[esi views ttl="1"]
رئيسية

حراك جنوبي وحوثيون...قضايا عادلة أم دعاوى باطلة !

إن علاقة كل من الحراك والحوثيين بغياب العدالة مسألة ملتبسة، فقد نشأ الحراك مطلبياً. كان لنشوئه علاقة بمطالب تتعلق بالعدالة وإزالة المظالم. وهنا أيضاً يكمن جوهر التعاطف معه. لكن الحراك انتهى إلى المطالبة بالانفصال الشطري سياسياً واجتماعياً وجغرافياً، واقترف بعض المحسوبين عليه جرائم منكرة، كقتل الحلوانيين من أبناء القبيطة أو جنود النجدة في امعين وغير ذلك.

علاوة على حملات الكراهية التي يقوم بها بعض المحسوبين على الحراك ضد كل من هو شمالي، وهنا وقع الحراك في الظلم [سنتناول لاحقاً ما يجري في الجنوب بتفصيل أكثر].

أما الحوثيون فلا يزالون يتحدثون عن أشياء كثيرة. ويحاول كثيرون أن يضعوا لحروبهم قضية عادلة أو ما يسمى هدفاً نبيلاً يجلب الالتفاف والتعاطف، غير أن كل ذلك باء بالفشل. والحوثيون مثل القاعدة لا يتحمس في حقيقة الأمر لطروحاتهم إلا أشخاص محدودون أو أتباع منظمون أجري لهم غسيل دماغ مكثف وهائل..

وفيما يتحدث الحوثيون ومتعاطفون معهم حول استهداف للهاشميين أو الزيود، فإن أياً من ذلك يعتبر زيفاً محضاَ، ولم يكن البتة أي من ذلك سبباً لنشوء الحوثية. لكن من غير شك فنتيجة للحروب المتتالية بين الدولة والحوثيين فلا بد سيتضرر كثيرون ممن لا ذنب لهم من الهاشميين تحديداً وهذا أمر مؤسف حقاَ، وما أسهل أن يُرْمَى كثير من الهاشميين بتهمة الحوثية ظلماً، وقد يمارس بعض ضعفاء النفوس وقصيري النظر والجهلة تمييزاً ضدهم، وأتذكر أن الأديب والشاعر الوطني الكبير عباس الديلمي مدير عام الإذاعة، قد ألمح في مقالة له في صحيفة "26 سبتمبر" إلى مضايقات تعرض لها في مطار صنعاء،

وهو عائد من دمشق، ربما بسبب اللقب وعدم التعرف عليه من قبل غبي تسبب في أذى الأستاذ الديلمي. وأذكر أن موظفاً بسيطاً من الهاشميين استعان بي في إنجاز أمر يخصه، ولفت نظري أنه حذف لقب عائلته [شرف الدين] من الطلب الذي كتبه بخطه، وتحاشياً من إحراجه لم أسأله لماذا حذف اللقب، لكنني تحمست أكثر لإنجاز موضوعه، ولعله قد خشي من تحيز المسؤول المعني الذي سيعرض عليه موضوعه وهو بالمناسبة موضوع بسيط..غير أن كل ذلك هو نتيجة للحرب وليس سبباً لها.

ومع ذلك فأظن أنه كان من المهم أن يُعْلِنَ الأخوة الهاشميون موقفاً يساعد على كبح جماح الحوثي والحد من تطرفه وضرره على نفسه وذويه وعلى البلد، ولكن فيما فضل أكثر الهاشميين تحاشي إعلان موقف محدد مما يجري فقد أبدى بعضهم تعاطفا مع الحوثيين، خصوصاً قبل الحرب الأخيرة. أما بعض ممن هم موظفون كبار مع الدولة فقد اتخذوا موقفاً مندداً بالحوثيين، ولعل ثقتهم في صوابية موقفهم تتزايد مع الزمن والعكس بالنسبة للمتعاطفين...

قناة الجزيرة تقلب ظهر المجن لأهل اليمن

...
في برنامج الاتجاه المعاكس الذي أذاعته قناة الجزيرة يوم الثلاثاء 15 / 9/ 2009 وكان بعنوان"أوضاع المهمشين في العالم العربي" تحدى فيصل جلول، حسن بلقاسم، أن يأتيه بعشرة مطالب اقتصادية واجتماعية للحوثيين، فلم يستطع حسن أن يأتي بمطلب واحد. وتحدث كثيرا خارج الموضوع. وقال:"...

