بعد اتساع دائرة النقاش والجدال حول الفتوى التي اصدرها القيادي في جماعة الحوثيين في اليمن الدكتور المرتضى ابن زيد المحطوري نهاية الاسبوع الماضي وجه القاضي حمود الهتار، وزير الأوقاف السابق، وعضو مجمع البحوث بالأزهر الشريف رسالة إلى "زميله في الدراسة" المحطوري طالبه فيها ببيان أدلة فتواه من الكتاب والسنة..
وجاء في الرسالة التي حصل نشوان نيوز على نسخة منها: "انطلاقاً من قناعتنا برحابة صدركم وسعة افقكم وتقبلكم للنقد والرأي الآخر وشمولية احاطتكم بعلوم الشريعة وقدرتكم على استنباط الأحكام الشرعية من أدلتها التفصيلية بادرت بتحرير هذه المذكرة إلى فضيلتكم راجياً منكم التكرم ببيان الأسباب والوقائعالتي اعتمدتم عليها والأدلة التي استندتم اليها فيما ذهبتم اليه من الكتاب والسنة وغيرها من المصادر المعتبرة مع بيان آراء المذاهب الاسلامية وأقوال الأئمة والفقهاء في المسألة محل النزاع ايضاحاً للحقيقة وتذكيراً للعالم وتبصيراً لغيره".
وفيما يلي نص الرسالة:
صاحب الفضيلة الأخ والزميل العزيز / د. المرتضى ابن زيد المحطوري المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فقد تلقيت العديد من المكالمات الهاتفية ورسائل الاستعلام عن الأسباب والوقائع والأدلة الشرعية من كتاب الله وسنة رسوله التي استندتم اليها في الفتوى الصادرة عنكم ( بوجوب جهاد الدولة ومؤسساتها وانه اصبح فرض عين على القادرين بكل الوسائل) واستمعت بإمعان إلى ما اذيع ونشر عبر بعض القنوات ومواقع التواصل الاجتماعي من تسجيل تلفزيوني للكلمة التي القيتموها يوم الخميس 13/6/2013م في موكب تشييع الشهداء من ابنائنا اليمنيين الذين شاركوا في مسيرة انصار الله إلى جهاز الامن القومي وقد وجدت بان كلمتكم قد اشتملت على العبارات المذكورة اعلاه بين القوسين وعبارات اخرى تدل على ذات المعاني والتي اعتبرها البعض فتوى صادرة عنكم ، ولم نجد فيما تم نشره ذكراً للأدلة التي استندتم اليها من الكتاب والسنة فيما ذهبتم اليه من ان الجهاد اصبح فرض عين ولعل هذا هو سبب الجدل الذي يجري بين المؤيدين لتلك الفتوى ثقة في شخصكم الكريم والمعارضين لها لخلوها من الادلة بل ذهب بعضهم إلى وصفها بمخالفة نصوص القران الكريم والسنة النبوية وأنها من قبيل اهواء الدنيا وأطماع السياسة خدمة لجماعة انصار الله وأنها ستكون بداية لفتنة جديدة ، في الوقت الذي يحرص فيه اليمنيون على تهيئة المناخات لنجاح مؤتمر الحوار .
وحيث ان ما ذهبتم اليه في هذه المسألة اصبح محل تنازع بين اليمنيين فإن الواجب يحتم علينا ارجاع المتنازع فيه إلى كتاب الله وسنة رسوله عملاً بقوله تعالى{ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا} صدق الله العظيم
لهذه الأسباب وانطلاقاً من قناعتنا برحابة صدركم وسعة افقكم وتقبلكم للنقد والرأي الآخر وشمولية احاطتكم بعلوم الشريعة وقدرتكم على استنباط الأحكام الشرعية من أدلتها التفصيلية بادرت بتحرير هذه المذكرة إلى فضيلتكم راجياً منكم التكرم ببيان الأسباب والوقائع
التي اعتمدتم عليها والأدلة التي استندتم اليها فيما ذهبتم اليه من الكتاب والسنة وغيرها من المصادر المعتبرة مع بيان آراء المذاهب الاسلامية وأقوال الأئمة والفقهاء في المسألة محل النزاع ايضاحاً للحقيقة وتذكيراً للعالم وتبصيراً لغيره .
شاكراً تجاوبكم سلفاً خدمة للإسلام والمسلمين،
أخوكم
القاضي / حمود بن عبد الحميد الهتار