قال أحمد الصوفي، مستشار الرئيس اليمني علي عبدالله صالح، إن أطباء الرئيس الذي يخضع للعلاج في السعودية جراء جراح أصيب بها خلال انفجار بمسجد دار الرئاسة قبل أسابيع، نصحوه ب"البقاء في المملكة لوقت أطول" رغم التحسن الذي يظهر على صحته.
وقال الصوفي: "صحة الرئيس صالح تتحسن، وهذا أمر مهم للغاية بالنسبة لنا، ونأمل أن يتمكن من العودة في خلال أيام."
وتأتي هذه التوضيحات من الصوفي بعد شائعات سرت في صنعاء عن احتمال عودة صالح إلى البلاد الجمعة، بعد أسابيع من حبس الأنفاس حول المستقبل السياسي للبلاد.
وشهدت معظم المدن اليمنية اعتصامات كبيرة للمعارضة بعد صلاة الجمعة، كان أكبرها في العاصمة صنعاء ومدن تعز والحديدة وإب، وقد ردد ناشطون هتافات تحمل انتقادات للولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية على حد سواء، بسببها اتهامهما بدعم صالح.
أما القوى الموالية لصالح، فقد حشدت عشرات الآلاف في صنعاء أيضاً، بعد صلاة الجمعة في مسجد "الصالح" ودعت كلمات ألقيت خلال التجمع إلى "احترام الشرعية الدستورية" للرئيس اليمني.
وعلى الصعيد الميداني، تابعت التقارير الإعلامية ما تردد عن انقسامات في قيادات فرقة المنطقة الجنوبية الموالية لصالح، وفي هذا السياق، ورد نفي نقله الموقع الرسمي لحزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم عن لسان مصدر عسكري لم يكشف هويته.
وقال المصدر إن مواقع تابعة لتنظيم "الإخوان المسلمين" تقف خلف هذه التقارير التي وصفها بأنها "مزاعم تندرج في إطار الحملة الشرسة لإعلام أحزاب اللقاء المشترك الموجه ضد أبناء القوات المسلحة والأمن والوطن والشعب اليمني وراءها نفوس حاقدة ومريضة رهنت نفسها للشيطان وسعت لتحقيق أهدفها وبث سمومها الخبيثة في جسم الوطن اليمني الواحد."
وأضاف المصدر: "الخلافات لا توجد.. إنما تعشش في رؤوس المتآمرين والحاقدين والانقلابيين الذي خانوا الأمانة ونكثوا العهد في خروجهم عن الشرعية الدستورية."
وأكد المصدر أن منتسبي المنطقة العسكرية الجنوبية "هم الآن في مواقعهم وثكناتهم وفي الخطوط الأمامية لمواجهة عناصر الإرهاب يسودهم الود والإخاء."
وكانت الإدارة الأمريكية قد نفت الأربعاء علمها بتقارير عن عودة الرئيس اليمني، علي عبدالله صالح، إلى صنعاء، الجمعة، وقالت فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، خلال مؤتمر صحافي بمقر الوزارة، الثلاثاء، إن واشنطن ليست على بينة بأن صالح يخطط للعودة إلى اليمن.
وأضافت: "سواء بقي في السعودية، أو عاد، طلبنا مازال قائم كما هو: عليه توقيع المبادرة الخليجية، نحن بحاجة للمضي قدما لنقل السلطة إلى يمن أكثر ديمقراطية وتقدماً."
وكان الرئيس اليمني قد رفض توقيع المبادرة الخليجية التي تقدمت بها دول الخليج لنقل السلطة إلى نائبه لحل الأزمة السياسية التي تشهدها اليمن على خلفية المطالب الشعبية العارمة لرحيله بعد ثلاثة عقود في السلطة.
وتسود اليمن اضطرابات شديدة حيث يطالب الشباب المعتصون في صنعاء بتنحيه، تطورت مؤخراً إلى مواجهات مسلحة بين القوات الحكومية، ومسلحين موالين لقبائل معارضة لنظام صالح، فيما استولت مليشيات متشددة على بعض المدن اليمنية.
وأدت حالة العنف إلى نزوح ما يقرب من 45 ألف شخص في جنوب البلاد، وفق تقديرات مكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة.