قال الدكتور الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني المعارض الدكتور ياسين سعيد نعمان ، ان مشاكل اليمن تتمثل في عدم قدرة اليمنيين على ايجاد دولة الشراكة الوطنية ،
جاء ذلك في حوار اجرته مع صحيفة "الخليج الاماراتية "وعن تجدد نسخة الانتفاضة التونسية في اليمن ، قال ياسين " ليست نسخة فوتوغرافية واحدة، لكن اليمن، وإن اتفقت همومه من حيث الحريات والفقر والفساد وتسلط بعض النخب، نظام سياسي مغلق على مصالح معينة، اليمن له مشكلاته الأخرى المرتبطة بالطابع الوطني للمشكلات"
وعن استخدام الشارع اليمني اكد نعمان ان الشارع في اليمن ليس بيد المعارضه و الحزب الحاكم ،وان وجدت قوة حية في الشارع .
واكد الدكتور ياسين نعمان " ان من يتحدث عن الشارع يجب ان يكون لديه برنامج سياسي وهدف يطرح للشارع لكي يتحرك .
وعن رؤية المشترك قال ياسين "رؤيتنا تكمن في ضرورة الاتجاه نحو إنتاج دولة الشراكة الوطنية، هذا هو المخرج لليمن من كل أزماته، نحن لا نتكلم هنا عن أفراد، بل عن بنية نظام فقد القدرة على أن ينتج أي حل لأي مشكلات سياسية واقتصادية واجتماعية وأصبح بدلاً أن ينتج حلولاً للمشكلات التي تواجه البلاد، يسهم في تعميق هذه المشكلات، هذا هو خطابنا للشارع "
ويعيد "نشوان نيوز " نشر الحوار الذي اجرته صحيفة "الخليج "الاماراتية مع الدكتور ياسين سعيد نعمان الامين العام للحزب الاشتراكي اليمني
هناك تغيرات كبيرة تشهدها الساحة العربية، فهل من انعكاسات لهذه التغيرات على الأوضاع في اليمن؟
الوضع السياسي، سواء في اليمن أو في كثير من البلدان العربية، يتحول بشكل عام من حالة السكون الذي كان عليه إلى حالة الحركة، وهو تعبير عن هموم الناس، لأن الهموم في البلدان العربية قد تكون واحدة، عندما تتحرك الجماهير في تونس من أجل الحرية والخبز فهي بدرجة رئيسية تعبر بشكل أو بآخر عن الهموم العربية بشكل عام، معادلة الحرية والخبز هي المعادلة الرئيسية في الوطن العربي، وهي مرتبطة بالحاضر والمستقبل، وأعتقد أنه لابد من أن يكون هناك تأثير وتأثير متبادل، لكن الوضع سيختلف عندما يتعلق الأمر بالقوة الحاملة للموقف السياسي، سواءً كانت القوى السياسية أو الشعوب .
هل يمكن أن نتحدث عن نسخة تونسية في اليمن؟
ليست نسخة فوتوغرافية واحدة، لكن اليمن، وإن اتفقت همومه من حيث الحريات والفقر والفساد وتسلط بعض النخب، نظام سياسي مغلق على مصالح معينة، اليمن له مشكلاته الأخرى المرتبطة بالطابع الوطني للمشكلات التي تتعلق بوحدة البلاد وأخرى تتعلق بإنتاج الدولة الوطنية، المشكلة الرئيسة في اليمن تكمن في الإخفاق في إنتاج دولة الشراكة الوطنية بين كافة أبناء اليمن، وهي أكثر تعقيداً وأكثر خطورة من أية مشكلة أخرى، عندما تخفق نظم الحكم والنخب في إنتاج دولة الشراكة السياسية والاقتصادية وعلى كافة الأصعدة يبقى الوطن أمام المجهول .
