زاد من ارتباك المشهد السياسي في مصر قرار رئيس مجلس الشعب المصري سعد الكتاتني تعليق جلساته أسبوعاً بسبب تجاهل المجلس العسكري مطالبات البرلمان بإقالة حكومة كمال الجنزوري بعد رفض غالبية النواب برنامجها، فيما سقط قتيل وجُرح أكثر من مئة شخص اثر هجوم «بلطجية» بعضهم مسلح على اعتصام في محيط مقر وزارة الدفاع.
وقال وكيل البرلمان أشرف ثابت ل «الحياة» إن الكتاتني تلقى اتصالاً من عضو في المجلس العسكري أثناء اجتماع لقيادات البرلمان أُبلغ فيه باعتزام المجلس إجراء تعديل وزاري محدود لتجاوز هذه الأزمة. وأضاف: «نظن أن التعديل سيرضي البرلمان، لكن الأمر يتوقف على الحقائب التي سيشملها التعديل».
وكان الكتاتني قال إن «المجلس العسكري يتجه إلى إجراء تغيير وزاري داخل حكومة الجنزوري»، مضيفاً أنه تلقى اتصالاً من المجلس العسكري «يؤكد احترامه لمجلس الشعب ونوابه وأن المجلس العسكري سيعلن هذا التعديل خلال 48 ساعة». وأكد أنه تحدث مع الجنزوري ووجد أن «هناك صداماً تشريعياً لن يُحل، ولأن كل الطرق مسدودة بين البرلمان والحكومة، لذلك جاء قرار تعليق الجلسات». واعتبر أن اتصال المجلس العسكري «مرضٍ ويعيد إلى المجلس كرامته»، لافتاً إلى أنه عرض على قادة الجيش في السابق إقالة الحكومة ثم تكليفها بتسيير الأعمال لمدة شهرين، لكن المجلس لم يستجب.
وفي حين اعتبر نائب رئيس حزب «الحرية والعدالة»، الذراع السياسية ل «الإخوان» عصام العريان أن إجراء تعديل وزاري محدود «يمثل مخرجاً موقتاً للأزمة لحين إجراء انتخابات رئاسية»، نافياً ل «الحياة» حدوث اتصالات مع الحزب لتولي حقائب في التشكيل الجديد، شدد الناطق باسم الجماعة محمود غزلان على ضرورة إطاحة الجنزوري نفسه.
وقال غزلان ل «الحياة» إن «الحكومة كلها فاشلة ومرفوضة من الشعب ورئيسها الذي ألقى البيان أمام البرلمان يجب إطاحته». وسألته «الحياة» عن كيفية إشراف حكومة يشكلها «الإخوان» على انتخابات رئاسية ينافس فيها مرشح الجماعة محمد مرسي، فأجاب أن «العسكر يمكنهم تعيين حكومة من التكنوقراط غير محسوبة على أي تيار سياسي لتسيير الأعمال خلال المرحلة الانتقالية، ولا نتمسك بتشكيل الحكومة ولا حتى المشاركة فيها».
من جهة أخرى، قللت جماعة «الإخوان» من إعلان التيار السلفي دعمه للقيادي السابق في الجماعة عبدالمنعم أبو الفتوح مرشحاً للرئاسة. واستبعدت حصول صدام «إخوانيط - سلفي في الانتخابات الرئاسية المقررة الشهر المقبل، فيما عزا الداعية ياسر برهامي، وهو أحد أقطاب جماعة «الدعوة السلفية» عدم دعم مرشح «الإخوان» محمد مرسي إلى «مخاطر سيطرة جماعة واحدة على مقاليد الحكم».
وقلل محمود غزلان من تأثير قرار دعم أبو الفتوح على فرص مرسي. وقال إن «الدعوة السلفية وحزب النور يقتصر أنصارهما على مدينة الإسكندرية، وهناك عدد كبير من التيارات السلفية الأخرى تدعم مرشحنا». لكنه استغرب القرار، لافتاً إلى أن «أقطاب السلفيين التقوا أكثر من مرة مرشد الإخوان الدكتور محمد بديع وطالبوه بالدفع بنائبه خيرت الشاطر في الانتخابات الرئاسية قبل قرار الجماعة».