أعلنت روسيا اليوم الثلاثاء أنها منعت تحليق كل الطائرات المدنية فوق الأجواء الجوية السورية. جاء ذلك غداة تعرض طائرة روسية كانت تعبر الأراضي السورية أمس لإطلاق صاروخيْ أرض جو، وفق ما أوردت مصادر روسية.
وقالت هيئة الطيران الفدرالية (روسافياتسيا) في بيان إنها أصدرت توجيهات إلى شركات الطيران بعدم تسيير رحلات فوق الأراضي السورية. وأوضحت أن القرار دخل حيز التنفيذ أمس الاثنين لفترة غير محددة.
وبررت الهيئة -في بيان نشرته وكالة الأنباء الروسية (نوفوستي)- قرار منع تحليق الطائرات الروسية المدنية فوق الأجواء السورية ب "ضمان أمن الركاب وأعضاء طواقم الطائرات المدنية".
وبالنظر إلى الوضع الحالي تعتقد هيئة الطيران الروسية -وفق ما جاء بالبيان- أنه يجب ألا تطغى الفائدة التجارية على الحفاظ على أمن المواطنين الذين يستخدمون خدمات شركات الطيران الروسية.
ومن جهتهم أكد متحدثون باسم شركات روسية (إيروفلوت، ترانسايرو، سيفن، يوتاير) لوكالة أنباء نوفوستي أن شركاتهم تمتنع عن تسيير رحلاتها في سماء سوريا حالياً.
وكانت وزارة النقل الروسية أعلنت أمس أن طائرة تابعة لشركة الطيران الروسية (نورد ويند إيرلاينز) التي تقوم برحلات بين شرم الشيخ بمصر وكازان (شرق العاصمة موسكو) تعرضت لنيران بالمجال الجوي السوري في 29 أبريل/نيسان.
كما أوضح المتحدث الرسمي باسم الخارجية ألكسندر لوكاشيفيتش أنه وفق هيئة الطيران الروسية، فإن طاقم طائرة تابعة لشركة طيران سيفيرني فيتير رصد "أعمالاً قتالية على الأرض من الممكن أن تشكل خطراً على الطائرة والمسافرين على متنها حينما عبرت أجواء سوريا متوجهة إلى كازان من شرم الشيخ بمصر".
وأضاف المتحدث أن الخارجية الروسية تقوم باتخاذ إجراءات عاجلة لكشف ملابسات الحادث.
وبدورها نقلت وكالة أنباء إنترفاكس الروسية عن مصدر وصفته بواسع الإطلاع بموسكو قوله "إن مهاجمين لم تعرف هوياتهم أطلقوا صاروخيْ أرض جو باتجاه طائرة مدنية روسية كانت تحلق فوق سوريا وعلى متنها مائتا مسافر صباح الاثنين".
وأضاف المصدر أن "الجانب السوري قد أبلغنا أن أشخاصا لم تعرف هوياتهم أطلقوا صباح الاثنين صاروخيْ أرض جو انفجرا على مقربة من طائرة مدنية تملكها شركة جوية روسية" مشيرا إلى أن طاقم الطائرة عدّل بالوقت المناسب مسار الطائرة وأنقذ المسافرين".
كما نقلت وكالة ريا نوفوستي الرسمية للأنباء عن موظف بالسفارة الروسية بدمشق قوله إن الدبلوماسيين الروس يدققون في التقرير عن الهجوم.
يُذكر أن روسيا تعد أحد أبرز حلفاء الرئيس السوري بشار الأسد، وتعارض بشدة أي تدخل عسكري.