الشارع ليس بيد أحد
من يملك الكلمة الأولى لقيادة الشارع، هل المعارضة أم السلطة؟
في الشارع هناك قوى حية من مختلف الفئات سواء كانت اجتماعية أو سياسية أو غيرها، وورقة الشارع في اليمن ورقة معقدة وليست سهلة، الشارع في اليمن وإن بدا أنه يأخذ الحالة السياسية وينتقل من حالة التركيبة الاجتماعية المتناقضة إلى حالة سياسية تكاد تكون ناضجة لكنه ليس بيد أحد، لا بيد المعارضة ولا بيد السلطة ولا بيد أية قوة أخرى، الجميع موجودون في الشارع، المهم هو نحو ماذا يتحرك الشارع؟ هذا هو السؤال .
عندما يتحدث أي طرف عن الشارع لا بد أن يكون لديه برنامج وهدف محدد يطرحه للشارع لكي يتحرك ويستطيع أن يكون حاضراً فيه، نحن في اللقاء المشترك وشركائه نطرح قضية التغيير والإصلاح، التغيير الذي يفهم منه أن النظام القائم لم يعد قادراً على إنتاج أي حل لمشكلات البلاد، رؤيتنا تكمن في ضرورة الاتجاه نحو إنتاج دولة الشراكة الوطنية، هذا هو المخرج لليمن من كل أزماته، نحن لا نتكلم هنا عن أفراد، بل عن بنية نظام فقد القدرة على أن ينتج أي حل لأي مشكلات سياسية واقتصادية واجتماعية وأصبح بدلاً أن ينتج حلولاً للمشكلات التي تواجه البلاد، يسهم في تعميق هذه المشكلات، هذا هو خطابنا للشارع .
في رأيي أن مهمة التغيير اليوم بهذا المفهوم الذي نتكلم عنه هو لمصلحة الشعب وعلى النظام الذي رفض التوافق من أجل الوصول إلى مثل هذا التغيير أن يتحمل مسؤولية ما يحدث في المستقبل، لكن إلى أي مدى الشارع مهيأ لأن يسير في هذا الطريق، فهذا موضوع تتحكم فيه عوامل عديدة .
الحوار والانتخابات
لماذا وصل الحوار بينكم والحزب الحاكم إلى طريق مسدود؟
الحزب الحاكم ناور بالحوار، كان هدفه الرئيسي منذ البداية أن تحين الفرصة للخروج من المآزق السياسية والاقتصادية التي أوصلت سياساته البلاد إليها بمجاراة الآخرين في قضية الحوار، وعندما يجد الظرف المناسب انقلب على كل شيء، أثبت أنه غير جاد في قضية الحوار تماماً، كنا توصلنا في مراحل مختلفة إلى أشياء محددة وتم التوقيع عليها وآخرها اتفاق اللجنة الرباعية، وكان بمثابة نقاط لبرامج أو خارطة طريق التي نستطيع على ضوئها أن نحدث عملية التغيير المطلوبة للبلد بشكل توافقي، لكنه انقلب عليها لأنه اعتقد أنه قادر على أن يسير في الانتخابات منفرداً .
نحن اليوم أمام مهمة في غاية الخطورة، والحديث عن العودة للحوار بالشكل القديم لم يعد ممكناً، قواعد اللعبة تغيرت اليوم، وإذا لم يتجه الجميع نحو التأكيد على عملية التغيير فلا قيمة للحوار، فهذا النظام لم يعد صالحاً لا من قريب ولا من بعيد لحمل هذا البلد نحو المستقبل، لابد أن يتم التركيز في الحوار على هذه النقطة وليبدأ الناس بشكل عام في تحليل طبيعة الأزمة ولابد أن يكون الشارع السياسي حاضراً وأن يخرج الحوار من طابعه النخبوي إلى القوى السياسية والفئات المختلفة وأن نجد آلية لهذا الموضوع، وأن يكون الشركاء الدوليون أيضا حاضرين في هذه العملية .
