تقارير ووثائق

ناشط يمني عالق في ماليزيا يشجب الحظر الأمريكي

أخيرا وبعد سنوات من فرار الناشط اليمني عبد الرقيب الدعيس من الاضطهاد السياسي في بلاده بدأت حياته الجديدة تتبلور في الولايات المتحدة.

غير أن حظر السفر المؤقت الذي فرضه الرئيس دونالد ترامب على مواطني سبع دول غالبية سكانها من المسلمين عطل خطط الدعيس لجلب أسرته إلى الولايات المتحدة التي يتمتع فيها بوضع اللاجيء السياسي وزج به في ورطة أصبح فيها عالقا في ماليزيا، حسب ما ذكرت وكالة أنباء رويترز.

وقال الدعيس "الأمر يبدو وكأنه غير حقيقي. وكأنني أعيش كابوسا الآن. كنت أعتقد أن لوني وديانتي ليسا مشكلة (في الولايات المتحدة) وأنها تمثل التقدم والحرية. والآن لا أعرف ماذ أعتقد."

وكان الدعيس الذي يحمل بطاقة خضراء أمريكية توجه إلى ماليزيا من نيويورك يوم الجمعة لكي يكون مع أسرته عندما تجري لها مقابلة مع ضباط الهجرة في السفارة الأمريكية في كوالالمبور التي فرت إليها الأسرة من الحرب والدمار في اليمن.

وكان الدعيس وهو أب يبلغ من العمر 41 عاما يتوقع موافقة سريعة على منح زوجته وأولاده الثلاثة بطاقات خضراء واللحاق به.

لكنه يرجح الآن إلغاء موعد المقابلة إذ أن بعض السفارات الأمريكية في الخارج نصحت مواطني الدول السبع المعنية بعدم الحضور لإجراء المقابلات أو دفع رسوم التأشيرات. والدول السبع هي اليمن والعراق وإيران والصومال والسودان وليبيا وسوريا.

ولم يتسن على الفور الاتصال بالسفارة الأمريكية في كوالالمبور للتعليق على أي تغييرات في أنشطتها في أعقاب سريان اجراءات التأشيرات الجديدة.

وتقول إدارة ترامب إن الحظر يسري لحين إجراء دراسة حول كيفية منع المتطرفين من دخول الولايات المتحدة وتنفي اتهامات من جانب جماعات حقوقية بأن هذه الخطوة تستهدف المسلمين وحدهم.

وأصبح الغموض لا يكتنف مآل أسرة الدعيس بل مصيره نفسه.

فقد قدم مسؤولو الحكومة تفسيرات مختلفة لمعاملة حملة البطاقات الخضراء في الخارج وقالوا إن دخولهم سيتم على أساس بحث كل حالة على حدة وإن عليهم التقدم إلى السفارات الأمريكية في الخارج قبل العودة أو أنهم قد يواجهون استجوابا آخر فحسب عند وصولهم للأراضي الأمريكية.

وقال الدعيس الذي كان يرأس جماعة من جماعات المجتمع المدني قبل أن ينتقل إلى الولايات المتحدة عام 2011 "لا يمكنني العودة إلى اليمن. فقد كنت أعمل ضد النظام هناك كناشط سياسي وكنت من بين المشاركين في حركة الشباب المستقلين التي بدأت الثورة عام 2011."

وكانت احتجاجات واسعة في إطار أحداث الربيع العربي أرغمت الرئيس علي عبد الله صالح على الاستقالة في 2012. وبعد ثلاث سنوات انزلق اليمن إلى حرب أهلية.

ويسيطر حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه صالح وجماعة الحوثيين المتحالفة مع إيران على العاصمة صنعاء في الوقت الحالي ويخوضان حربا في مواجهة الحكومة المعترف بها دوليا.

وقال الدعيس إنه يواجه تهديدات بالقتل وأصدرت السلطات اليمنية أمرا بالقبض عليه عام 2011 أثناء وجوده في الولايات المتحدة بوصفه عضوا في برنامج للقيادات مما دفعه لطلب اللجوء.

وأضاف "لست ثريا. وأنا أقوم بهذه الزيارة لتأمين نفسي وأسرتي. فقد أصبح عندي مشروع جديد في أمريكا وسجلت لتوي لدى سلطات الضرائب.

"أريد أن أسدد التزاماتي وأصبح أمريكيا. ربما لا يكون هذا ممكنا الآن. فعلت كل ما هو صواب وطبقا للقواعد لكن لم يعد شيء واضح أمامي الآن."

 

زر الذهاب إلى الأعلى