أرشيف محلي

اليمن يعتقل فتاة يتشبه بعلاقتها بإرسال الطرود إلى أمريكا

أعلنت السلطات اليمنية إن أجهزتها الأمنية اعتقلت فتاة يشتبه في إرسالها طردين إلى مركزين يهوديين بالولايات المتحدة، أكدت كل من واشنطن ولندن أنهما يحتويان على مواد متفجرة ويحملان بصمات تنظيم القاعدة. وقد عُثر على أحد الطردين في بريطانيا، والآخر في دبي.

وقال مصدر في منظمة هود الحقوقية لنشوان نيوز أن الفتاة التي اعتقلها الأمن سحر السماوي طالبة في كلية الهندسة سنة خامسة في قسم الحاسوب وأن والدها مهندسا في المؤسسة العامة للمياه وتعاني والدتها التي اعتقلت معها من أمراض مزمنة بحسب مصادر في العائلة، كما أكدت المصادر عدم وجود أي اهتمامات دينية خارج المألوف للفتاة المعتقلة.

وقال مصدر مسئول بمنظمة هود أن اتهام الفتاة بإرسال طرود ملغومة وتسجيل اسمها ورقم هاتفها وصورة بطاقتها الشخصية على الطرد الملغوم هو تسطيح غبي لتفاصيل الحرب العالمية على الإرهاب واستخفاف بقدرة الجمهور على التحليل والوصول إلى المعلومة..

المحامي عبد الرحمن برمان مسئول البلاغات والشكاوى بمنظمة هود قال أن الحرب على الإرهاب يجب أن لا تكون غطاء لانتهاك القانون مشددا على أهمية أن تقوم السلطات بتنفيذ القانون بحق المعتقلة وعدم التحقيق معها إلا بوجود محامي وتبليغ أهلها بمكان اعتقالها وتبليغها أيضا بالتهمة المنسوبة إليها وعرضها على النيابة خلال أربع وعشرين ساعة من لحظة إلقاء القبض عليها ...

وحذر برمان من استمرار استخدام الحرب على القاعدة كطريقة سهلة لتنصل الدول عن التزاماتها الطبيعية تجاه حقوق الإنسان والقانون الدولي مضيفا أن الضجة الإعلامية المفتعلة المصاحبة لقضية الطرود قد تكون موجهة بهدف التأثير على أمان وسرية الاتصالات وتفتيش الرسائل الخاصة ما يعد انتهاكا للخصوصية مبديا استغرابه من ترويج خبر يقول أن الطرود استطاع خداع أجهزة الفحص الدقيقة في المطارات بينما كشفتها المخابرات الأمريكية وهي لا تزال في دبي ولندن .

وكان مسؤول أمني قال أن قوات الأمن استطاعت اعتقال المرأة بعدما تتبعتها من خلال رقم هاتف تركته لدى شركة شحن. وذكرت مصادر أنها كانت تعيش في منطقة مذبح وسط العاصمة..

جاء ذلك بعدما أعلن الرئيس علي عبد الله صالح في وقت سابق أن قوات الأمن تحاصر منزل امرأة على صلة بقضية الطرود، مؤكدا وجود تنسيق بين بلاده وكل من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والسعودية، وهو ما ساهم في إحباط تلك العملية.

ورفض صالح في مؤتمر صحفي أي تدخل خارجي لمساعدة اليمن في حربه على تنظيم القاعدة، وقال إن "اليمن عازم على الاستمرار في مكافحة الإرهاب والقاعدة بالتعاون مع شركائه، لكننا لا نريد أن يتدخل أحد في الشؤون اليمنية عن طريق ملاحقة القاعدة".

وكان جون برينان مستشار الرئيس الأميركي باراك أوباما لمكافحة الإرهاب قد أبلغ الرئيس اليمني بأن الولايات المتحدة "تقف على أهبة الاستعداد" لمساعدة حكومته في مكافحة عناصر تنظيم القاعدة.

وأضاف صالح أن اليمن سيكون شاكرا للحصول على مزيد من التعاون مع حكومات الولايات المتحدة وبريطانيا والسعودية في مسائل الاستخبارات، وأشار إلى الافتقار للتنسيق مع الأجهزة الأمنية لهذه الدول.

كما أعلنت السلطات اليمنية أنها صادرت 26 طردا من شركتي "يو.بي.أس" و"فيدكس" الأميركيتين للشحن، وأمرت بإغلاق مكتبيهما في صنعاء بقرار من النيابة العامة.

وذكرت وزارة الداخلية اليمنية أن السلطات الأمنية تحقق حاليا مع عدد من موظفي الشركتين بعد مصادرة هذه الطرود.

وإثر الإعلان عن اكتشاف الطردين شددت السلطات الأمنية اليمنية من إجراءاتها في الموانئ والمطارات والمقار الحكومية والسفارات الغربية وخاصة سفارتي بريطانيا والولايات المتحدة.

زر الذهاب إلى الأعلى