ينظر الحزب الحاكم إلى مطالب المعارضة بالتغيير على أنها رغبة في تقاسم السلطة؟
لو كان هذا هو هدفنا لكنا قبلنا تشكيل حكومة وحدة وطنية التي عرضت علينا، هذا تسطيح للمشكلة، نحن رفضنا تشكيل حكومة وحدة وطنية بالشكل الذي عرضوه علينا وما زلنا نرفضه وسنرفضه، نحن لا نبحث عن تقاسم سلطة، لأننا نعرف ماذا تعني السلطة في بلد مثل اليمن، إذا لم تكن السلطة بمعناها الحقيقي أداة تغيير لهذا الوضع فلا معنى لها، ولا يستطيع أحد ولا يقبل احد أن يلوث نفسه بالمشاركة في مثل هذه السلطة إذا لم يكن الهدف هو التغيير .
هل وصل الجميع إلى قناعة بأن الانتخابات غير مجدية في مثل هذا الوقت؟
نحن نرى أن هذه انتخابات عبارة عن طبخة ولعبة يديرها بعض أجنحة التطرف داخل المؤتمر الشعبي العام، المصرة على أن تنتج نظاماً مغلقاً للمصالح غير المشروعة، وهي تهرب إلى إجراء انتخابات شكلية ليس لها أي معنى، الانتخابات إذا لم تحمل البلد نحو الخروج من أزماته فلا معنى لها، لذلك يبدو لي أن الخط الذي يسير عليه المؤتمر الشعبي العام أو القوى المتطرفة فيه ذات مستويين وهذا ما ثبتته الأيام، المستوى الأول إجراء انتخابات شكلية أشبه بمسرحية هزلية، والمستوى الثاني هو السير في إقرار تعديلات دستورية تفصل على مقاس الحاكم، هذا الموضوع في اعتقادي لا يهم الناس، فماذا يعني للناس أن تكون هناك انتخابات برلمانية لا تلبي حاجتهم للتغيير؟ ما الذي يعني أن تكون هناك رئاسة مؤبدة؟
في رأينا لا بد أن نجعل من هذه الانتخابات وسيلة لانتقال البلد إلى مصاف جديدة من الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية وهذا ما طرحناه، أي إصلاح سياسي واقتصادي وإصلاح انتخابي يمكننا في الأخير من أن ننتقل إلى انتخابات تكون فيها الإرادة الشعبية حاضرة، لكن الانتخابات التي يريدها النظام تتمثل في إعادة إنتاج نفسه بطريقة رديئة .
ما الذي تريدونه بالضبط اليوم، في ما يتعلق بموضوع الانتخابات، هل هو التأجيل أم شيء آخر؟
نحن لا نريد التأجيل، كانت فكرتنا في 23 فبراير 2009 وفقاً لما تم الاتفاق عليه أن نتجه نحو إصلاحات للنظام السياسي، وإصلاحات للنظام السياسي مرافقة لإصلاحات النظام الانتخابي، وهذه الإصلاحات يشارك في الحوار حولها كافة القوى السياسية من دون استثناء من في الداخل ومن في الخارج والحراك في الجنوب والحوثيين، ولو تحقق ذلك لكنا خرجنا بصيغة التوافق الوطني التي من شأنها أن تنقل البلد إلى مصاف جديدة، لكن النظام والمؤتمر الشعبي ناوروا بالوقت واستهلكاه وأعادنا إلى المربع القديم بالحديث عن إجراء انتخابات بنفس الشروط القديمة، وقد قررنا ألا نشارك فيها، إذا أرادوا أن يؤجلوا فليؤجلوا لوحدهم، وإذا أرادوا أن يسيروا لوحدهم فليسيروا، أما نحن فإننا متمسكون بما اتفقنا عليه في اتفاقية فبراير 2009 ومحضر يوليو 2010 .
