تقارير ووثائق

لماذا تفشت الكوليرا في اليمن؟

مع إعلان "وزارة الصحة اليمنية بصنعاء- الأحد حالة الطوارئ في العاصمة اليمنية صنعاء ، واعتبارها مدينة "منكوبة" بسبب انتشار وباء الكوليرا فيها، تطرح تساؤلات عن أسباب انتشار هذا الوباء.

وكان مسؤول العمليات في اللجنة الدولية للصليب الأحمر دومينيك إستيلهارت، قد أعلن أن 1800 شخصا على الأقل قتلوا جراء الإسهال الحاد منذ 277 أبريل/نيسان، وأن هناك 11 ألف حالة أخرى يشتبه في إصابتها بالكوليرا في أنحاء البلاد.

وحذرت الأمم المتحدة الاثنين من أن أعداد المصابين بالكوليرا ستشهد تزايدا خلال الأسابيع والأشهر المقبلة، وأن انتشار المرض سيتواصل ليبلغ مناطق جديدة في ظل انهيار النظام الصحي.

ما الكوليرا؟
الكوليرا عدوى حادة تسبب الإسهال، قادرة على أن تودي بحياة المُصاب بها في غضون ساعات إن تُرِكت من دون علاج، وذلك وفقا لمنظمة الصحة العالمية*.

وتنجم الكوليرا عن تناول الأطعمة أو المياه الملوّثة ببكتيريا الكوليرا، وتستغرق بين 12 ساعة وخمسة أيام لكي تظهر أعراضها على الشخص عقب تناوله أطعمة ملوثة أو شربه مياها ملوثة.

ووفقا للمنظمة فإنه لا تظهر أعراض الإصابة بعدوى بكتيريا الكوليرا على معظم المصابين بها، رغم وجودالبكتيريا في برازهم لمدة تتراوح بين يوم واحد وعشرة أيام عقب الإصابة بعدواها، وبهذا تُطلق عائدة إلى البيئة ويمكن أن تصيب بعدواها آخرين.

تاريخ الكوليرا
وتشرح منظمة الصحة العالمية، أن الكوليرا انتشرت خلال القرن التاسع عشر في جميع أنحاء العالم انطلاقا من مستودعها الأصلي في دلتا نهر الغانج بالهند. وظهرت بعد ذلك ست جوائح من المرض حصدت أرواح الملايين من البشر عبر القارات كلها. أما الجائحة السابعة فقد اندلعت بجنوب آسيا عام 1961 ووصلت إلى أفريقيا عام 1971 ومن ثم إلى الأميركيتين في عام 19911. وتتوطن الكوليرا الآن العديد من البلدان.

والمستودعات الرئيسية لبكتيريا الكوليرا هي البشر ومصادر المياه الدافئة ذات الطعم الأُجاج إلى حد ما، مثل مصبّات الأنهار وبعض المناطق الساحلية التي ترتبط غالبا بتكاثر الطحالب. وتشير الدراسات الحديثة إلى أن تغيّر المناخ يوجد بيئة مواتية لنمو البكتيريا المسببة للكوليرا.

وتقول منظمة الصحة العالمية إن ثمة صلة وثيقة بين سريان الكوليرا وبين قصور إتاحة إمدادات المياه النظيفة ومرافق الصرف الصحي.

وتشمل المناطق المعرضة للخطر:

  • الأحياء الفقيرة المتاخمة للمدن حيث تنعدم فيها البنية التحتية الأساسية.
  • مخيمات المشردين داخليا أو اللاجئين التي لا تستوفي أدنى المتطلبات فيما يتعلق بتوفير إمدادات المياه النظيفة ومرافق الصرف الصحي.
  • المناطق التي تتعطل فيها شبكات المياه ومرافق الصرف الصحي.

أما بالنسبة لليمن، فلعبت العوامل التالية -بالإضافة لما سبق- دورا في تفشي الكوليرا:

  • ضرر ودمار المنشآت الصحية التي لم تعد قادرة على استيعاب المرضى.
  • أزمة نفايات في العاصمة صنعاء تسبب بها إضراب نفذه عمال النظافة التابعون للبلدية لمدة عشرة أيام للمطالبة بالحصول على أجورهم. وارتفعت أكوام القمامة في شوارع العاصمة حيث اضطر السكان إلى ارتداء الأقنعة بسبب الروائح الناجمة عن النفايات.
  • نقص الأدوية.
  • نقص الكادر الطبي.
زر الذهاب إلى الأعلى