في حين خرجت مظاهرات شعبية في العديد من الدول العربية تأييداً لاشقائهم المصريين في ثورتهم ضد نظام الرئيس محمد حسني مبارك ، خرج العديد من الزعماء العرب للتضامن مع الرئيس المصري الذي يواجه ثورة شعبية عارمة
وجاء أول موقف من ملك السعودية عبد الله بن عبد العزيز الذي أجرى اتصالا هاتفيا اليوم السبت مع الرئيس المصري أعرب فيه عن مساندته له وانتقد الاحتجاجات الشعبية المستمرة منذ الثلاثاء الماضي.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن الملك عبد الله قوله "إن مصر العروبة والإسلام لا يتحمل الإنسان العربي والمسلم أن يعبث بأمنها واستقرارها بعض المندسين باسم حرية التعبير بين جماهير مصر الشقيقة واستغلالهم لنفث أحقادهم تخريباً وترويعاً وحرقاً ونهباً ومحاولة إشعال الفتنة الخبيثة".
وأضافت الوكالة نقلا عن الملك السعودي الذي يقضي فترة نقاهة في المغرب "المملكة العربية السعودية شعبا وحكومة إذ تشجب ذلك وتدينه بقوة فإنها في نفس الوقت تقف بكل إمكاناتها مع حكومة مصر وشعبها الشقيق".
وذكرت أن مبارك طمأن الملك السعودي بأن "الأوضاع مستقرة في مصر".
كما تلقى مبارك اليوم أيضا مكالمة هاتفية من العقيد الليبي معمر القذافي، أعرب له فيها عن ثقته في "استقرار المجتمع المصرى وحفاظه على ما حققه من مكتسبات".
وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية أن القذافي أعرب خلال الاتصال "عن تمنياته باستكمال مصر مسيرتها نحو المزيد من الخير والتقدم لأبناء شعبها ومواصلة دورها الرئيسي في الدفاع عن قضايا أمتها".
ويذكر أن موقف القذافي الداعم للرئيس التونسي المطاح به زين العابدين بن علي قد أغضب التونسيين.
ومن جهة أخرى تلقى مبارك اتصالا اليوم أيضا من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أكد خلاله "تضامن الشعب الفلسطينى مع مصر قيادة وشعبا في الظرف الراهن بما يطرحه من تحديات".
كما أكد عباس ثقته في اجتياز مصر لهذه الظروف الدقيقة واستعادتها للهدوء والاستقرار.
تضامن شعبي
وفي بعض الدول العربية خرجت الشعوب سواء من الجالية المصرية أو من أبناء البلد في مظاهرات تضامنية مع الشعب المصري، مثلما حدث في اليمن إذ تظاهر العشرات من الناشطين والصحفيين والطلاب في العاصمة صنعاء وحاولوا الوصول إلى مبنى السفارة المصرية, لكن الانتشار الكثيف لقوات الأمن حال دون ذلك.
وردد المتظاهرون شعارات مؤيدة لمطالب المتظاهرين المصريين ومطالبة بتغيير النظام في اليمن.
وقد التحق بالمظاهرة في نهايتها أشخاص كانوا يرددون هتافات التأييد للرئيس اليمني علي عبد الله صالح وانهالوا ضربا على المتظاهرين الذين كانوا يهتفون برحيل الرئيس صالح.
وفي الدوحة تظاهر عشرات المصريين قرب السفارة المصرية حيث رفعوا شعارات مؤيدة للمتظاهرين في المدن والمحافظات المصرية وأطلقوا هتافات تنادي بالتغيير والديمقراطية وإسقاط النظام.
ودعوا الرئيس المصري للتنحي عن منصبه، كما أدى المتظاهرون صلاة الغائب على أرواح القتلى الذين سقطوا في المظاهرات.
وفي العاصمة الأردنية عمان تجمع العشرات قرب السفارة المصرية للتعبير عن تضامنهم مع الشعب المصري ضد ما سموه الدكتاتور مبارك.
ومن ناحية أخرى عززت قوات الأمن البحرينية من وجودها أمام السفارة المصرية جنوبي العاصمة المنامة تحسبا لأي تجمع من قبل الجالية المصرية في البحرين أو من ناشطين بحرينيين للتضامن مع الاحتجاجات الشعبية التي تشهدها مصر.
كما تظاهر موريتانيون وساروا نحو السفارة المصرية في نواكشوط تضامنا مع المصريين.
واعتصم مئات التونسيين بعد ظهر اليوم السبت أمام مقر السفارة المصرية بوسط تونس العاصمة تضامنا مع الاحتجاجات الشعبية التي تشهدها مصر.
وتجمع مثقفون وشخصيات سياسية مستقلة وعدد من الطلبة من أطياف مختلفة، بالإضافة إلى عدد من المصريين المقيمين بتونس أمام مبنى السفارة المصرية، ورددوا النشيدين الوطنيين التونسي والمصري، كما رددوا هتافات منها "ارحل ارحل يا مبارك"، و"يا مبارك بن علي في انتظارك".
ولم تتدخل قوات الأمن التونسي المنتشرة بكثافة في محيط السفارة المصرية لتفريق المعتصمين، علما أن السفارة المصرية لا تعمل في العادة يوم السبت.