اختتمت اللجنة التحضيرية للحوار الوطني في اليمن الأربعاء والتي شكلتها المعارضة م أعمال دورتها الاستثنائية التي بدأت صباح أمس الثلاثاء لمناقشة القضايا المدرجة في جدول أعمالها.
ووقفت اللجنة في جلسات أعمال دورتها أمام الأحداث المتسارعة والمستجدات التي شهدها اليمن في شتى الجوانب السياسية والاقتصادية ومن ضمنها المحضر الموقع مع المؤتمر الشعبي العام الحاكم في 17 يوليو الماضي حول آلية تشكيل اللجنة المشتركة للتهيئة والإعداد للحوار الوطني.
وخلال جلسة الختام استمع أعضاء اللجنة لمشروع البيان الختامي الذي جدد تأكيده على ضرورة إشاعة لغة الحوار بين أفراد المجتمع اليمني لحل جميع الأزمات التي تعصف بالوطن ونبذ العنف. داعيا الحكومة إلى تحمل مسؤولياتها تجاه مختلف القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
وكانت اللجنة قد افتتحت أعمال دورتها الاستثنائية برئاسة الشيخ حميد الأحمر أمين عام اللجنة التحضيرية الذي نقل في كلمته الافتتاحية تحيات الأستاذ محمد سالم باسندوة رئيس اللجنة التحضيرية للحوار الوطني الذي تعذر حضوره لسفره خارج الوطن، معربا عن مباركته وتمنياته للدورة في الخروج بقرارات وتوصيات هامة في ظل الظروف والأحداث المتسارعة التي شهدها الوطن.
وقال الشيخ حميد الأحمر إن انعقاد هذا اللقاء الاستثنائي يأتي تنفيذا لقرارات اللجنة التحضيرية للحوار الوطني في دورة رائد التغيير المهندس فيصل بن شملان مطلع يونيو الماضي، للوقوف أمام الأحداث المتسارعة والمستجدات التي شهدها الوطن في شتى الجوانب السياسية والاقتصادية ومن ضمنها المحضر الموقع مع المؤتمر الشعبي العام الحاكم حول آلية تشكيل اللجنة المشتركة للتهيئة والإعداد للحوار الوطني.
وفي مستهل اللقاء قدم بعض أمناء أحزاب اللقاء المشترك وقيادة اللجنة التحضيرية شرحا حول المحضر الموقع، حيث أعتبر الدكتور ياسين سعيد نعمان الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني الاتفاق الأخير مع السلطة إنجاز مهم تم بموجبه تثبيت مفهوم الحوار الوطني الشامل مع جميع الأطراف بدون استثناء عمليا بعد تثبيته نظريا في اتفاق فبراير.
وقال: إن اللبس حول الاتفاق كان ناتج عن ثلاثة أشياء، الأول اللبس حول مهمة هذه اللجنة ولذلك نوضح أن مهمتها هي الإعداد والتهيئة للحوار الوطني فقط، والثاني،الآلية التي تعامل بها إعلام السلطة مع الاتفاق حيث حاولت تصويره على انه يخدم أولوياتها مع أن الاتفاق تضمن النقاط التي كنا ناقشناها وأقريناها في المشترك واللجنة التحضيرية للحوار الوطني ورأينا أنها مناسبة كآلية لتشكيل لجنة التهيئة والإعداد للحوار.
واللبس الثالث هو اللغط حول اللجنة التحضيرية موضحا: إن اللجنة التحضيرية ورؤيتها للإنقاذ الوطني هي مرجعيتنا للحوار الوطني، وهي التي جنبت البلاد مزيدا من العنف في الفترة الماضية بترسيخها لقيم الحوار الوطني ولذلك من الواجب علينا الحفاظ عليها وتوسيعها وتطويرها بما يتماشى مع متطلبات الحوار فالطريق ما يزال أمامنا شاق، وعلينا التمسك بقيم الحوار وألا ننساق لحوار "مكلفت".