ما الذي يقلقكم في قضية التعديلات الدستورية، ما هي ملاحظاتكم عليها بدرجة رئيسية؟
نحن نهتم بالتعديلات الدستورية التي تهم البلد، لكن التعديلات المطروحة لا تهم البلد بقدر ما تهم النظام، الذي يعنينا عندما يقدم النظام على تعديلات تخصه هو أن نقاومها ونرفضها، نحن نريد تعديلات تنتشل البلد من الأوضاع التي تعيشها، إجراء إصلاح سياسي يتعلق ببناء الدولة وبالشراكة الوطنية وبمشكلة الجنوب وغيرها، هذه هي المشكلات الرئيسية التي من المفترض أن نقف أمامها، لكن ما هي هذه التعديلات التي قدمت؟ هي فترة رئاسة وغرفة ثانية ليس لها أي معنى، وهذا اختزال للإصلاح السياسي الذي وقعنا بشأنه الاتفاق في 23 فبراير .
لماذا التركيز على تعديل المادة (112) من الدستور والمتعلقة بفترة الرئاسة، هناك من يقول إن هناك محاولة لتأبيد الرئاسة؟
من الواضح أن الصيغة التي يتحدثون عنها أنها كذلك، أعتقد أن هناك قوى استطاعت أن تقتحم مسار الحوار السياسي في لحظات معينة وشوهت كل شيء، عندما تحدثت عن قلع عداد الرئاسة، للأسف مهما كانت المصالح مغلقة وضيقة إلا أنه لا يمكن أن تصل إلى هذا المستوى من الجهالة أو من السخرية بالناس .
نحن نعتقد أن هؤلاء أرادوا أن يجرونا إلى معركة جانبية، معركة خارج السياق الذي كنا نتحرك فيه، وهي ليست معركتنا ولن تكون معركتنا بهذا الشكل، معركتنا مع إصلاحات جذرية وتغيير حقيقي، وإن كنا قد تعرضنا لهذا الموضوع بهذا الشكل أو ذاك، لكن أؤكد أن معركتنا في اتجاه آخر، تتمثل في إخراج هذا البلد من مأزق التفكك الذي وضعته فيه سياسات هذا النظام، معركتنا إنتاج نظام سياسي واجتماعي جديد يستطيع أن يحمل اليمن نحو المستقبل ونحو إنتاج دولة شراكة وطنية حقيقية تحمل كل أجزاء اليمن نحو المستقبل، دولة يتمثل فيها الجنوب كما يتمثل فيها الشمال في تحقيق هذا الانتقال نحو المستقبل .
كيف تقيمون الموقف الأمريكي، وإلى أي طرف يصطف؟
بكل تأكيد لن تكون أمريكا إلا مع مصالحها، يبدو لي أنه حصل انتقال في موقف الأمريكيين خلال الفترة الماضية من اتجاه دعم الأنظمة المستبدة في ظل الصراع والاستقطاب الدولي إلى الاتجاه الذي يدعم الحياة الديمقراطية في هذه البلدان، وربما اكتشفت بعض الدوائر في الولايات المتحدة الأمريكية وفي الاتحاد الأوروبي أن دعم الديمقراطية أفضل بكثير من دعم الأنظمة المستبدة، وأنها ليست بحاجة إلى دعم الأنظمة المستبدة، لأنه لا يوجد صراع دولي أو استقطابات دولية كما كانت في السابق .
نشعر أنه من الممكن إذا تطور النشاط السياسي والديمقراطي وتحمل الناس مسؤوليتهم في هذه البلدان ربما أن قوى الضغط الديمقراطي والسياسي وحقوق الإنسان في هذه البلدان على حكوماتها دعم هذه التوجهات الديمقراطية، لكن إذا كانت الشعوب نائمة وقواها السياسية نائمة ومتقبلة للاستبداد فلن تكون بديلاً لها .
