كشف الأمين العام للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري في اليمن عبدالله نعمان عن ترتيبات تجرى للإعلان عن تكتل وطني لعدد من القوى السياسية المؤيدة للشرعية.
وقال نعمان في لقاء عقد صباح اليوم مع قيادات فرع التنظيم في محافظة لحج بأن مشاورات اجرتها قيادة التنظيم والحزب الاشتراكي خلال الفترة السابقة مع عدد من القوى السياسية حول القضايا التي تضمنها اعلان القاهرة بين الحزب والتنظيم في يناير من العام الحالي. مشيرا إلى ان التنظيم الناصري تقدم بمشروع برنامج عمل مرحلي للتكتل المتوقع الإعلان عنه يحمل اهداف عريضة وهي انهاء الانقلاب واستعادة الدولة، وازالة آثار الحرب ومعالجة الملفات المتعلقة بها الخاصة بالشهداء والجرحى والنازحين وإعادة الاعمار وكذا ادارة الدولة في المناطق المحررة لتقديم نموذج للدولة وتلافي الاخطاء التي وقعت خلال المرحلة الماضية.
وأضاف بان أهم أليات هذا المشروع هو أن تعود مؤسسة الرئاسة للعمل من عدن بشكل مؤسسي وانهاء حالة التفرد بالقرار، وان يفعل مجلس النواب وان تشكل حكومة كفاءات مصغرة من الاحزاب أو من خارجها يرأسها رئيس وزراء تتوافق عليه المكونات السياسية، وأن يفعل مجلس الشورى بعد إعادة تشكيله وفق ما نصت عليه وثيقة الضمانات لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني.
ونبه نعمان إلى ان مفهوم الشراكة السياسية لا تعني تقاسم مؤسسات الدولة وتحاصص الوظيفة العامة، وإنما تعني الشراكة في القرار السياسي وفي رسم السياسات والتوجهات وتحديد الأولويات والتوافق على وسائل وآليات التنفيذ.
وتابع: أن اسباب صرعاتنا السابقة ناتجة عن احتكار الحكام للقوة والمال وامتلاك السلطة لكل المقدرات والإمكانيات والتصرف لكل في المال العام والوظيفة العامة، وكأنها ملكية خاصة موظفة لضمان استمرار البقاء في السلطة وتوريثها، واي سلطة جديدة تأتي بطريق الغلبة توظف تلك الإمكانات والأدوات لتثبيت بقائها في الحكم وضمان الاستمرار وتلجئ لإزاحة كل المحسوبين على النظام السابق من مواقع القوة ومصادر الثروة وأجهزة الخدمة العامة.
ويرى أمين عام الناصري ان تظل هذه الادوات محايدة وان تظل القوة اي الجيش محايد يحكم من خلالها كل من يحصل على الأغلبية.
وقال نعمان بأن اصلاح الجهاز الاداري يتم من داخله بتفعيل مبدا الثواب والعقاب وليس بأسلوب الاجتثاث، وان تعاد بناء المؤسسة العسكرية بشكل وطني.
وحذر نعمان من بقاء تشكيلات الجيش الوطني على وضعها الحالي، حيث قال: اليوم لدينا ألوية مشكلة على اساس مناطقي أو جماعات مليشاوية تابعة لطوائف أو مناطق أو أحزاب.
وأشار إلى أن المشروع الذي تقدم به التنظيم للمكونات السياسية تضمن تصورا لدمج جماعات المقاومة في الجيش يقوم على توحيد اجراءات الدمج التي يجب ان تبدأ بالزام الجماعات بتسليم ما لديها من أسلحة ثقيلة ومتوسطة للألوية العسكرية التي ستدمج فيها، ثم ترقيم الأفراد وتذويبهم في أطار التشكيلات العسكرية من الجماعة إلى الفصيلة فالسرية والكتيبة وان يتولى قيادة هذه التشكيلات عسكريين محترفين ثم ايضا اعادة التأهيل البدني والقتالي لهذه التشكيلات وفق برامج موحدة، واعداد برامج لإعادة صياغة العقيدة العسكرية للجيش على اسس وطنية وفق مخرجات الحوار الوطني. ونوه إلى ان المشروع تضمن مقترحا بتشكيل هيئة عسكرية استشارية لتولي ذلك.
كما طالب نعمان بضرورة نقل السلطات والصلاحيات تدرجيا من المركز إلى السلطات المحلية والمديريات تطبيقا لمخرجات وان توفر لها الاعتمادات اللازمة للقيام بمهامها.
