الجندي: أغلبية قيادة الحزب الحاكم ترفض فكرة تنازل الرئيس بموجب المبادرة الخليجية أو أية مبادرة أخرى
نفى الناطق الرسمي باسم الحكومة اليمنية عبده الجندي وجود ضغوط سعودية لإبقاء الرئيس صالح في الرياض، مرجعاً تأخر عودته إلى البلاد إلى اعتبارات طبية تتعلق بضرورة مراجعته للأطباء لإجراء فحوص إضافية لعلاج بعض الحروق التي أصيب بها خلال تعرضه لمحاولة الاغتيال الفاشلة في يونيو/ حزيران الماضي .
وقال الجندي في حديث مع “الخليج”: “الرئيس لا يزال يخضع لفترة نقاهة اضطرارية، فبعض الحروق التي أصيب بها بحاجة إلى مراجعة الأطباء وهذا تحديداً السبب وراء بقائه في الرياض بعد خروجه من المستشفى بحمد الله ورعايته” .
وحول ما إذا كانت هناك ضغوط سعودية مورست على الرئيس لإقناعه بإرجاء عودته وإبقائه في الرياض، يقول الجندي: “لا توجد أي ضغوط سعودية على الرئيس لحثه على البقاء في الرياض وعدم العودة لليمن، فالرئيس علي عبدالله صالح ليس الشخص الذي ينصاع لأي ضغوط” .
الحوار مع المعارضة
وبشأن ما تردد مؤخراً حول توصل أحزاب تكتل اللقاء المشترك المعارض إلى اتفاق حول نقل السلطة خلال ثلاثة أشهر تتخللها الدعوة إلى إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، يشير الجندي إلى أن “الرئيس علي عبدالله صالح خول اللجنة العامة لحزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم بأن تبادر بفتح حوار مع أحزاب المعارضة الرئيسة للتوصل إلى اتفاق على الآليات التنفيذية للمبادرة الخليجية للتسريع بالتوقيع عليها دون تسويف، وهناك حوار قائم بين نائب رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي، الذي يشغل أيضاً منصب نائب رئيس حزب المؤتمر، لكن ليست لدي معلومات دقيقة حول النتائج التي خلصت إليها جلسات الحوار بين النائب وقيادات أحزاب المشترك” .
وأشار الجندي إلى أن “أغلبية قيادة الحزب الحاكم ترفض فكرة تنازل الرئيس عن السلطة بموجب المبادرة الخليجية أو أية مبادرة أخري، وهي تتمسك باستكمال الرئيس علي عبدالله صالح فترته الرئاسية الدستورية حتى نهاية عام ،2013 لكن من الجانب السياسي حين وضعت هذه الأغلبية أمام حل متاح للأزمة السياسية القائمة على أرضية المبادرة الخليجية تعاطوا معه بإيجابية، مع اشتراط أن تكون المبادرة الخليجية مرفقة بآليات تتسم بالموضوعية لتكون قابلة للتنفيذ، أما أحزاب المشترك فإنها تنظر إلى تنفيذ المبادرة الخليجية باعتباره محصوراً في مجرد استقالة الرئيس، واستقالة الرئيس في حال حدوثها ستحدث تصدعات داخل حزب المؤتمر الحاكم” .
الأحمر ونجل الرئيس
تعليقاً على الخطاب الأخير للقائد العسكري علي محسن الأحمر، يقول الناطق باسم الحكومة اليمنية عبده الجندي إن “اللواء علي محسن الأحمر لم يكن صادقاً في خطابه الأخير الذي ألقاه عشية عيد الفطر المبارك، وكل ما أشار إليه في خطابه ينطبق على شخصه، وهناك من كتب له الخطاب واقتصر دوره فقط على إلقائه” .
وأضاف: “اللواء علي محسن هدف من خطابه الأخير إلى إيجاد صراع داخل القوات المسلحة، وركز بشكل كبير على أولاد الرئيس علي عبدالله صالح، لأنه يريد أن تكون هناك معركة، وأولاد الرئيس ليسوا فاسدين ولم يشاركوا يوماً في الفساد، أما اللواء علي محسن فهو ضد النظام والقانون” .
وعمّا إذا كان خطاب اللواء الأحمر يعد استهدافاً مباشراً لنجل الرئيس صالح وقوات الحرس الجمهوري التي يقودها، يرد الجندي ب”نعم”، ويضيف: “اللواء علي محسن يريد تنفيذ مخطط يستهدف إضعاف قوات الحرس الجمهوري بتفجير حروب في المناطق الحدودية كأبين وأرحب وغيرها من المناطق ضد هذه القوات ليسهل له الاستفراد بالوحدات التابعة لها الموجودة بالعاصمة، وهو يعتقد أن إضعاف قوات الحرس الجمهوري سيساعده في التغلب على مشكلة فارق التسليح بين قواته وبين قوات الحرس الجمهوري” .
