كشفت مصادر مطلعة في صنعاء أن جماعة الحوثي المدعومة من طهران، وجهت أنصارها بالتخفيف من إطلاق شعار الحركة الشهير ب"الصرخة" والمتضمن عبارات "الموت لأميركا.. الموت لإسرائيل.. اللعنة على اليهود.. النصر للإسلام".
وأوضحت المصادر أن ذلك التوجه جاء بعد إشارات صدرت إلى الحوثيين من جانب النظام في طهران، والذي يشهد منذ انتخاب الرئيس حسن روحاني تقارب مع واشنطن.
ولفتت المصادر إلى أن حركة الحوثي، التي تتهمها السلطات اليمنية بتلقي الدعم المالي والسياسي والعسكري من إيران، قد توقفت خلال الفترة الأخيرة عن تنظيم المهرجانات والمسيرات الاحتجاجية المناهضة لأميركا والمنددة بسياسات واشنطن. كما لم تعد الجماعة تتحدث عن اختراقات للسيادة اليمنية من قبل الطائرات الأميركية من دون طيار أو من قبل قوات المارينز.
وكان السفير الأميركي في صنعاء جيرالد فايرستاي، والذي انتهت فترته مؤخرا، قد وجه الشهر الماضي نصيحة للحوثيين بالتخلي عن الوسائل العسكرية والارتباطات الخارجية، خصوصاً مع إيران، ليصبحوا جزءاً من النسيج الاجتماعي للبلد.
وتعليقا على ذلك، شرح المحلل السياسي قايد مدهش لـ"العربية.نت" أنه "منذ ظهرت جماعة الحوثي التي تتلقى الدعم من طهران لم تكترث واشنطن بتلك الشعارات المعادية لأميركا ولم تصنف جماعة الحوثي ضمن قائمة الجماعات الإرهابية لأنها تدرك أن شعارات الحركة هي للاستهلاك الإعلامي ولاستغلال عواطف البسطاء الذين تُغريهم مصطلحات ما يعرف بمعسكر المقاومة أو الممانعة".
وتابع قائلاً: "الآن طهران تغير تكتيكاتها وتعيش حالة غزل مع واشنطن وهذا الأمر ينعكس على توجهات كل التيارات التي تدعمها إيران.. بأمر طهران لن تعود أميركا عدوا بالنسبة لحزب الله، وبأمر طهران سيفعل الحوثيون الشيء نفسه".
هجوم عنيف على دماج
وتسيطر جماعة الحوثي على محافظة صعدة في أقصى شمال اليمن وأجزاء من محافظات حجة والجوف وعمران المجاورة لصعدة، وهي خاضت ستة حروب مع الجيش اليمني خلال الفترة من 2004 إلى 2010.
وعلى الصعيد الميداني تفيد المعلومات الواردة من صنعاء بمواصلة مسلحي الحوثي لهجومهم العنيف على منطقة دماج التي يوجد بها معهد للتعليم الديني.
وأوضحت مصادر محلية أن مسلحي جماعة الحوثي قصفوا منطقة دماج بشكل مكثف وبمختلف الأسلحة ومن جميع الجهات، مشيرة إلى عدم سقوط أي ضحية في أوساط السكان باستثناء رجل طاعن في السن أصيب بجروح بليغة.
ولم تتمكن اللجنة الرئاسية المكلفة بحل النزاع في دماج بتثبيت وقف إطلاق النار وسحب المسلحين من مواقعهم تمهيداً لإحلال قوات الجيش بدلاً منهم.