قالت منظمتان حقوقيتان دوليتان إن استخدام الولايات المتحدة لطائرات بدون طيار تسبب في وقوع ضحايا مدنيين في كل من اليمن و باكستان.
فقد ذكر تقرير لمنظمة العفو الدولية أن الضربات الجوية التي تنفذها طائرات بدون طيار تابعة لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية في باكستان وما تسببه من سقوط قتلى مسألة غير شرعية، مضيفة أن بعض هذه الضربات قد ترقى إلى جرائم حرب.
وأضافت المنظمة أنها فحصت تسع ضربات جوية من مجموع 45 ضربة حديثة في منطقة شمال وزيرستان وخلصت إلى أن بعض الضحايا لم يكونوا مسلحين.
وقالت منظمة هيومان رايتس ووتش في تقرير منفصل تناول ست هجمات جوية في اليمن إن اثنين منها تسببا في سقوط مدنيين بطريقة عشوائية، ما يعد انتهاكا للقانون الدولي.
ويذكر أن الضربات الجوية التي تنفذها طائرات بدون طيار أمريكية أصبحت عادية في الحرب على تنظيم القاعدة وحركة طالبان.
ولم تتسرب تفاصيل كافية عن هذه الضربات علما بأنه يُتَحَكَّمُ فيها من خلال غرف مراقبة تقع أحيانا في قارات أخرى. وقتل كبار قادة القاعدة وطالبان في هذه الضربات لكن مدنيين قتلوا أيضا.
وتثير هذه الضربات غضبا في باكستان حيث يرى الكثيرون أنها تؤدي إلى سقوط قتلى وجرحى بشكل عشوائي.
وأظهر تحقيق أنجزته منظمة الأمم المتحدة الأسبوع الماضي أن ما لا يقل عن 400 مدني قتلوا في باكستان أي أكثر من العدد الذي اعترفت به الولايات المتحدة.
واتهم مقرر الأمم المتحدة، بن إيمرسون، الولايات المتحدة بتحدي الأعراف القانونية الدولية من خلال تشجيع استخدام القوة المميتة خارج مناطق الحروب.
ومن شبه المستحيل إحصاء عدد القتلى والجرحى وتحديد هويات القتلى بسبب منع وسائل الإعلام من الوصول إلى المناطق القبلية بالقرب من الحدود الأفغانية.
ودعت منظمة العفو الدولية الولايات المتحدة إلى الكشف عن المعلومات التي تستند إليها في تنفيذ هذه الضربات في باكستان والأسس القانونية التي تعتمد عليها.
وحددت المنظمة في التقرير الذي يحمل عنوان "هل سأكون الهدف المقبل؟ الضربات الجوية الأمريكية التي تنفذها طائرات بدون طيار" أسماء بعض ضحاياها، قائلة إنهم كانوا غير مسلحين "ولم يشكلوا خطرا على حياة الأمريكيين".
وساقت المنظمة مثال جدة تبلغ من العمر 68 عاما تسمى مامنا بيبي قتلت في شهر أكتوبر/تشرين الأول 2012 في ضربة مزدوجة حينما كانت تجمع الخضر في حقول العائلة بينما كانت محاطة بأحفادها.
وقالت المنظمة إن تعهد الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، بزيادة الشفافية بشأن الضربات التي تنفذها طائرات بدون طيار لم ينفذ.
وأضافت المنظمة في التقرير أن "هذه السرية أتاحت للولايات المتحدة الإفلات من العقاب ومنع الضحايا من الحصول على العدالة والتعويض المادي. وحسب المنظمة، لم يحاسب أي مسؤول أمريكي بشأن القتلى غير الشرعيين الذين يسقطون في باكستان".
بينما قالت منظمة هيومان رايتس ووتش في تقريرها عن اليمن إن هذ الضربات الجوية قتلت 82 شخصا، منهم 57 مدنيا.
وأضافت المنظمة الحقوقية أن ضربتين قتلتا مدنيين أبرياء بشكل عشوائي.
ويذكر أن هذه الضربات الجوية التي تنفذها طائرات بدون طيار تشرف عليها وكالة الاستخبارات المركزية وليس وزارة الدفاع الأمريكية.