كيف تقيمون ما يدور في الشارع الجنوبي اليوم، في ظل المطالبة بالانفصال عن دولة الوحدة؟
في ظل غياب مشروع سياسي حقيقي لحل مشكلة الجنوب، ماذا تتوقع من الناس أن يقولوا؟ فهم لا يرون أمامهم سوى العنف والسلاح والقوة والاتهام بالانفصالية وترديد مصطلح “هزمناهم” و”دمرناهم”، الناس يريدون مشروعاً سياسياً حقيقياً، في هذه الحالة لا بد أن تعرف ما الذي يريده الناس في حالة طرح مشروع سياسي على أن يتحول هذا المشروع إلى حركة جدل واسعة بين الناس، أما اليوم لا استطيع أن ألوم الناس، هم يلومون الناس لأنهم يرفعون علم دولة الجنوب ولم يسألوا أنفسهم لماذا لجأ الناس إلى رفع هذا العلم؟ الناس في الجنوب تمسكوا بدولتهم لأنهم هم تمسكوا بدولة الجمهورية العربية اليمنية بكل شخوصها وبكل أدواتها وبكل نظمها، هذا الموقف المتناقض المتمثل في التمسك بنظام دولتك السابقة وتتكلم عن وحدة، هو الذي دفع الجنوبيين بشكل أو بآخر وبحس عاطفي لأن يرفعوا علم دولتهم التي كانت تحكمهم في الجنوب، علينا أن نبحث في المشكلة، فأي منطق هذا الذي يخون طرفاً رفع علم دولته السابقة ولا يخون المتمسك بدولة الجمهورية العربية اليمنية، إذا لم تستطع أن تبني دولة الوحدة الحقيقية التي يشعر الناس جميعاً أنهم متواجدون فيها فلا معنى لها .
هذه رؤيتنا للفيدرالية
لكم رؤيا فيما يتعلق بشكل دولة اليمن الموحد، هناك حديث عن فيدرالية في ظل حكومة مركزية، كيف تشرحون ذلك؟
في وثائقنا هناك ثلاثة خيارات للحوار، وهي خيار الفيدرالية، وحكم محلي كامل الصلاحيات، والأخذ بوثيقة العهد والاتفاق، وكلها تصب في اتجاه واحد تقريباً، في الحزب الاشتراكي تحاورنا كثيراً في هذا الموضوع، ونميل نحو الفيدرالية ورؤيتنا تقوم على أن التشطير كمرحلة تاريخية فشل، سواء إن كان في إطار السلطنات وبعد ذلك في إطار دولتي الشطرين ثم الوحدة الاندماجية بالصيغة التي تمت، إذاً على اليمنيين أن يبحثوا عن تسوية تاريخية جديدة .
اليوم نحتاج أولاً لأن نقف على أقدامنا في بحث هذا الموقف وأن نعترف بأن هناك مشكلة، لابد أن نعترف بأن الوحدة الاندماجية لم تعد قادرة على أن تحررنا من مشكلة الدولة البسيطة، الدولة البسيطة بالشكل القائم اليوم ستظل خاضعة لمركزية جامدة ذات موروث تاريخي، ومن الصعب أن تحرر أجزاء اليمن الأخرى، إذاً لابد من الانتقال من الدولة البسيطة إلى الدولة المركبة، ومن دون هذا لا أعتقد أن الحديث عن حل المشكلة اليمنية سيكون مجدياً، ومن هنا طرحنا هذه المسألة للحوار ولا نزال نطرحها باعتبارها مخرجاً للأزمة القائمة .
البعض يعتبر الفيدرالية هي أول خطوة للانفصال، وهذا خطأ، للأسف حتى المنظرين لهذا النظام من السياسيين والقانونيين منهم لا يفقهون شيئاً فيما يخص مفهوم الدولة الاتحادية أو الفيدرالية، الفيدرالية ليست خطوة نحو الدولة الاندماجية، كما أنها ليست خطوة نحو الانفصال، على العكس هناك اليوم دول كانت بسيطة مندمجة وأعيد تركيب نظامها السياسي على قاعدة اللامركزية، هذا نوع من التضليل للأسف، الفيدرالية نظام سياسي واجتماعي ودستوري وقانوني أفضل من أي نظام اندماجي مركزي آخر .
