت تغيّر هوية البطل وتنصّب ربما ميسي الأفضل في التاريخ، لكن تشيلي نجحت في أخذ المباراة إلى ركلات الترجيح التي انتهت بنتيجة 4-2، وشهدت إضاعة ليو للركلة الأولى.

على أثر هذه الخسارة في ثالث نهائي على التوالي مع بلاده، قرر ميسي الاعتزال دولياً، وصدم العالم بأسره، فخرج الأرجنتينيون إلى الشوارع وطالبوه بالعودة، وبعد فترة قرر النجم الكبير أن يعدل عن قراره لحاجة المنتخب إليه، وهو الذي يعاني حالياً في التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم 2018.

زر الذهاب إلى الأعلى