arpo28

الفيدرالية اليمنية اسم أنيق للتقسيم

سيطر الوضع اليمني هذا الأسبوع على تويتر العربي عامة واليمني خاصة وتباينت آراء المغردين بشأن الفيدرالية اليمنية، فاعتبرها بعضهم “قطع طريق أمام التقسيم فيما قال آخرون إنها البداية الفعلية للتقسيم”.

“تتذكرون الإعلامي المصري توفيق عكاشة عندما أتى بسبورة وبدأ يشرح عليها خارطة تقسيم الوطن العربي، فسخرنا منه عندما قال إن اليمن ستقسم 6 أقسام.. لقد قسمت فعلا”.

لم يتوقع اليمنيون أن الذكرى الثالثة لثورة 11 فبراير السلمية التي أطاحت بنظام علي عبدالله صالح ستكون أيضا تاريخ إعلان اليمن اتباعها نظامًا سياسيًا جديداً وهو النظام الفيدرالي، لتنتقل الجمهورية اليمنية إلى قائمة دول تستخدم نظاما سياسيا مركزيا، “ولا فائدة في ذكر ما يتبجح به البعض من تشبيهها بسويسرا وأميركا لأن لا وجه شبه بين اليمن وهاتين الدولتين”.

وأثار هذا الإعلان موجة من التعليقات المتضاربة في موقع التواصل الاجتماعي تويتر. وتباينت آراء المغردين فاعتبره بعضهم “قطع طريق التقسيم فيما قال آخرون إنه البداية الفعلية للتقسيم”. ووصفه معلقون بأنه “نظام ممتاز جداً لمجتمعات غير متجانسة كاليمن والعراق.. وهو “نموذج الحكم اللامركزي وقد نجح في جميع بلاد العالم وهو أرضية قوية لديمقراطية مستقرة”.

وقال آخرون “طريقة تقسيم #اليمن إلى ستة أقاليم وعزل الحوثيين عن المناطق الساحلية فكرة جيدة ولكن لا أعتقد أنها ستنجح”.

ووافق آخر “حل اليمن أفضل للجميع، الجنوب فيه مشاكل من زمان، من وقت الضم، وكثير منهم كانوا يطالبون بالانفصال.. الفيدرالية معقولة”.

فيما سخر بعضهم “فيدرالية مش تقسيم؟ الفيدرالية ليست سوى الاسم الشيك (الأنيق) للتقسيم وبكرة نشوف (غدا سنرى) اليمن”.

مغردون: غض الطرف عما يجري في اليمن جريمة.. وعدم مساعدته جريمة أكبر، أبتروا الأذرع الإيرانية في اليمن

واستدعى الموقف سخرية البعض وعلق أحدهم “عندما أعلنوا تقسيم اليمن لستة أقاليم… ألم يقولوا كم ثمن المتر؟

وبارك بعضهم لثوار الربيع العربي وبالأخص توكل كرمان على تقسيم اليمن وطالبوا بالإسراع إلى إكمال المخطط وتقسيم ليبيا وسوريا بعد تدمير جيوشهما.

وكانت كرمان استماتت في الدفاع عن تقسيم اليمن وقالت بعد إعلان الخبر “تهانينا اليمن متوحد متعدد الأقاليم”.

وأثارت توكل حنق المغردين الذين قالوا إن اليمن تقسمت على يد صاحبة جائزة نوبل “توغل بتنجان” ساخرين هل كان نوبل “فاتح شركة تقسيم أراض”.

وتساءل آخر “من كان ليتجرأ على تقسيم اليمن لتكون قطعا ممنوحة لإخوان اليمن وحوثييها؟، مبروك لتوكل كرمان وشيخيها طارق السويدان وسلمان العودة”، مؤكدين “ولاءهم للإخوان مدمري الأوطان”.

لكن أحدهم قال “سيخرج، هؤلاء، دعاة الفتنة في الإعلام يتباكون على #تقسيم_اليمن وهم من أشعل الفتنة، قاتلهم الله ما أخبثهم يستخفون بعقول أتباعهم.. خاب التابع والمتبوع″.

وكتب ناشط “حققت توكل هدفها الذي ذكرته بوضوح على تويتر.. هنيئا لكم يا حكامنا بفضل نضالكم أصبح اليمن ست دول والعراق ثلاث دول وليبيا أربع دول وربما ستصبح سوريا خمس دول، لقد خدمتم إسرائيل أكثر من حاخاماتها”.

ودخل مغردون مصريون على الخط مؤكدين “نجاة مصر من تقسيم محقق على شاكلة اليمن على يد الإخوان” وطالب بعضهم “على المصريين أن يدعموا جيشهم”.

مغردون: "تقسيم اليمن وهم من أشعل الفتنة"

ويقول يمنيون “كنا في يمنين ثم في يمن والآن في ستة”.

