arpo27

ياسين سعيد نعمان: آلية دولية لتنفيذ المبادرة الخليجية وإجراء انتخابات رئاسية

أكد الدكتور ياسين سعيد نعمان رئيس تكتل أحزاب «اللقاء المشترك» المعارض ورئيس اللجنة التحضيرية للحوار الوطني للمعارضة اليمنية تمسك التكتل بالمبادرة الخليجية. وقال في حوار مع «عكاظ» إن المباحثات التي أجراها مبعوث الأمم المتحدة جمال بن عمر مع مختلف الأطراف اليمنية توصلت إلى آلية لتنفيذ مبادرة دول مجلس التعاون على مرحلتين تتوجان بانتخابات رئاسية بنهاية العام الحالي 2011. وشدد على أن العملية السياسية التي تديرها أحزاب المعارضة ليست بديلا لثورة الشباب وإنما حماية لها. وثمن موقف المملكة حيال أزمة اليمن ووصفه بأنه إيجابي وفعال. وفيما يلي نص الحوار:

• كيف تقيمون دور دول مجلس التعاون الخليجي حيال أزمة اليمن؟
دور الأشقاء في دول مجلس التعاون جاء من خلال المبادرة الخليجية، منسجما مع مطالب الشعب اليمني في التغيير. فالمبادرة تستند في الأساس على نقل السلطة كمقدمة ضرورية لعملية التغيير الكامل للنظام.

• لكن البعض يرون فيها تدخلا في الشؤون الداخلية لليمن؟
المسلمون كالجسد الواحد. والحقيقة إن دول الخليج لم تفرض نفسها على المشهد اليمني وإنما استجابت للدعوة التي وجهها لها اليمنيون للمساهمة في الحل. وجاء ردها من خلال المبادرة التي انطلقت من المبادرات الداخلية التي بدأها النظام في الثالث والعشرين من مارس الماضي لكنه يعمل الآن على إفشال هذه المبادرة التي وضع أسسها.

• هناك من يرى أن دول الخليج تخلت عن مبادرتها، فما مدى صحة ذلك؟
صمت الخليجيين خلال الفترة الماضية جعل البعض يعتقدون ذلك. لكن الذي أعرفه هو أنهم مازالوا متمسكين بالمبادرة ويعملون مع الأطراف اليمنية والدولية على تنفيذها.

• إذا لماذا ذلك الصمت الخليجي؟
لا أجد لذلك تفسيراً محدداً، لكنني أعتقد أن دخول مجلس الأمن أخيراً على الخط عبر المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة كان سبباً في نقل مركز الثقل بشكل مؤقت إلى مكان آخر. إلا أن هذا لا يعفي الأشقاء في دول الخليج باعتبارهم أصحاب المبادرة التي يقف العالم وراءها. ونأمل أن يواصلوا جهودهم.

• من وجهة نظرك ما هو المطلوب من دول الخليج في الوقت الراهن؟
المطلوب هو تفعيل المبادرة بعد أن أصبحت اتفاقية تم التوقيع عليها من قبل المعارضة والحزب الحاكم وبقي توقيع الرئيس علي عبدالله صالح. ويكمن التفعيل في الضغط على النظام للإيفاء بالتزامه بتنفيذ الاتفاق وتجنيب الوضع في اليمن المزيد من التدهور الذي يورث المنطقة وضعاً في غاية الخطورة وينعكس على استقرارها والممرات الدولية وغير ذلك من المخاطر على الأمن الإقليمي والدولي.

• وكيف ترون الموقف السعودي؟
موقف المملكة إيجابي وبرز من خلال تعاطيها الفعال مع المبادرة الخليجية بل ومساهمتها في الوصول إلى الصيغة التي استقرت عند المطالبة بتحقيق أهداف التغيير بنقل السلطة. كما برز من خلال كتابات الكثير من المثقفين السعوديين.

