تشاجر وزير الدفاع الإسرائيلي أيهود باراك ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني اليوم الأحد بشأن الموقف الذي يجب أن تتخذه الحكومة للرد على اقتراح مصري يدعو إلى تثبيت هدنة لمدة سنة مع حركة حماس، فيما اتفقا على ضرورة الرد بشكل موجع على الصواريخ التي لا تزال تتساقط من غزة على جنوب إسرائيل.
وذكر موقع صحيفة هآرتس الإلكتروني أن رئيس حزب العمل أيهود باراك أعرب خلال اجتماع حكومي اليوم عن موافقته على الاقتراح، في حين رأت رئيسة حزب كاديما تسيبي ليفني بأن على إسرائيل رفضه.
وهاجمت ليفني باراك بسبب ما اعتبرته موقفا تصالحيا منه تجاه حماس، واتهمته بأنه يحاول الوصول إلى تفاهم معها (حماس)، مضيفة إن الاتفاق مع حماس سوف يعطيها شرعية؟ وقد يحدث تغييرا في موقف العالم تجاههها.
من جهته، قال باراك إن إسرائيل هي على الطريق لفترة طويلة من الهدوء، على الرغم من استمرار إطلاق الصواريخ من غزة.
وجاء هذا التلاسن، بعدما نقلت قناة العربية اليوم عن مصادر في حماس أن الحركة وافقت على الاقتراح المصري للتهدئة مع إسرائيل في غزة، والذي سيسري اعتبارا من الخميس المقبل.
وفيما لم يعرف موقف رئيس الوزراء المنتهية ولايته أيهود اولمرت من الاقتراح المصري، أشارت مصادر إلى أن سيجتمع مع باراك وليفني للبحث في هذا الموضوع.
وكان أولمرت هدد في وقت سابق من اليوم بأن رد إسرائيل سيكون عنيفاً وغير محدود في حال استمرار إطلاق الصواريخ من قطاع غزة على جنوب إسرائيل، متعهداً في بداية الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء بأن بلاده لن توافق على العودة إلى قواعد الاشتباك القديمة في غزة.
وقال إننا سوف نعمل وفقا لقواعد جديدة تضمن عدم انجرارنا إلى تبادل متواصل لإطلاق والذي يمنع السكان من العيش بشكل طبيعي في الجنوب.
يذكر أن الجنوب الإسرائيلي لا يزال يشهد هجمات متفرقة بالصواريخ منذ انتهاء العملية العسكرية في قطاع غزة حيث اليوم أفيد اليوم عن سقوط أربعة صواريخ على النقب الغربي اليوم.
ولم تعلن حماس عن مسؤوليتها عن هذه الهجمات التي تبنتها جماعات مسلحة صغيرة، ولكن إسرائيل تحمل حماس، التي تبسط سيطرتها قطاع غزة منذ حزيران/ يونيو من العام 2007، مسؤولية هذه الهجمات.
وقال رئيس الوزراء إن تكثيف إطلاق الصواريخ خلال الأيام القليلة الماضية لا يترك لإسرائيل أي خيار سوى الرد على هذه الصواريخ بشكل يظهر موقفها الواضح من هذا الأمر، مضيفا لقد طلبت من وزير الدفاع إصدار تعليماته إلى جيش الدفاع ا للاستعداد للرد المطلوب في مثل هذه الظروف. الرد سيتم في الوقت والمكان المناسبين.
وأشارت ليفني إلى أن العملية العسكرية الإسرائيلية التي شنتها إسرائيل في قطاع غزة لمدة 22 يوما كانت لاستعادة قدرة الردع للجيش الإسرائيلي، وقالت إذا كانوا سيطلقون النار علينا لا بد لنا من الردع بالوسائل العسكرية".
واعتبرت أن ليست هناك حاجة لانتظار الرد، وقالت إن الرد يجب أن يكون قويا وفوريا لأن هذه هي الطريقة الوحيدة كي تفهم حماس أن المعادلة قد تغيرت.
بدوره، أشار باراك إلى أن المؤسسة الأمنية تلقت تعليمات من أجل صياغة رد، وقال حماس تلقت ضربة موجعة وإذا استدعت الحاجة سيتم توجيه ضربة أخرى لها.
يذكر أن إسرائيل واجهت انتقادات بسبب سقوط عدد كبير من المدنيين الفلسطينيين في عمليتها الأخيرة على قطاع غزة، حيث قتل 1338 شخصاً وجرح نحو 5400 أخرين، واُتهمت باستهداف المناطق المكتظة بالسكان.
_______
وكالات