وأضاف: قدمنا سابقا حلول ورؤى لمعالجة للأخطاء وجوانب القصور التي رافقت اداء الشرعية خلال المرحلة السابقة لكن للأسف لم تجد لها آذان صاغية، وكان اخرها الدعوة التي اطلقناها في عدن اكتوبر الماضي لإنشاء تكتل وطني عريض للقوى المصطفة مع الشرعية لمعالجة ذلك.
نعمان قال بأن على الشرعية ان ترسل رسائل ايجابية للناس اذا ارادت البدء بإصلاح أداءها وان توقف العبث والارتخاء والادارة بالأدوات الفاسدة، ومراجعة كل القرارات التي صدرت خلال الفترة السابقة والغاء كل ما يخالف الدستور والقوانين النافذة ومخرجات الحوار مخرجات الحوار.
وحول التطورات السياسية في المحافظات الجنوبية، أشار أمين عام الناصري إلى أن اعلان المجلس الانتقالي الجنوبي شابه لبس في الفهم، اعتقد فيه البعض بانه اعلان لاستقلال الجنوب.
مشيرا إلى وجود تحول ايجابي في خطاب المجلس بعد فعالية 7 / 7 الأخيرة بعدن، من خلال تصريحات لقيادة المجلس بأنه عبارة عن مكون سياسي حامل للقضية الجنوبية، وبان شرعية الرئيس هادي معترف بها ولكنها مختطفة من قبل بعض القوى ، مؤكدا بأن هذا الكلام فيه جزء من الصحة.
واشار ان التصريحات التي ادلت بها قيادة المجلس بان الشراكة التي حققت الانتصارات في المحافظات الجنوبية ستستمر حتى دحر الانقلاب ومواجهة الارهاب والتصدي للمشروع الإيراني، تمثل نقطة التقاء تتطابق مع ما يطرحه التنظيم عن أن مسألة انهاء الانقلاب واستعادة الدولة واعادة بناء مؤسساتها المركزية والمحلية تمثل أولوية لكل القوى بمختلف توجهاتها ومشاريعها السياسية.
واشاد نعمان بدعوة المجلس الانتقالي لأبناء الجنوب بالتعامل الايجابي مع السلطات المحلية، معتبرا بأن ذلك شيء جيد، ويجب ان يكون محل ترحيب من القوى السياسية، معبرا عن أمله بان يتجسد هذا الخطاب على أرض الواقع.
وفي هذا الصدد هنأ عبدالله نعمان "قيادات الدولة والجيش بالانتصارات التي تحققت مؤخرا في غرب تعز واستعادة معسكر خالد الاستراتيجي على يد قوات الجيش والمقاومة الجنوبية،محييا تضحيات الجيش وأبناء الجنوب في معارك الساحل الغربي وتحقيق هذا النصر الاستراتيجي". حسب وصفه.
وأكد الأمين العام بان "مسألة فرض الوحدة بالقوة اصبحت مستحيلة وكذا امكانية فرض الانفصال بالقوة، مؤكدا بانه عقب انهاء الانقلاب واستعادة الدولة يمكن ان تطرح كل هذه القضايا للنقاش، وان ما يقرره الشعب في الجنوب أو في أي منطقة من مناطق اليمن في اجواء طبيعية خالية من أي ضغوط هو امرا يجب احترامه والالتزام به".
وقال نعمان بأن الصراعات المستقبلية يجب ان تحسم بأدوات مدنية بعيدا عن السلاح، مضيفا: علينا ان لا نخاف من اي قوى تخزن السلاح لمعاركها المستقبلية لاعتقادها بانها يمكن ان تحسم ما تريده بالقوة مستقبلا، ومالم تجد قوى جاهزة لاستخدام السلاح في مواجهتها فان السلاح سيتحول إلى عبئ عليها.
وأبدى الأمين العام رفضه التوظيف الديني لأغراض سياسية واستخدام المنابر واستخدم التكفير كسلاح لتوظيفه بأغراض سياسية.
يذكر بأن هذا اللقاء الذي عقد في عدن كان من المفترض عقده في مكتب الصحة بمدينة الحوطة عاصمة لحج بعد حصول قيادة فرع التنظيم بلحج على موافقة لعقد اللقاء من قبل السلطة المحلية قبل ان تفاجئ بإبلاغها بإلغاء ذلك في وقت متأخر ليلة أمس بدون توضيح الاسباب.