واصل مؤتمر الحوار الوطني الشامل عقد اجتماعاته في إطار جلسته العامة الأولى مساء اليوم برئاسة نائب رئيس المؤتمر سلطان العتواني.
وخلال جلسته المسائية استأنف أعضاء وعضوات المؤتمر تقديم مداخلاتهم وآرائهم وتصوراتهم بشأن مستقبل اليمن الجديد وفقاً للهدف العام الذي ينعقد من أجله المؤتمر.
وفي هذا السياق أكدت المداخلات على أهمية أن يضع المشاركون في المؤتمر نصب أعينهم هدف بناء الدولة المدنية الحديثة، دولة النظام والقانون، وأن يلتزم الجميع بالعمل بروح الفريق الواحد من أجل تأمين الظروف المناسبة التي تكفل حلاً شاملاً وعادلاً لكافة القضايا والمشكلات التي يعاني منها الوطن والمواطن وفي مقدمتها القضية الجنوبية وقضية صعدة.
ولفتت المداخلات إلى الأهمية القصوى للقضية الاقتصادية والحرص على أن تكون إحدى القضايا المهمة التي يهتم بها المؤتمرون، على قاعدة الوعي بأهمية بناء اقتصاد وطني قوي.
كما أكدت المداخلات على ضرورة أن يعي جميع أعضاء مؤتمر الحوار الوطني بأنهم يمثلون الوطن، ولا يمثلون أنفسهم أو يمثلون قبيلة أو جهة أو حزباً، وأنهم جاؤوا هنا لكي يصنعوا مستقبل اليمن الجديد.
وأجمعت المداخلات على أهمية استحضار قضية الوطن، ومن خلالها استحضار كل القضايا الجوهرية التي يطمح اليمنيون معالجتها، والتأسيس لبناء الدولة اليمنية الحديثة والديمقراطية.. مشددين أن ايجاد الدولة المدنية دولة النظام والقانون والعدالة والمساواة سيكفل الانتقال بوطننا الغالي إلى رحاب عهد جديد من التطور المتسارع والعدالة والمواطنة المتساوية في الحقوق والواجبات .
وأشاروا إلى أن الاسراع في استكمال بقية خطوات اعادة هيكلة الجيش والأمن واعادة بنائه على اسس وطنية بعيدة عن المحسوبية والجهوية وأية ولاءات يعد ركيزة اساسية لبناء الدولة المدنية الحديثة .
وأشادت المداخلات بدور الشباب ومختلف المكونات الشعبية في الثورة الشبابية الشعبية السلمية والذين كان لهم الفضل في ايصال وطننا إلى مرحلة التغيير و إلى انعقاد مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي يشارك فيه ممثلو كافة الأطياف والقوى السياسية و الوطنية بغية معالجة القضايا الرئيسية التي يواجهها الوطن وتأسيس لبنات قوية للانطلاق نحو المستقبل المزدهر، مؤكدين على ضرورة إيلاء اهتمام خاص لتعزيز مشاركة الشباب و المرأة و المكونات التي همشت في المراحل السابقة بمايضمن أن يكونوا شركاء حقيقيين في بناء اليمن الجديد.
وطالب اعضاء وعضوات مؤتمر الحوار في مداخلاتهم بالإفراج عن المعتقلين على ذمة الثور الشبابية الشعبية السلمية و الحراك الجنوبي السلمي، وتسريع انشاء هيئة وطنية لرعاية أسر الشهداء والجرحى.. مشددين في ذات الوقت على حرمة الدم اليمني، وضرورة تكاتف الجميع لنبذ العنف ووضع حداً للنزاعات القبلية والثأرات .
وأشار المشاركون إلى ضرورة طي صفحة الماضي و ترشيد الخطاب بما يتناسب مع ثقافة الحوار و لغته التي تتسم بروح التسامح و التصالح ، باعتبار ذلك ضروة حتمية لانجاح مؤتمر الحوار فضلا عن كونه يساعد في الانتقال بوطننا إلى المرحلة القادمة بكل بما فيها من أمل بغدٍ افضل لكل اليمنيين.
وتطرق المشاركون في مداخلاتهم إلى التحديات والمشاكل التي يواجهها اليمن في الجوانب البيئية وفي مقدمتها مخاطر الازمة المائية في ظل استمرار استنزاف الأحواض المائية وإهدار استخدامها سيما في مجال الزراعة وغياب المعالجات الجذرية لذلك .. لافتين في ذات الوقت إلى أهمية ايلاء عناية خاصة في مخرجات المؤتمر لمواجهة الأزمة المائية وكذا معالجة أوضاع الشرائح الاجتماعية التي تحتاج إلى رعاية خاصة ومنها المعاقين حركيا والمكفوفين والصم والبكم مع معالجة اوضاع شريحة المهمشين والحرص على تلبية متطلبات هذه الشرائح سيما في جانب التعليم والتأهيل والتدريب بمايمكن ذوي الاحتياجات الخاصة والمهمشين من اكتساب مهن توفر لهم مصادر الرزق وتضمن لهم العيش الكريم وتعزز مشاركتهم في مسيرة التنمية في الوطن.
وطالبوا بإعادة النظر في السياسة التعليمية و الارتقاء بمستوى العملية التعليمية والتعليم العالي بما يضمن مواكبة أحدث التطورات العلمية في هذا الجانب وربط مخرجات التعليم باحتياجات التنمية .
إلى ذلك أبلغت هيئة رئاسة مؤتمر الحوار الوطني بأن أعضاء المؤتمر سيتوزعون غداً على أربع ورش عمل تدريبية منفصلة، ليقفوا على كافة التفاصيل المتصلة بأداء المؤتمر خلال المرحلة المقبلة.
وحثت رئاسة المؤتمر المشاركين من المستقلين الذين يمثلون مكونات الشباب والنساء ومنظمات المجتمع المدني والأعضاء الذين وردت اسمائهم في قائمة رئيس الجمهورية على ضرورة الاسراع في تعبئة استمارات الخيارات الخاصة بالتوزيع ضمن فرق العمل التي سيشكلها مؤتمر الحوار لمناقشة القضايا المعروضة عليه وتسليم الاستمارة إلى الامانة العامة لمؤتمر الحوار بغية دمجها مع قوائم الاحزاب و المكونات السياسية تمهيدا لاستكمال اجراءات تشكيل الفرق.