حينما تقول إن الحوثيين لا يمكن مقارنتهم بالآخرين، الحوثيون هم جماعة كانت قائمة كقبيلة قبل تأسيس الدولة اليمنية، هم قبائل، هناك قبائل وشعوب كانت قائمة قبل تأسيس الدول الحديثة وتلك الشعوب كانت لها أراضيها ومواردها وأنظمتها السياسية والقانونية وكانت تحمي نفسها من الفقر ومن البؤس ومن الحرب..".

ويبدو أن هذا هو كل ما يفهمه حسن بلقاسم عن الحوثيين، وواضح أن هذا فهم غريب، وليس واضحاً فهم مقدم البرنامج فيصل القاسم لطبيعة وخلفيات ما يجري حيث إنه بدا كالذي لا يفهم أو لا يدري أما إذا كان يفهم ويدري فلا شك أن المصيبة أعظم كما يقال!...

قال جلول: لا توجد مطالب محددة وواضحة للحوثيين، هؤلاء يريدون فقط إعادة الإمامة التي سقطت في ستينات القرن الماضي، فانتهره فيصل القاسم الذي ظل يقاطع فيصل جلول باستمرار، وبدا القاسم بعيداً عن الموضوعية والحيادية وكأنه يريد أن يثبت شيئاً ما ولو كان مستحيلاً وقال: أنت يا فيصل مشكلتك مشكلة الإعلام العربي التضليلي! مع أن من الصعب تصور جهل فيصل القاسم عن مدى التضليل التي تمارسه قناة الجزيرة في قضايا كثيرة بالغة الأهمية في مصير بلدان كثيرة كقضية وحدة اليمن وحرب الحوثيين، وقال القاسم بصيغة سؤال تقريري: يعني من حق الحوثيين تقرير مصيرهم ؟ وأجابه حسن بلقاسم بنعم ! وأكد أن ذلك حق بموجب المواثيق والاتفاقيات الدولية التي صادقت عليها اليمن..وعلى الرغم من أن البرنامج كان بعنوان" أوضاع المهمشين في العالم العربي" إلا أن فيصل القاسم كان مصراً إن يتركز جل الكلام على الحوثيين الذي قال" إنهم مثال يحتذى في العالم العربي"..كانت قطر مع الوحدة ومع اليمن عندما عز النصير في حرب التسعينات ويشكرون حقاً على ذلك ويجب أن يحفظ لهم ذلك الموقف الجميل.

لكن الحال تغير اليوم. وللأسف فقد تغير موقف قطر لسبب بسيط وثانوي وهو أن الرئيس لم يكن قادراً على حضور مؤتمر غزة في الدوحة وكان يمكن التفهم من قبلهم أو يكفي العتاب إذا لزم الأمر...ولكن عادة ما ينال اليمن من أشقائه عقاباً مفرطاً وضرراً بالغاً على اجتهادات أو هفوات صغيرة لا يُقْصَدُ منها الإساءةُ لأحد.

كنا نظن أن قناة الجزيرة ستكون قناة التوحد ولمّ شمل العرب، وقناة الحرية والموضوعية والمهنية، فإذا بها تتكفل بشن الحملات على من لا يروق لبعض الناس...ولا نزال نتذكر مستوى التضليل والهبوط الذي وصل إليه برنامج الاتجاه المعاكس حول "من مع وحدة اليمن ومن ضدها؟" عندما استضاف فيه فيصل القاسم المساوى والنقيب في 19 مايو 2009...

وأذكر أن فيصل القاسم كتب مقالاً أشبه بالاعتذار ونشر في مارب برس بعد يومين من إذاعة تلك الحلقة وكأنه يقول اعذروني، أنا مجرد موظف مع الجزيرة وأنفذ سياستها وتوجهاتها فقط، أنا لست ضد اليمن،"وأعرف أنكم غلبانيين يا أبو يمن !" ووحدتكم تستحق البقاء والدفاع عنها بالغالي والنفيس،"خلي بالكم" أنا لم أكن أقصد..

ومما قاله فيصل القاسم في ذلك المقال الذي نشر في تاريخ 21 مايو 2009:" هل تصمد الوحدة اليمنية أمام موجة التقسيم والتفكيك العاتية التي تجتاح المنطقة العربية بطريقة منظمة ومعلنة؟ نرجو ذلك بكل جوارحنا. لكن لو نظرنا إلى حملة التحريض الخطيرة والمتصاعدة التي تستهدف تفتيت البلاد جنوباً وشمالاً، كما كان الوضع قبل الوحدة المجيدة، لرأينا أن المستقبل مكفهرّ.

