أكد نشطاء ومثقفون على أهمية خيار السلام في اليمن بعد أن أدت الحرب التي تدخل عامها الثالث إلى خسائر وكوارث فادحة في المتجمع.
جاء ذلك في ندوة اقامتها صباح اليوم في صنعاء مؤسسة ضوء للحقوق والتنمية بالشراكة مع مبادرة شريكات السلام ولجنة تنسيق الجهود لوقف الحرب والتجمع الوطني لمناضلي الثورة اليمنية، وبدعم من شبكة بيس دايركت.
الندوة التي حملت عنوان’’ السلام خيار، وضرورة ‘‘ قدمت فيها ثلاث أوراق عملت ركزت حول حجم الدمار وكوارث الاقتصادية والمجتمعية التي تسببها الحروب والعمل على ايقافها وايصال نداء السلام للشعب المتهالك من الحروب.
وفي ورقته تحت عنوان " من اين تأتي الحرب " قال المفكر والأديب عبدالباري طاهر بأن أهم اسباب ما أسماها حمى الحروب المستدامة في اليمن الصراع حول السلطة باعتبارها مصدر ثراء فاحش في بيئة فقيرة.
كما اشار إلى أن ثقافة الكراهية و التكفير والتخوين جذر أساس لهذه الحروب، في حين يسهم خطاب المسجد التحريضي، وإعلام الأحزاب السياسية ومناهج التربية والتعليم في تغذية الوعي بالكراهية.
مؤكدا بأن وضع حد لهذه الاسباب سيعمل على احلال السلام الدائم في اليمن، وفرضه كثقافة مجتمعية.
من جانبه تطرق الباحث فيصل سعيد شمسان في ورقته عن الإنسان وظاهرة الحرب وأهم فصولها الدموية خلال التاريخي البشري وتعدد اسبابها.
وخلص شمسان من خلال سرده التاريخي لأهم محطات الحروب في التاريخ البشرى إلى كون الإنسان هو منبع نشوء وتطور ظاهرة الحرب، وكونها باقية ما بقي في هذه الحياة.
وقال بإن الحرب في حالتيها العدوانية أو الدفاعية - بغض النظر عن عدالة الثانية وظالمية الأولى-، هي في محصلتها شر مستطير تكلف الإنسان خسائر بشرية ونفسية ومادية جمة، ولكلا الطرفين المهاجم المعتدي والمدافع المعتدى عليه.
مؤكدا على احقية وضرورة المطالبة بوقف الحرب في اليمن التي قال بأنها بات تتطحن المجتمع وتكاد تقضي عليه.
ورقه مبادرة شريكات السلام التي أعدت الناشطة الحقوقية هيفاء مقبل والقتها عنها في الندوة الاستاذة والناشطة الحقوقية فاطمة مشهور، تحدث عن الاوضاع السياسية للنساء في اليمن خلال المرحلة الماضية واهميتهن في بناء السلام.
الورقة اشارت إلى أن فكرة تأسيس مبادرة شريكات السلام جاءت بعد اندلاع الحرب بـ3 أشهر لتكون اول مبادرة تكونت في بداية الصراع من أجل السلام.
موضحة بأن تأسيس هذه المبادرة الطوعية لمجموعة من القيادات النسائية تؤمن بثقافة الامن والسلام، ومن أجل ايجاد مسار مجتمعي موازي وداعم للمسار الرسمي يلعب دور هام في تعزيز السلام على المستوى المجتمعي والقاعدة الشعبية ويقوم بدور الوسيط بين القاعدة الشعبية والقيادات الرسمية والعكس.
معتبرة بأن ذلك يمثل دليلا واضحا على رغبة المرأة والمشاركة في عملية بناء السلام وفي مواقع صنع القرار على مستويات مختلفة.
وعقب ذلك شهدت الندوة العديد من المداخلات من قبل الحضور من قيادات وادباء ونشطاء وحقوقيون ومنظمات دولية ومحلية، أكدت جميعها على ان السلام بات مطلبا ملحا لوقف آثار الحرب الكارثية على اليمن.
داعين مختلف قوى وشرائح المتجمع إلى رفع الصوت عاليا للمطالبة والضغط بوقف الحرب والعودة إلى طاولة الحوار بعد ان اكدت سنوات الحرب الثلاث استحالة حسمها عسكريا لأي طرف.