قال مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الديمقراطية وحقوق الانسان والعمال مايكل بوزنر اليوم ان بلاده لمست حدوث انفراجة وتطورات ايجابية في مصر على صعيد الحياة السياسية خلال الاعوام الستة الماضية.
واشار بوزنر خلال مؤتمر صحافي عقده بمقر السفارة الأميركية بالقاهرة إلى انه تم السماح لوسائل الاعلام والصحافة بممارسة دورها فضلا عن وجود الصحف والفضائيات الخاصة في مصر.
وأعرب عن اعتقاده بعدم وجود نظام مثالي بشكل عام في أي دولة موضحا أن الرئيس الاميركي باراك أوباما أكد في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة دعم الديمقراطية وحقوق الانسان في العالم، موضحا أن هناك الكثير من الجهود المتوقعة خلال الاشهر الستة أو التسعة المقبلة في هذا المجال.
كما اعرب عن ترحيبه بوجود مراقبين محليين ودوليين لمراقبة الانتخابات البرلمانية والرئاسية المزمع عقدها في مصر وترحيبه بأية تعديلات قانونية يتم اجراؤها لرفع القيود عن عمل المنظمات الأهلية وحرية الصحافة.
واكد أن الولايات المتحدة لا تتدخل في هذا المجال ولكنها تبدي اهتماما باجراء انتخابات حرة ونزيهة وعادلة فضلا عن ضمان حقوق الاشتراك في الانتخابات والسماح بعملية مفتوحة لتسجيل أسماء الناخبين والمرشحين في الانتخابات بمصر.
وقال بوزنر انه أجرى مباحثات مثمرة وبناءة خلال زيارته الحالية لمصر مع ممثلي الحكومة المصرية خاصة في وزارتي الداخلية والخارجية بالاضافة إلى المنظمات الأهلية ونشطاء حقوق الانسان ورجال الدين.
واشار إلى ان هذه الزيارة هي الثانية له خلال العام الجاري ولن تكون الأخيرة وذلك في اطار مناقشة عدد من الموضوعات الاستراتيجية في المجالات السياسية والاقتصادية وحقوق الانسان والتي تعد جزءا من عملية السلام وفقا لالتزام الادارة الأميركية بتطبيق معايير حقوق الانسان والحوار والشراكة بين البلدين.
وأضاف أن الأمر متروك للمصريين لبناء ديمقراطيتهم مؤكدا دعم بلاده لجهود بناء نظام يتعلق بالديمقراطية وحقوق الانسان لافتا إلى أن وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون أكدت مؤخرا أن دعم الديمقراطية وحرية الصحافة والاعلام يعد أمرا مهما لمجتمع حيوي ديناميكي يعبر عن نفسه ويتضمن أيضا قضايا تمكين المرأة واعلاء سيادة القانون.
واعرب بوزنر عن شكره للحكومة المصرية للمتابعة القانونية للجرائم التي ترتكب ضد المسيحيين وتجريم هذه الممارسات مشيرا إلى أنه التقى خلال زيارته لمصر بعدد من المسلمين والمسيحيين لمناقشة التوتر الديني ونشر التناغم والتسامح الديني وحرية الاعتقاد لأي شخص.
وأشار إلى أن كل مجتمع من المجتمعات مثل الولايات المتحدة يواجه تحديات التفرقة الدينية وبعض المشاكل الخاصة بالعرقيات مؤكدا أن على كل حكومة أن تلتزم ببذل الجهود للحد من التوتر الديني وخلق مناخ تستطيع فيه قيادة عملية التسامح الديني والتعايش السلمي.
وأكد أن بلاده ستستمر في تعزيز الجمعيات الأهلية ومنظمات المجتمع المدني المعنية بالديمقراطية معربا عن استعداد بلاده للاشتراك في أنشطتها التي تقوم بها في مصر.
واضاف أن ادارة أوباما ملتزمة بالتعاون مع الدول الرئيسية ومنظمات الأمم المتحدة المعنية بحقوق الانسان مشيرا إلى أن الرئيس الاميركي أكد التزامه باغلاق معتقل غوانتانامو ووقف السياسات القمعية التي تستهدف المعتقلين.
وأوضح أن اغلاق المعتقل يتطلب موافقة الكونغرس الأميركي وتوفير الأموال اللازمة لذلك وتعاون الحكومات لترحيل وتسليم السجناء إلى بلادهم مضيفا "لقد طلبنا دعم الدول الأوروبية لغلق هذا السجن "مؤكدا أن هذا الموضوع محل اهتمام كبير من الادارة الأميركية.
وأشار بوزنر إلى أنه تم عقد 18 اجتماعا مع المنظمات الأهلية في الولايات المتحدة لمناقشة قضايا التوتر الديني ضد المسلمين ومجتمعات المهاجرين والتوتر العنصري خاصة للأميركيين من أصل أفريقي في نيويورك.
واوضح أن الادارة الأميركية تعمل على تحسين اجراءات الاعتقال في باكستان والحد من المبالغة في استخدام العنف مشيرا إلى ان هذه الأمور ليست سهلة ونحاول التعامل معها.
وحول أوضاع حقوق الانسان في الشرق الأوسط خاصة في الضفة الغربية وقطاع غزة قال بوزنر ان الولايات المتحدة تشجع منظمات حقوق الانسان على مراقبة وضع السجناء في غزة والضفة الغربية والعمل على الحد من القيود المفروضة عليها.