رئيسية

قصقصات المونتاج لخطاب الرئيس تفتح شهية قناة عدن المعارضة

كتبت/ لمياء الصالح

أصبح معتاداً في السنوات الأخيرة أن تتعرض خطابات الرئيس علي عبدالله صالح للقرصنة والقص والحذف وفقاً لتقديرات عبده بورجي وعبدالله الحرازي، وأخرها خطابه الهام صباح والذي كان مكرساً حول تداعيات الحراك في المحافظات الجنوبية. الذي أعمل فيه مقص الرقيب بشكل مفضوح يفتقد إلى الحرفية.

الأمر الذي فتح شهية قناة عدن الحرة، التي تتبنى شعارات تمزيقية وعنصرية وتبث من لندن على قمر الهوتبرد لاختلاق الكثير من الفقرات لكلمة الرئيس ولغيره. حقاً وباطلاً..

لا شيء يضر الرئيس ويشوه الرئيس ويظلل الشعب والرئيس غير السكرتارية الإعلامية المحيطة بالرئيس. وسيفاجأ المرء كثيراً أن المقاطع التي يتم حذفها ليست مقاطع غير صالحة للبث، سواء من الناحية اللغوية أو الفنية أو السياسية، بل غالباً ما تكون أصدق ما في خطاب الرئيس وأقواه. علماً أن مثل هذه القرصنة ومثل هذا الحذف يتم دون علم الرئيس ودون سياسة تم مناقشتها مسبقاً مع الرئيس.

ومن أدلة ذلك القرصنة الهائلة على خطابه في أواخر نوفمبر 2008 والذي طرح فيه فكرة التنظيم السياسي الموحد، حيث تم نهب ما يقارب نصف الخطاب.. وبالذات كل ما هو حيوي وجوهري وجديد. ومن شأنه حال نشره أن يخلق انطباعاً جديداً وإيجابياً بين صفوف الشعب والمعارضة والبلدان الشقيقة والصديقة لليمن.

هذا بالضبط هو ما يتم السطو عليه في خطابات الرئيس. ولكن صادف إن الرئيس شاهد خطابه في نشرة التاسعة من ذلك اليوم. لتتأخر مطابع الصحف الرسمية ما يزيد عن ساعة كاملة، والوزير حسن اللوزي يملي على تلك الصحف المقاطع المحذوفة تنفيذاً لتوجيهات الرئيس.
لقد ثارت ثأرة الرئيس واشتاط غضباً وكلف وزير الإعلام شخصياً بتلافي هذا السطو، لكن لم يقرأ الفقرات المحذوفة التي أضيفت إلى الصحف اليوم التالي إلا الذين فاتهم سماع خطابه في نشرات الإذاعة والتلفزيون يوم القائه.

لقد كنت ممن قرأ العبارات المحذوفة، وتفاجئت لماذا لم تصبح كلمة الرئيس حديث المقائل والمقالات والأعمدة. باعتبارها حملت الجديد اللافت وأوحت بمزاج جديد للأخ الرئيس ومنها رحت أبحث عن خطابات سابقة لأجد أن الحذف والقصقصة والقرصنة يطال دائماً كل ما هو نابض وعميق في خطابات الرئيس.

يعاني الرئيس علي عبدالله صالح من وقوعه في آسر سكرتاريته الإعلامية، التي تتحمل جزاء رئيسياً من مسؤولية تدهور الخطاب الرسمي وتهلهل صورة الدولة والرئيس وتوتير الحياة السياسية في اليمن وتسميم أجواء الحوار والإبداع والتقارب.

مئات من المقالات تكتب وفيها ما يستحق القراءة من قبل ولي الأمر لكن سكرتاريته المؤدبة لا توصل إليه إلا مقالات أحبابها. وإن اضطرت إلى توصيل مقالات وأراء أخرى فتقرأها له بعيونها هي. التي لم يعد يملأها غير الرماد.

وعودة إلى موضوع خطاب اليوم فإنني ورغم تضامني مع الحراك الجنوبي إلا أنني لست مع شعارات من يريدون استثمار هذا الحراك لخدمة ذواتهم على حساب وطن بأكمله.

هؤلاء لهم مواقع لا تتورع عن قول الكذب وأحدها –على سبيل المثال- قال إن سبب انسحاب الرئيس من قمة الدوحة هو وقوع مشادة بينه وبين رئيس جزر القمر حول معاناة أبناء الجنوب. مع أن تجاهل المبادرة اليمنية كان هو السبب الوحيد الذي لا ثاني له في الانسحاب.

وهناك فضيحة مدوية دوت على نطاق عربي لكن الساحة المحلية لم تتنبه إليها، وهي خطاب الرئيس في قمة الكويت. (وهو بالطبع من تأليف وإخراج وسيناريو عبد بورجي) الخطاب كان هزيلاً، وركيكاً ومفككاً وخارج نطاق اللحظة الزمنية إذ دعا فيه الرئيس إلى وقف إطلاق النار في غزة. بعد أكثر من يوم على توقف العدوان وإعلان الإسرائيليين وقف إطلاق النار. والمرجح أنها كتبت لتقرأ في قمة الدوحة التي تغيب عنها الرئيس.

__________
نشوان-خاص

زر الذهاب إلى الأعلى