طاحونة الكاميرات والمنظمات عذاب جديد
"يخلّوا اليمنيين يموتون جوعاً"، أفضل لهم من ابتذال المنظمات الدولية في اليمن وعرض صور منتقاة للهياكل العظمية والجوعى والمشردين للاستعطاف والشكوى. هذا التهتك والتعريض بالبشر لا يحل مشكلة، والمنظمات الدولية ومن ضمنها الأممية التي تحترف وتمتهن هذا العمل ليست حلاً.
ساعدوا اليمنيين للخروج من المستنقع وليس بتثبيت إقامتهم الدائمة في أوحاله.
ساعدوا اليمنيين لكي تستقيم لهم دولة تدفع مرتباتهم وتلبي احتياجاتهم للعيش والأمن، بدلاً من إستثمار هياكلهم المتعبه لتبرير هياكلكم الوظيفية.
ساعدوا اليمنيين لإيقاف هذه الحرب والخروج من حالة اللادولة، فهذا الحال هو البيئة الخصبة للجوع والمجاعة والموت والهلاك بكل صوره وأنواعه.
قتلونا صوراً وإحصاءات هؤلاء الذين يحتفلون بالمآسي في الفضائيات والمنظمات، كلما شاهدت عرضاً لبشر منهكين أو منتهكين من أي بلد وفي أي فضائية همست على زر التقليب. دعوا الضحايا في كل مكان من صوركم وترهاتكم ابعدوا كاميرات الآلة الإعلامية وشاشاتها عن معاناتهم، يكفيهم ما يلاقوه في مفرمة الحرب الشاملة التي طالت حياتهم ووجودهم. طاحونة الكاميرات والمنظمات عذاب جديد يطال هؤلاء أكثر من كونها نافذة إنسانية.