وليس عندي أدنى شك أن تلك الحملة التي تقوم بها عناصر انفصالية مسعورة في الداخل والخارج ليست، بأي حال من الأحوال، لإحقاق الحق وإسماع مظالمهم لحكام البلاد، كما يدّعون، وإنما هي جزء لا يتجزأ من استراتيجية التفكيك التي أعلنتها أمريكا، وبدأ تنفيذها على رؤوس الأشهاد في العراق، ومن ثم السودان. والحبل على الجرار.

إنهم يقسّمون المقسّم، ويجزّئون المجزّأ منذ عقود وعقود، فهل يُعقل أن يتركوا الموّحد منذ فترة قصيرة، كاليمن، كتلة واحدة؟ بالطبع لا. فاليمن يشكل مثالاً وحدوياً عربياً عظيماً مهما كانت الملاحظات على النظام الحاكم وطريقة تعامله مع مكونات البلاد السياسية. لا بل إنه أكبر بكثير من الحجم الذي حددته "خارطة الدم" الأمريكية للكيانات والدويلات العربية المطلوبة.

لهذا لابد من الاستعانة بطابور خامس يسهّل للسايكس بيكيين الجدد عملية تفتيت اليمن، وتقطيع أوصاله، كما فعل (المعارضون) العملاء العراقيون الذين يتآمرون الآن مع الغزاة لتشطير العراق إلى دويلات مذهبية وطائفية وعرقية هزيلة.

إن التحركات الحالية محاولة شريرة لتصيّد أخطاء الوحدة ومصاعب ولادتها لاقتناص ذرائع للانقضاض".

ومع ذلك، فالدكتور فيصل لم يقل شيئاً من ذلك في البرنامج الذي شاهده الملايين في أصقاع المعمورة. كان يبتسم للنقيب وهو يردد أنه ليس يمنياً، مع أن النقيب يرجع في أصوله إلى سرو حمير"يافع"، وإذاً لم تكن حمير ويافع يمانية فمن اليماني إذاً ؟! خالد القاسمي الذي تغزل بوحدة اليمن كثيراً وكتب فيها الأبحاث والدراسات ودبج فيها المقالات قبل تحقيقها وبعده ونال التقدير، استُجْلب إلى البرنامج قصداً ليهجو الوحدة في البرنامج وفيصل القاسم يبتسم ويبتسم ويتحفز للاستماع وكأنه محبذ وراض ومواقف على هجاء القاسمي وردحه !

هل بوسعنا أن نكون مسلمين وزيوداً ممتازين دون إمام؟

الحوثيون ليس لهم مطالب واضحة وعادلة، ولكن كثيراً ما قالوا إنهم يدافعون عن أنفسهم، حتى عندما يهاجمون القصرالجمهوري بصعدة أو يفجرون معركة في بني حشيش على مشارف العاصمة صنعاء أو يهددون بتوسيع دائرة الحرب لتشمل محافظات أخرى"بإذن واحد أحد" -على حد تعبير عبدالملك الحوثي- في خطابه الأخير الذي عرضته قناة الجزيرة!. ولا شك أنهم يستهدفون صنعاء كما أشار عبد الرحمن الراشد في مقالة له في الشرق الأوسط،

حيث قال:"والأكثر خطورة أنها (الحركة الحوثية) تملك مشروعا سياسيا يستهدف العاصمة صنعاء، ولا تكتفي بكهوف الجبال المتمركزة فيها اليوم. وما هجومها الفاشل في يوم العيد الماضي على مدينة صعدة إلا خطوة باتجاه صنعاء. "
إن قضية الحوثيين، كما يفهما أهل اليمن، مرتبطة بقضية الإمامة التي أطيح بها في ستينات القرن الماضي، ومثلما قال فيصل جلول بالضبط...

ولا بد من إدراك أنه ما دام لم يحصل إجماع علماء المذهب الزيدي في التخلي عن الإمامة إلى الأبد، فإنها ستضل مصدراً لتجدد الاضطراب والفوضى على مر الزمن مثلما كان عليه الحال منذ أكثر من ألف عام...وقد أشار الأستاذ محمد عزان إلى معاناته وتعرضه لمحاولة اغتيال في صعدة عندما كان رأيه أن الإمامة يجب أن تكون من قضايا الماضي فقط ، أما عبد الملك الحوثي فهو لم يقل قط إن الإمامة من قضايا الماضي وإنما قال إنها ليست قضية المرحلة ...والغريب أن أستاذاً جامعياً في حديث لإذاعة طهران قال إن دستور الجمهورية اليمنية لا يعارض تدريس مبدأ حصر الإمامة في البطنين !

