[esi views ttl="1"]
arpo28

مجلة التايم: نهاية القاعدة في اليمن؟ (2)

إن التحول في الرأي العام اليمني يأتي في لحظة ترحيب من قبل إدارة أوباما، التي صعدت من حملتها السرية ضد تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب. وأرتفعت هذا العام وتيرة الهجمات الصاروخية التي تشنها وكالة الاستخبارات المركزية – سي آي أيه – عبر طائراتها العسكرية من دون طيار – بريداتور وريبر.

ووفقاً لما ذكره موقع لونج وور جورنال، الذي يهتم بجدولة هذا النوع من الهجمات، هناك أكثر من 29 غارة منذ يناير، مقارنة بـ10 غارات طوال العام 2011، واربع غارات فقط في العام الذي سبقه. ويقوم الفريق الصغير من قوات العمليات الخاصة الأمريكية الذين يعملون على الأرض داخل البلاد، جنباً إلى جنب مع وكالة الإستخبارات المركزية – سي آي أيه – والجيش التقليدي الأمريكي، يقوم بدور حاسم في عمليات الجيش اليمني الذي إستعاد مناطق في أبين من تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب، وإن لم يكن ذلك الدور معترف به رسمياً. ويتوقع أن يصل حجم المساعدات الأمريكية لليمن، وهي أحدى الدول الأكثر فقراً في العام، إلى 215 مليون دولار هذا العام، وهو ما يقارب ضعف ما تم تقديمه في 2011. أما المساعدات العسكرية ومكافحة الإرهاب ستصل إلى 100 مليون دولار.

إن التركيز المكثف على اليمن يعد إقراراً من إدارة أوباما بإن القاعدة في شبه جزيرة العرب قد تكون آخر جماعة إرهابية ما زالت تتمسك بحلم أسامة بن لادن بشن هجمات على الأراضي الأمريكية. وهذا ما يجعلها أكثر خطورة من تنظيم القاعدة الأم الناضب، كما يطلق خبراء الإرهاب على تنظيم بن لادن الأصلي. في مايو، قال مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي)، روبرت مولر، في جلسة إستماع خاصة بالكونغرس، قال أن القاعدة في شبه جزيرة العرب تمثل أكبر خطر على الأمة (الولايات المتحدة) . لكن معظم المؤشرات تدل على أن البيت الأبيض قلق على التهديد اليمني، إلى درجة أن جون برينان، كبير مستشاري الرئيس باراك أوباما لشؤون مكافحة الإرهاب، سافر إلى هناك أكثر من أي دولة أخرى، سافر بشكل متكرر حتى أن اليمنيين يقولون مازحين أنه يجب أن يتم منحه الجنسية.

ومع إعتراف اليمنيين أن القاعدة في شبه جزيرة العرب أصبحت تشكل تهديداً على بلادهم، هناك أمل ولأول مرة في أن يكون التهديد الذي يشكله التنظيم على الغرب بالإمكان إخماده. كما أن بالإمكان إستئصاله كشوكة في خاصرة اليمن. لكن تسديد الضربة القاضية سيتطلب عزيمة سياسية وإستراتيجية ذكية لمكافحة الإرهاب، والأصعب من كل ذلك، مساعدة الدولة الفقيرة والتي أديرت بشكل سيئ، للوقوف على إقدامها. هل يبدو الأمر مألوفاً؟.

إن الحرب على القاعدة في شبه جزيرة العرب، وقفت في المكان الذي وقفت فيه الحرب على قاعدة بن لادن في نهاية 2001, حيث هزم العدو في المعركة وتبعثر. الان وكما تعلمنا في أفغانستان يأتي الجزء الأصعب.

المحاربين المقدسين المحتفظين بمناصبهم

رؤية بن لادن للجهاد العالمي حيث ينهض المسلحون الإسلاميون ضد الغرب، تلاشت قبل موته على يد فريق سيل 6. جماعته والكثير من الجماعات التي سارت على نهجها في أنحاء العالم الإسلامي، أصبحت الآن تميل إلى التركيز على المشاكل المحلية، وهي في الغالب محصورة على بلدان مثل أفغانستان وباكستان ومالي ونيجيريا. وعلى الأكثر، فإن بعضهم بين الفينة والأخرى سيقوم بغزوة خارج الحدود. القاعدة في بلاد الرافدين تقوم بشكل رئيسي بتفجير المدنيين العراقيين أو أهداف حكومية، لكنها قامت مؤخرا بتصدير مقاتلين إلى سوريا. أما القاعدة في المغرب الإسلامي، فتنحصر في جنوب الجزائر وشمال مالي. وفيما لا تزال هذه الجماعات تهدد الغرب في بياناتها وتدين بالولاء لرؤية بن لادن للجهاد العالمي، لم تبدي تلك الجماعات الرغبة أو القدرة على شن هجوم رئيسي داخل الولايات المتحدة أو أوروبا.

الحلقة الأولى:

موضوع الغلاف في مجلة التايم الأمريكية: نهاية القاعدة في اليمن؟

زر الذهاب إلى الأعلى