اعلن وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط السبت ان الرئيس حسني مبارك لن يحضر القمة العربية التي تعقد الاثنين والثلاثاء في الدوحة في ما يعد تأكيدا لاستمرار التوتر في العلاقات بين مصر وقطر بسبب خلافات اعتبرها محللون في القاهرة "شكلية وذات طابع شخصي".
وقال ابو الغيط، الذي امتنع عن المشاركة في الاعمال الوزارية التحضيرية للقمة واوفد احد معاونيه لتمثيله فيها، ان "مصر قررت ان يترأس وفدها إلى القمة العربية التي ستعقد في الدوحة في 30 و31 اذار/مارس الجاري الوزير مفيد شهاب" وزير الشؤون القانونية، مشيرا إلى انه سيتراس وفد مصر كذلك في القمة العربي-اللاتينية التي تقعد فور انتهاء القمة العربية.
واضاف الوزير المصري في بيان وزع على الصحافيين ان شهاب "سوف ينقل إلى القمة العربية والقمة العربية اللاتينية وجهات نظر مصر ورؤيتها تجاه الوضع العربي الحالي والتحديات التي تواجهها الامة العربية في هذه المرحلة الهامة من العمل العربي المشترك".
ولم يوضح اسباب امتناع الرئيس المصري عن المشاركة في القمة ولكن مصادر دبلوماسية مصرية اوضحت لوكالة فرانس برس ان هذه المقاطعة تعبر عن احتجاج القاهرة على ما تعتبره "مواقف مسيئة لمصر تتخذها الدوحة".
واكتفي ابو الغيط إلى ان "مصر تتمسك باستمرار السعي من اجل تحقيق اكبر قدر من التضامن العربي والاتفاق على مناهج فعالة لتحقيق المصالح العربية من خلال المصالحات العربية الحالية والتي تقدر مصر ان هناك حاجة مؤكدة للاستمرار فيها بين كل الاطراف والدول العربية".
يذكر ان العلاقات بين مصر وقطر تشهد توترا منذ الحرب الاسرائيلية التي شنتها اسرائيل على غزة ما بين 22 كانون الاول/يناير و18 كانون الثاني/يناير الماضيين.
وتأخذ القاهرة على الدوحة ما تعتبره هجوما من قناة الجزيرة الفضائية على مواقف مصر السياسية وعلى كبار مسؤوليها ونقلها لتصريحات قادة في حماس انتقدوا بشدة رفض القاهرة فتح معبر رفح واعتبروا انها تساهم في حصار قطاع غزة.
وقال المحلل في مركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية عماد جاد ان "الجزء الاكبر من الخلاف المصري-القطري خلاف شخصي، فالقاهرة لم تنس بعد الحملة التي شنتها قناة الجزيرة على شخوص النظام القطري اثناء حرب غزة وخصوصا الصور التي بثتها لتظاهرات تم فيها تقطيع صور الرئيس المصري والقائها تحت الاحذية".
وتابع "بالاضافة إلى ذلك فان قطر دولة صغيرة لا تبدي مصر اهتماما كبيرا بمراعاتها".
واضاف "الدليل على ذلك ان ما صدر عن النخبة القطرية تجاه مصر ومسؤوليها اقل بكثير مما صدر عن الرئيس السوري ورغم هذا قبل الرئيس مبارك الجلوس مع (نظيره السوري بشار) الاسد في الرياض ولم يقبل الجلوس مع امير قطر".
وكانت مصر قاطعت مع السعودية القمة التي استضافتها الدوحة في الخامس عشر من كانون الثاني/يناير الماضي واطلقت عليها "قمة غزة الطارئة" والتي حضرها الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد و12 من القادة العرب أو ممثليهم.
والمح المسؤولون القطريون انذاك إلى ان مصر والسعودية تدخلتا من اجل عدم اكتمال النصاب القانوني لهذه القمة التي كانت قطر تأمل في ان تكون قمة عربية طارئة تحت مظلة الجامعة العربية.
وشنت الصحف الحكومية المصرية من جهتها حملة ضد قطر وكبار مسؤوليها خلال الشهور الثلاثة الاخيرة.
وقالت وسائل اعلام عربية، من بينها قناة الجزيرة، ان مصر رفضت حضور امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني القمة العربية المصغرة التي استهدفت تمهيد الاجواء لمصالحة عربية والتأمت في الرياض في 11 اذار/مارس الجاري بحضور العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز والرئيسين المصري حسني مبارك والسوري بشار الاسد وامير الكويت الشيخ صباح الاحمد الصباح.
واعتبر الخبير في مركز الاهرام للدراسات الاستراتيجية عمرو الشبكي كذلك ان امتناع الرئيس المصري عن المشاركة في قمة الدوحة هو "استكمال للمعارك الصغيرة التي تحكم الاداء العربي".
وراى انه "لا يوجد خلاف موضوعي حقيقي ولا يوجد موقف استراتيجي لمصر ضد القمم العربية. المشكلة الوحيدة انها تعقد في الدوحة".
واضاف ان "بعض التبريرات الرسمية التي قيلت لتفسير غياب الرئيس مبارك عن القمة هو انه لم يأت اي مسؤول قطري رفيع المستوى إلى مصر لنقل الدعوة اليها".
ولكن "الحقيقية هو ان هناك بعض الحساسيات المتعلقة بمنافسات شكلية".
وكان الشبكي يشير بذلك إلى التنافس بين القاهرة والدوحة حول التدخل في نزاعات اقليمية من بينها الازمة الداخلية اللبنانية في نهاية العام 2007 ومطلع العام 2008 وفي مشكلة اقليم دارفور السوداني.
________
وكالات