أعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أن أكثر من 117,000 لاجئ ومهاجر أفريقي وصلوا إلى اليمن في عام 2016، على الرغم من الحرب التي تشهدها البلاد.
وأوضحت المفوضية في بيان حديث لها، أن المهربين أغروا العديد للقيام بالرحلة الخطيرة على متن القوارب وعبور البحر بحثاً عن الحماية أو فرص أفضل لكسب العيش. وحذرت من أن الكثيرين يتوجهون إلى بلد يتفاقم فيه الصراع وترتفع فيه حالات النزوح ويواجه الواصون إليه مستقبلاً غامضاً فيه.
وجاءت التصريحات، بالتزامن مع إطلاق المفوضية، لحملة كبيرة لنشر الوعي حول مخاطر العبور إلى اليمن التي مزقتها الحرب والعبور إلى خليج عدن والبحر الأحمر من إفريقيا، وهي تسلط الضوء على الظروف المروعة وارتفاع المخاطر في اليمن.
وصرّح أمين عوض، مدير إدارة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في المفوضية، قائلاً: "إنها كارثة إنسانية داخل اليمن. علينا أن نرفع صوتنا ولا يمكن للمفوضية أن تقف جانباً إزاء ركوب العديد من الأشخاص، لا سيما الشباب، قوارب المهربين بعد اتخاذ قرارات غير مطلعة حول الوضع اليائس والخطير في اليمن".
وقد أطلقت المفوضية الحملة بمساعدة أبرز الموسيقيين في المنطقة – بقيادة النجمة الغنائية واللاجئة السابقة مريم مرسل- التي كتبت وأدت أغنية تتضمن رسائل رئيسية لحث الأشخاص على التفكير بدقة قبل اتخاذ قرار العبور إلى اليمن. وتقول المفوضية، في البيان الذي حصل "نشوان نيوز" على نسخة منه، الحرب البلاد منذ مارس 2015 ويقدّر بأن يكون 7,100 شخص قد قتلوا و44,000 قد أصيبوا بالإضافة إلى نزوح أكثر من مليوني شخص.
وتضيف أن هناك حوالي 19 مليون شخص بحاجة إلى المساعدة الإنسانية. في حين أن اليمن هي من الدول الموقعة على اتفاقية عام 1951 الخاصة بوضع اللاجئين وبروتوكول عام 1967، إلا أنه في إطار الحرب الحالية وانعدام الأمن، لا تعتبر الأوضاع الحالية مشجعة على اللجوء. وسبق أن حذرت المفوضية من مخاطر العبور إلى اليمن. وقد سهل الصراع الذي طال أمده وانعدام الأمن انتشار الشبكات الإجرامية التي تستهدف الواصلين الجدد.
وتعتبر النساء والأطفال بشكل خاص عرضة للعنف الجنسي والإتجار. وقد تلقت المفوضية تقارير عن قيام المهربين والشبكات الإجرامية بالاعتداء الجسدي والجنسي، والحرمان من الطعام والمياه، والاختطاف والابتزاز وسوء المعاملة والعمل القسري، فضلاً عن الاعتقال التعسفي والاحتجاز والترحيل. وبالنسبة إلى الواصلين الجدد الذين يسعون إلى الحصول على الحماية الدولية، فإن الوصول إلى أنظمة اللجوء في اليمن هو صعب جداً، وقد يكون الأشخاص غير قادرين على تسجيل طلبات لجوئهم أو قد يكون وجودهم موثق من قبل السلطات في شمال البلاد. .ويحد انعدام الأمن السائد والحرب بشكل خطير من قدرة المفوضية وغيرها من المنظمات الإنسانية للوصول إلى السكان المحتاجين إلى المساعدة الإنسانية.