لم تطرح الحوثية قضايا حقوقية منذ البداية. وبقيت شعاراتها وتصرفاتها وأفكار زعيمها المؤسس وأتباعه مربكة ومحيرة لكثيرين حتى ممن هم متهمون بالتعاطف معها ... وما هو ظاهر منها وجلي كالشعار يبدو لكل عاقل غير ذي معنى وجدوى، لكن ليس من الصعب إدراك المرامي النهائية للحوثية...

وإذا استعنا أيضاً بالتاريخ -وهو مهم في حالة الحوثية كون مبعث الحوثية ومرجعيتها هو الماضي تماما والذي هو حاضر دائما في بلاد كاليمن على حد تعبير هارولد إنجرامس- فإن الحركة الحوثية لا تختلف إلا في المفارقة الزمنية عن كل الحركات التي عرفها تاريخ اليمن وقامت في اليمن منذ ألف عام وتسفر دائما عن قيام إمامة أحد الإئمة عندما تسنح له الظروف وتهيأ الأوضاع، ومع ذلك ما يفتأ كثير من المتعاطفين أو الكارهين للنظام الحاكم يسوغون لها ويتحدثون عن قضايا مثل استهداف المذهب الزيدي. وأقول: إن استهداف المذهب الزيدي خطأ مطلقا ولا يجوز بالمرة.

ولكن لا يزال من الصعب فهم الدعاوى التي يرددها الحوثيون ومشايعوهم، وهي أن الدولة تدعم السنة وتضطهد الزيدية.. ولست أعلم أن أي حاكم في اليمن قد عمل على نشر مذاهب سنية أو فرضها على الإطلاق...وإذا كان هناك دعم قد تم في الماضي فهو محسوب ومؤقت ومرحلي يخدم أغراض السياسة قصيرة الأجل مثل ما حصل مع المعاهد العلمية التي تأسست في عهد إبراهيم الحمدي في مواجهة المد اليساري، ومعروف أنه قد قضي على تلك المعاهد عندما قُدِرَ أن مهمتها قد انتهت..أما الزيدية فقد حكمت من قبل وكانت المذهب الذي أتى بموجبه الأئمة الحكام ويستمدون الشرعية من قواعده وأصوله وبسبب ذلك ظل يتمتع بدعم رسمي عبر القرون التي حكمت فيها الإمامة باسم المذهب وقواعده. ومن غير شك فإن وسائل وأساليب الترغيب والترهيب قد فعلت فعلها، بل إن الخصوم والمخالفين قد تعرضوا للتنكيل في عهد أئمة كالمطهر، وللتكفير في عهد المتوكل إسماعيل، أبرز الأئمة على الإطلاق بعد المؤسس الهادي. أما في عصرنا فإن دعم الشباب المؤمن التي تؤاخذ الدولة عليه اليوم من قبل خصومها ويُعَرَّضُ به الرئيس شخصياً من قبل معارضيه يأتي كمثال يؤكد أن الدولة لا تميل إلى أهل السنة، والحق أن الدولة يجب أن لا تميل إلى أحد ويجب أن تكون على مسافة متساوية من الجميع.

أما استهداف الإمامة فهو واجب وصواب وضرورة. وأول من يجب أن يتصدى له هم مجتهدو الزيدية أنفسهم، وكثيراً ما ينفي أنصار الحوثية نيتهم إعادة الإمامة، ويقول عبد الملك الحوثي -مثلما أشرنا سابقا- إن الإمامة ليست قضية المرحلة، لكنه لم يقل قط إن الإمامة لم تعد قضية العصر ولا أمل المستقبل وإنّ بوسعنا أن نكون مسلمين ممتازين وزيوداً ممتازين أيضاً بدون إمام من البطنين أو من أي بطن أو سلالة على الإطلاق.