ومن جانبه قدم أمين عام الإصلاح الأستاذ عبد الوهاب الآنسي للجنة التحضيرية شرحا لتفاصيل محضر الاتفاق الموقع في 17 يوليو الماضي على آلية تشكيل لجنة التهيئة والإعداد للحوار الوطني وما سبقه من تواصل مع السلطة.
وقال الآنسي بعد عرض مفصل لخلفية الاتفاق ومراحل التواصل مع السلطة أن سؤ الفهم حول الاتفاق افهم البعض أنه اتفاق للدخول المباشر في الحوار، بينما هو اتفاق إجرائي لتشكيل لجنة التهيئة والإعداد للحوار الوطني، وما ستقوم به هو التواصل للقبول بفكرة الحوار.
إلى ذلك قدم أمين عام التنظيم الوحدوي الناصري سلطان العتواني شرحا للخطوات القادمة لتنفيذ الاتفاق وقال إن اللجنة التحضيرية للحوار الوطني وهي الممثلة للمشترك وشركائه ستسير بجدية في اتجاه تنفيذ كافة بنوده خطوة خطوة بما يحقق الوصول إلى الغاية الوطنية المستهدفة من عمل لجنة التهيئة والأعداد المشتركة خلال الفترة القادمة مع أمل الالتزام من الجانب الآخر بنفس المضامين .
من جهته أوضح النائب صخر الوجيه أن المائة شخصية جميعهم أعضاء في اللجنة التحضيرية، وحث الأعضاء على مضاعفة الجهود والقيام بواجباتهم في إطار اللجنة التحضيرية للحوار الوطني وواجباتهم في اللجنة المشتركة.
إلى ذلك تم استعراض ورقة المهام والأولويات للمرحلة القادمة والمتمثلة في مضاعفة جهود اللجنة التحضيرية في تنفيذ مهامها وبرامجها واستكمال تشكيل اللجان في المحافظات والتواصل مع بقية القوى السياسية في الداخل والخارج وبلورة مهامها الحوارية وفقا لرؤية الإنقاذ الوطني وكل ما من شأنه تعزيز الشراكة الوطنية في إطار مكوناتها مع تقديم المساندة اللازمة لممثليه في اللجنة المشتركة للتهيئة .
عقب ذلك تم الاستماع إلى المداخلات المقدمة من قبل عدد من الأعضاء والتي صبت في مجملها على اعتبار المحضر الموقع مؤخرا مكسبا وطنيا، ودعوة الحزب الحاكم إلى التعامل معه بحس وطني مترفع وحث الأعضاء الممثلين للجنة التحضيرية في اللجنة المشتركة بالإعداد الجيد وتوحيد المواقف واعتبار اللجنة المصغرة للجنة التحضيرية للحوار مرجعية حوارية بالنسبة لهم.
وأثناء الجلسة تقدم الدكتور عبد الوهاب الروحاني عضو اللجنة التحضيرية للحوار الوطني بطلب إعفائه من قائمة المائة شخصية مع استعداده للقيام بأي جهد في إطار اللجنة التحضيرية بحكم عضويته فيها،وقد تم قبول طلبه.
وفي الجانب الاقتصادي قدم الدكتور ناصر العولقي رئيس اللجنة الاقتصادية ورقة تطرق فيها للسياسات الخاطئة للسلطة والتي كانت سببا في الأزمة الاقتصادية والتدهور الحاصل في العملة والتداعيات المترتبة على ذلك في تردي الحياة المعيشية للشعب محملا السلطة مسئولية هذا التدهور الاقتصادي غير المسبوق مطالبا إياها القيام بواجباتها في إيقاف هذا التدهور.
وكانت اللجنة التحضيرية للحوار الوطني أقرت في بداية اجتماعها جدول أعمالها ووقفت أمام القضايا المدرجة فيه ،وأقرت تسمية الرئيس والنائب الممثلين لها في اللجنة المشتركة للتهيئة والإعداد للحوار حسب الاتفاق ،وتحرير رسالة إلى قيادة المؤتمر الشعبي العام بشأن الاجتماع الأول بما يؤكد أهمية حسن الإعداد له.