ومر مغردون إلى مناقشة أسباب التقسيم مؤكدين أن الحوثيين متورطون في ذلك لتمتعهم بغطاء سياسيّ إقليميّ ومحلّي يوفّر لهم الشرعية السياسية، إضافة إلى الأسلحة الثقيلة والعدة الأيديولوجية والحلفاء، خاصة إييان التي تدعمهم سرا وجهرا ليواصلوا اعتداءاتهم على مواطني اليمن بدعاوى أيديولوجية زائفة تستنزف اليمنيين وتؤجج العداوات الدينية والمذهبية.

وقال معلقون “إيران تستخدم الحوثيين كورقة جوكر وتضرب بها عدة أهداف في وقت واحد، فهي تريد أن تثبت أنها (لاعب أساسي) على الساحة اليمنية بعد ما ثبتت أقدامها على الساحتين اللبنانية والعراقية”.

وزاد بعضهم “يجب أن نقف احتراما لدهاء إيران” لأنها بهذا المخطط تضغط على الغرب وعلى السعودية من خاصرتها الجنوبية.

وطالب مغردون جميع القوى الوطنية في اليمن السعيد بالتعاون لوقف المخطط الإيراني الجهنمي”. وقال بعضهم إن إيران تفوقت على السعودية التي عليها مراجعة استراتيجيتها.

وكتب معلق “بعد كل الدعم السعودي لاستقرار اليمن.. أصبح الحوثيون اليوم حزبا سياسيا وقسموا اليمن”.

وقال مغردون سعوديون إن “غض الطرف عما يجري في اليمن جريمة كبرى.. وعدم الالتفات إلى اليمن ومساعدته على النهوض وعدم الانفصال جريمة أكبر، أبتروا الأذرع الإيرانية في اليمن”!

وأكد بعضهم أن “مشروع الحوثي الذي يزحف على صنعاء، وبشهادات شخصيات القبائل المتواصلة، لن يكتفي بالحرب والتقسيم بل سيسعى إلى إفشال كفاح اليمن المدني وعودته لتقديس الإمام”.

ويقول مغرد إن “دخول الحوثيين على خط المعادلة السياسية في اليمن مكنهم من اختراق أجهزة الدولة وبالأخص الجيش، كما فعل حزب الله في بداية مرحلته السياسية”.

توكل كرمان استماتت في الدفاع عن تقسيم اليمن وقالت على تويتر 'تهانينا اليمن متوحد متعدد الأقاليم'

فيما أكد آخرون أن مخطط تقسم اليمن استمرار لمعاهدة سايكس بيكو (تقسيم المقسم وتجزيء المجزأ والبقية في القريب).

وأكد ناشط قائلا “الحوثيون يريدون تكوين دولة آل حوث الإسلامية”، “شكلنا بنذوق الأمرين من الآلات”.

ورفض مغردون رفضا قاطعا التقسيم “ألف لا ثم ألف لا للتقسيم، علمونا زمان في المدارس أن الاتحاد قوة، فكيف تكون قوتنا في (6) أقاليم؟” مؤكدين بالقول “إن لم تتغافل القبائل عما بينها من نزاعات وخلافات وهبت لنصرة إخوانها والتفتت إلى وحدة اليمن سينجح مشروع تقسيم وتفتيت اليمن”. وقال مغرد “نحن في اليمن بحاجة إلى ثورة (تغير الشعب) وليس (تغير النظام) فقط”.

واستدعى الموقف سخرية البعض الذي تساءل ما إذا كان الرئيس اليمني عبدربه منصور سيعلن يوم إجازة رسمية بمناسبة ولادة اليمن الجديد.

وكان لآخرون رأي مخالف أكدوا فيه “من يرفض التقسيم عليه بتقبل الأمر، وبدل الانتقاد والتباكي على عهد صالح، فليلتفت إلى مستقبل البلد”.

وبدا بعض المغردين عقلانيا، وكتب أحدهم “التقسيم المقترح سيزيد مشاكل اليمن تعقيداً وسيعمق الفرقة والاختلاف وسيصبح المواطن اليمني مغترباً في وطنه، لاسيما مع فصل الكتلة البشرية الكبيرة في إقليم واحد مفتقر إلى الموارد”. وقال آخر “سطحية التقسيم تظهر في أنه لم يفصل أمانة العاصمة بإقليم مستقل وجعلها عاصمة، بالإضافة إلى كونها عاصمة الدولة، فقد جعلها عاصمة لأفقر الأقاليم وأكثرها كثافة سكانية، مما يعني تعميق مشكلاتها المتعلقة بالبنية التحتية والعشوائيات والخدمات”!

وقال آخر “أقاليم اليمن، بعضها غني وبعضها فقير محاصر، مؤسس على الهويات”، “أتمنى أن يتم تقسيم الأقاليم في #اليمن على أساس علمي مدروس لا على أساس سياسي وفق نظرية المحاصصة حتى لا يحدث ما لا تحمد عقباه”.

وكتب ناشط “الأمر حسم مسبقا، إذ لم يعد أمام اليمنيين إلا اختياران لا ثالث لهما، وهما: إما الحرب الأهلية التي كانت على الأبواب، أو التقسيم، وهو الخيار الذي اتفقت عليه كل القوى الوطنية في الشارع اليمني”.

زر الذهاب إلى الأعلى