واتهم الجندي الأحمر باستخدام ورقة القاعدة في أبين لضرب قوات نجل الرئيس، وقال: “اللواء علي محسن الأحمر، وهذه معلومات موثوقة، عرض على القوات الحكومية التي تخوض مواجهات مسلحة عنيفة ضد الإرهابيين من عناصر القاعدة في أبين أن ينضموا إلى الثورة، وقال لهم انضموا إلى الثورة ضد النظام ونحن سنكفيكم شر تنظيم القاعدة، وهذا يدل على وجود علاقة بين تنظيم القاعدة واللواء علي محسن” .
الإخوان المسلمون
وبشأن خلفية الحملة السياسية والإعلامية الرسمية الموجهة ضد حزب التجمع اليمني للإصلاح المعارض الذي أصبح يرمز له في الإعلام الرسمي ب”الإخوان المسلمين”، يقول الجندي إن “هذه هي الحقيقة، فمن يحرك الأحداث ويقف وراء ظاهرة الاعتصامات في الساحات العامة وأعمال التقطع المسلح لناقلات النفط والاعتداء على المنشآت النفطية والكهربائية وتفجير المواجهات المسلحة في العديد من المناطق هم أعضاء حزب التجمع اليمني للإصلاح الذي يمثل جماعة الإخوان المسلمين في اليمن” .
ويضيف: “نحن في الحكومة لسنا في معركة مع أحزاب المعارضة وإنما مع الإخوان المسلمين، لأنهم يستخدمون كافة القوى المتحالفة معهم حالياً بمن فيهم المعتصمون بالساحات كأوراق تماماً، كما استخدموا ورقة الانفصال والحوثيين، والإخوان المسلمون هم من يدفعون حالياً القوى الأخرى الممثلة في الساحات وليس كوادرهم لخوض مواجهات مفتعلة مع القوات الحكومية كما يحدث في تعز وأرحب، وقد فشلوا في استخدام السلاح والقبائل، وحالياً هناك توجهات لدى القبائل بأرحب لتوقيع اتفاق مع القوات الحكومية ينهي المواجهات القائمة بأرحب ونهم” .
تحقيقات جامع الرئاسة
ويؤكد الجندي بشأن آخر التطورات المتعلقة بسير التحقيقات الأمنية في حادث مسجد دار الرئاسة، وإن كان سيتم الكشف فعلياً عن النتائج بعد انتهاء إجازة عيد الفطر المبارك، أنه “سيتم الكشف والإعلان عن النتائج التي توصلت إليها التحقيقات الأمنية التي أجريت لكشف ملابسات حادث مسجد النهدين بعد انتهاء إجازة عيد الفطر كما تم الإعلان عنه” .
وحول استباق الحكومة إعلان النتائج بتوجيه الاتهامات للشيخ حميد الأحمر واللواء علي محسن الأحمر بالوقوف وراء الهجوم، قال الجندي: “هناك اتهامات للشيخ حميد الأحمر وللفرقة الأولى مدرع التي يقودها اللواء علي محسن الأحمر بالتورط بالتدبير لمحاولة اغتيال الرئيس علي عبدالله صالح واستهداف كبار قيادات الدولة والحكومة خلال أدائهم صلاة الجمعة الأولى من شهر رجب الماضي بمسجد النهدين بداخل دار الرئاسة، وهم لا يريدون أن يتم الكشف عن نتائج التحقيقات أو أن يصل اليمن إلى حقيقة ما حدث في مسجد النهدين بداخل دار الرئاسة والأطراف المتورطة في التدبير والتنفيذ، وهذا هو السبب وراء الحدة التي اتسمت بها تصريحات وخطابات الشيخ الأحمر واللواء علي محسن الأخيرة، لأنهم يعلمون أن نتائج التحقيقات عندما تكشف ستضع النقاط على الحروف” .
وتعليقاً على توعد أحزاب المعارضة والقوى الثورية الأخرى المناوئة للنظام بتحقيق الحسم الثوري خلال أيام وتلميح قيادات في المشترك إلى أن كافة الخيارات مفتوحة لتحقيق هذا الحسم وتعاطي الحكومة مع مثل هذا التصعيد النوعي، يقول الجندي: “عندما يهددون بتحقيق الحسم الثوري فهم قطعاً يعنون استخدام الخيار العسكري لأنهم لا يستطيعون أن يعملوا شيئاً بواسطة الاعتصامات بالساحات العامة أكثر مما فعلوه خلال الأشهر الماضية، أما بالنسبة للحكومة والدولة فهي لن تقف مكتوفة الأيدي أمام أي أعمال تخريبية تستهدف إسقاط المدن والاستحواذ على مقار المؤسسات والمنشآت الحكومية” .