فكرة الفيدرالية المقترحة، هل تقوم على إقليمين أو أكثر؟
ما يهمنا بدرجة رئيسية أن يكون الجنوب والشمال حاضرين في هذه الدولة، هذه هي رؤية الحزب الاشتراكي، وبعد ذلك ما الذي سوف يحصل إقليمين، ثلاثة أو أربعة أمر مطروح للناس ليتناقشوا حوله ويؤطروه دستورياً .
الاشتراكي والجنوب
رداً على سؤال حول ما إذا كان عقل الحزب الاشتراكي مع الوحدة وقلبه مع الانفصال قال:
هذا التعبير يحتاج لكثير من التدقيق، فالعقل والقلب يعملان معاً ويخطئ من يفرق بين وظيفة العقل ووظيفة القلب، البعض يقول إن العقل هو العلم والقلب هو العاطفة، وهذا ليس صحيحاً، لذلك تقدم الحزب الاشتراكي بمبادرات كثيرة لحل الأزمة في الجنوب، لكن للأسف فإن عنجهية وتعالي النظام رفضت كل ما قدمه الحزب من مبادرات في مرحلة معينة، حتى أجبرت الناس على أن يتحركوا ليعبروا عن رأيهم وعن مطالبهم، وكان لابد من التفاعل مع هذه القضايا من قبل النظام، إلا أن النظام تع إلى عليها كما تع إلى على المبادرات السابقة .
في كل قضية، سواء صغيرة أو كبيرة يتم حشر الحزب الاشتراكي فيها، يأتي رئيس الوزراء يخطب فيستحضر الحزب الاشتراكي، يطلع الرئيس يخطب فيستحضر الحزب الاشتراكي، تماماً مثل الذين يستحضرون الأرواح، لابد لهم أن يفهموا أن مشكلتهم ليست مع الحزب الاشتراكي، بل مع الناس، وهذا نوع من خلط الأوراق، وخلط الأوراق لا يعني أكثر من تعال على المشكلة، ونصيحة مني أن يجربوا مرة واحدة البحث عن المشكلة بعيداً عن اتهام الحزب الاشتراكي والآخرين، لو عملوا ذلك فسوف يعثرون على حقيقة المشكلة .
مبادرات داخلية وخارجية
عما إذا كان الاشتراكي يتكئ على المبادرات الداخلية والخارجية خاصة تلك المقدمة من أحد قيادات حزب المؤتمر، وهو الشيخ محمد أبو لحوم قال: أية مبادرة تقدم لنا إذا لم تعدنا إلى المجرى الذي توقفنا عنده فليس لها أي معنى، مبادرة الأخ محمد أبو لحوم ميزتها أنها أرادت أن تعيد الجميع إلى المجرى الذي توقفنا عنده، لكن الحاكم لا يريد ذلك وكل ما قام به من خطوات انفرادية لا تعني سواه، في هذه الحالة ما معنى أن نتفق ويتم الانقلاب على الاتفاق، وبعد ذلك يقول تعالوا لننجز الأمور بناء على رؤاه هو وحده وهذا لا يعقل، فأية مبادرة تأخذ الجميع إلى إعادة بناء الموقف السياسي اليوم بالشكل الذي يرضي الجماهير ولا يتحايل عليها أو لا يفرخ مضمونها وتضحياته نحن معها .
نحن نرى الشارع كيف يتحرك بعيون مختلفة عن عيون النظام، لكن كيف يراه هو، هذا شأنه، نحن نرى الجنوب كيف يتحرك ونتفهم قضيته، ونرى الناس كيف يتحركون في مختلف مناطق الشمال ونتفهم مطالبهم، وكذلك الحال في تهامة وصعدة وصنعاء وذمار وتعز وفي غيرها من مناطق اليمن، إذا لم تكن المعارضة حاملة لهَم الناس يبقى عليها أن تذهب لتخيم في دار الرئاسة عوضاً عن قيادة الناس.