ومثلما قال الصحفي الشاب المتميز محمد العلائي، في معرض مطالبته لعبدالملك الحوثي، بقبول شروط الحكومة الستة، أقول: قلها يا عبد الملك: "لا إمام بعد اليوم يستمد سلطته من السماء وحقه من إرث النبي وستسمع منا كلاما آخر. وسيكون لنا منك موقف آخر. أنتم يا أخ عبد الملك (كنت سأقول يا سيد عبد الملك لكن لأنك تبدو حريصاً على ذلك كما يبدو من صورتك الموزعة فسأخاطبك يا أخ عبد الملك !) تحاولون أن تكونوا غامضين، لكن صدقني إنه غموض غير كاف لخداع كثير من الناس! ولا يغرينك اليوم كثرة المغرر بهم من حولك فستتضح لهم الحقيقة أو لأكثرهم على الأقل يوماً فلا، أحد يستطيع أن يخدع كل الناس كل الوقت مثلما قال إبراهام لنكولن، ولا يغرنك كثرة الأتباع سينفضون من حولك يوما..سيتيقنون أن المسألة لا تستحق كل هذا التقديس والتعظيم لأشخاصكم التي هي في حقيقة الأمر بسيطة وعادية، وسيدرك المساكين المغرر بهم أن لا ضرورة لكل هذا العناء وكل هذا الموت من أجل دعاوى باطلة وقضايا غير عادلة ! ولا يغرنك كثرة المستعدين للموت من حولك ومعك بعد أن تم غسل أدمغتهم وتعبئتهم، غيركم قد فعل ذلك من قبل وفشل أو سيفشل في النهاية...

قد فعل ذلك أتباع أسامة بن لادن وهم مخطئون تماما.أم ترى أنهم على حق ؟ بل إنكم لستم بدعاً من الأمم والشعوب في تقديس الموت، هكذا كان يفعل غير المسلمين من نمور التاميل وثلثهم من النساء وهم هندوس من عبدة البقر، لكنهم يقاتلون حتى الموت ويصطحبون معهم كابسولات من السيانيد السامة لتناولها عند ما يقعون في الأسر كي يموتوا بحيث لا يطلع العدو على أسرار الحركة، وقد امتلكوا أسطولاً من الطيران الحربي ، لكنهم أخيرا ً ألقوا السلاح، لأن العالم كان ضدهم، مثلكم، بالضبط، ومع ذلك لم يحاولوا أن يكونوا غامضين مثلكم فقد كانت لديهم مطالب واضحة المعالم منذ البداية، قاتلوا من أجلها ثلاثين عاماً، وهي انفصال إقليم التاميل عن سيرلانكا التي يحكمها السنهاليون الذين يشكلون أغلبية في سيرلانكا. وعلى ذكر الاستبسال أيضا..

هل سمعت يا أخ عبد الملك بعقيدة الساموراي اليابانية العسكرية في الاستبسال والصمود وتقبل الموت وهم بوذيون، حيث يقوم القائد العسكري الذي هزم في المعركة بغرس السيف في صدره ببطء شديد لإثبات أنه لم ينهزم جبناً ويتم ذلك في عرض عسكري مهيب وكبير ؟... أقول هذا لأني أرى أن الحوثيين"آخذين بأنفسهم مقلب كبير"... وقد يشعرون أنهم ليسوا من طينة البشر! وأن الله قد خلقهم ليكونوا أبطالا وشهداء وقادة وزعماء وأئمة من دون الناس... وبالطبع فإن من المستحيل قبول ذلك أبداً. مستحيل بصراحة... وللحديث بقية...

* عضو مجلس النواب

...........

1. عبد الرحمن الراشد: هل تتحمل اليمن حربا طويلة، الشرق الأوسط 29/9 / 2009
2. عادل الأحمدي: الزهر والحجر نقلا عن مقابلة في صحيفة الوسط أجريت مع عزان.
3. عبدالملك الحوثي: رسالة منشورة في صحيفة الوسط 7/2 /2007
4. محمد المقالح: أيها الحوثيون من أنتم: الإشتراكي نت 10 / 02/ 2007 م..علمت أن الأستاذ الصديق المقالح قد أخذ من أمام دراه وأسجل كامل تضامني معه...
5. احمد حسين شرف الدين: اليمن عبر التاريخ [ يذكر احمد حسين شرف الدين في كتابه اليمن عبر التاريخ أن المطهر بعد أن قتل ثلاثمائة من قوات عامر بن عبد الملك بن عبد الوهاب أسر ألفين في معركة موكل في مخلاف صباح برداع وقد أمر المطهر بضرب أعناق ألف من الأسرى حتى غمرت دماؤهم حوافر بغلته التي كان راكبا عليها...وأمر بإرسال الألف الباقين إلى والده بصنعاء حاملين رؤوس أصحابهم القتلى ومنها أرسلوا إلى معتقل صعدة...]..وأورد أحمد شرف الدين ما يؤكد قسوة المطهر مع كل مناوئيه من الأشراف في صعده ومع أهل خولان حتى أنه نُسِبَ إلى والده شرف الدين التبرؤ منه !

زر الذهاب إلى الأعلى