• ما تقييم المعارضة اليمنية لنتائج زيارة مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر؟
مبعوث الأمم المتحدة أجرى مشاورات واسعة مع كافة الأطراف تركزت حول كيفية تنفيذ المبادرة الخليجية، خاصة ما يتعلق بنقل السلطة. واستمع إلى مختلف وجهات النظر. وهو متمسك بالمبادرة فيما يخص نقل السلطة من الرئيس إلى نائبه مع بقية البنود. ويرى أن آلية نقل السلطة يمكن أن تتغير لأن الطرف الحكومي يصر على أن توقيع الرئيس غير ممكن، وأن هذا التغيير لن يؤثر على جوهر ومضمون المبادرة. وبعد التشاور مع كافة الأطراف توصل إلى آلية للتنفيذ خلال مرحلتين، على أن تتضمن المرحلة الأولى إصدار الرئيس مرسوماً دستورياً يدعو فيه إلى انتخابات مبكرة وينقل بموجبه السلطة بصورة نهائية إلى نائبه، تشكيل لجنة عسكرية لإعادة هيكلة القوات المسلحة والأمن، تشكيل حكومة وحدة وطنية من كل الأطراف وإجراء انتخابات رئاسية في نهاية العام الحالي2011م. ويتم في المرحلة الثانية الدعوة إلى حوار (مائدة مستديرة) لكافة القوى السياسية لإعداد الدستور، حل القضية الجنوبية، بناء الدولة، تحديد طبيعة النظام السياسي، وضع خطة وطنية لمحاربة الإرهاب، ومعالجة الوضع الاقتصادي واستكمال عملية التغيير على كافة الأصعدة.

• هل توصلتم إلى اتفاق حول هذه الصيغة الجديدة؟
كانت هناك مناقشات مع نائب الرئيس. وأبلغنا المبعوث الدولي جمال بن عمر أن النائب وافق عليها وأنه بصدد عرضها على الرئيس وقيادات حزب المؤتمر الشعبي الحاكم.

• ألا ترون أنكم ألحقتم الضرر بثورة الشباب من خلال العملية السياسية التي تديرونها؟
لم تكن العملية السياسية بديلاً للثورة لكنها كانت حماية لها. وقد سحبت البساط من تحت أقدام النظام عندما أراد أن يوظف علاقاته الخارجية لدعم موقفه الداخلي. وكان أولى النتائج استجابة الخارج لدعوة التغيير بل ودعم المبادرة التي كان أساسها تغيير النظام بدءاً من نقل السلطة.

• ما هو الدور الذي حددته المعارضة للشباب في الساحات؟
الشباب اليوم في قلب المعادلة السياسية. ومضمون الثورة الشبابية يجب أن يتجسد في القيم التي تنشأ عليها الدولة المقبلة ونظامها السياسي والاجتماعي المتمثل في تكريس قيم العدل، المساواة، التعايش، الإخاء، الديمقراطية، المواطنة، السلام، الحرية، التقدم الاجتماعي، احترام الرأي الآخر وغيرها من القيم التي عبرت عنها ثقافة الثورة.

• يرى البعض أن أحزاب «اللقاء المشترك» المعارضة غير مؤهلة لاستلام السلطة وإدارة البلاد، فما رأيكم؟
«اللقاء المشترك» لديه الإمكانيات والكفاءات التي تمكنه من إدارة البلاد بكفاءة عالية لكنه لا يسعى لإدارة البلاد بمفرده.

• وماذا عن الدور الأوروبي والأمريكي لإيجاد حل لأزمة اليمن؟
نحن نتعامل مع الأمريكيين والأوروبيين كشركاء. وهم في الحقيقة بذلوا ولا زالوا يبذلون جهوداً كبيرة في العملية السياسية الجارية ويتبنون مواقف تنسجم مع المواثيق الدولية فيما يخص حقوق الإنسان. ويدركون أن انزلاق اليمن إلى الفوضى ستترتب عليه نتائج خطيرة على المنطقة وعلى المجتمع الدولي. ومن ذلك المنطلق يؤيدون المبادرة الخليجية ويتحاورون مع كافة الأطراف ويشاركون بفعالية في تقديم المقترحات. وهذا الأمر يبطئ من تفاعلهم مع الأحداث الجارية ويظهرهم مترددين في اتخاذ المواقف.

• برزت دعوات لانفصال الجنوب، فما وضع هذه القضية في العملية الثورية؟
القضية الجنوبية في قلب العملية الثورية، بل إنها هي التي حركتها منذ مرحلة مبكرة. والذين يحاولون عزلها يسيئون إليها لخدمة مشاريع مجهولة. وقول البعض إن نجاح الثورة خطر على القضية الجنوبية يطرح أكثر من علامة استفهام. وبعد عملية التغيير سيكون للشعب الكلمة الفصل في قضية الجنوب وغيرها من القضايا ولا أحد سيكون بديلاً للشعب في الجنوب وفي الشمال على حد سواء.

زر الذهاب إلى الأعلى