حذرت الأمم المتحدة الثلاثاء من أن عشرات آلاف السوريين يفرون جراء توسع سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، وأكدت أن القتال وتحولات الصراع في سوريا يجعلان من توصيل المساعدات إلى اللاجئين أمرا صعبا وخطيرا، ملقية على أطراف الصراع مسؤولية عرقلة وصول هذه المساعدات.
وقالت مسؤولة الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة فاليري آموس إن تدفق اللاجئين السوريين إلى تركيا يتواصل بمعدل ألفين إلى ثلاثة آلاف لاجئ يوميا مع احتدام الاشتباكات بين تنظيم الدولة والفصائل الكردية في عين العرب (كوباني) في محافظة حلب (شمال سوريا).
واعتبرت أن كثافة عدد اللاجئين -الذين يناهز عددهم 160 ألفا أغلبهم من النساء والأطفال- تتسبب في مشاكل كبيرة لتركيا وللاجئين أيضا الذين يضطرون للعيش في ظروف صعبة جدا في انتظار تسوية تعيدهم إلى بلدهم.
وقالت آموس إن برنامج الأغذية العالمي سيضطر إلى وقف توزيع الأغذية على السوريين "خلال شهرين" في حال لم يحصل على تمويل إضافي، مشيرة إلى أن البرنامج خفض الحصص الغذائية الموزعة "للتمكن من الاستمرار في مساعدة أكبر عدد من الأشخاص".
وكان البرنامج أعلن في منتصف سبتمبر/أيلول الجاري أنه سيخفض مساعداته الغذائية "الحيوية" لستة ملايين لاجئ سوري بسبب نقص في الأموال، مؤكدا أنه بحاجة إلى 352 مليون دولار بحلول نهاية العام.
[b]إجراءات للعرقلة[/b]
وأشارت آموس -خلال تقديم تقرير شهري عن الوضع الإنساني في سوريا أمام مجلس الأمن الدولي- إلى أن الحكومة السورية تستخدم إجراءات إدارية بهدف عرقلة سرعة واستدامة وصول المساعدات الإنسانية إلى مستحقيها، إضافة إلى الأخطار التي يواجهها العاملون في مجال الإغاثة.
ووصفت المنظمة في تقرير لها واقع الأمن الغذائي في سوريا بالحرج بكل المقاييس مع ارتفاع من يحتاجون بصورة ماسة مساعدات غذائية بنسبة 50% منذ منتصف عام 2013.
وأشارت إلى أن تأثر الزراعة بالصراع خفض إنتاج القمح في البلاد عام 2013 بنسبة 40%، بينما فقدت سوريا ثلث أغنامها، وانخفضت نسبة إنتاج الدواجن فيها إلى النصف.
ولفت تقرير المنظمة إلى أن 60% من السوريين يعانون الفقر، وأن واحدا من كل ثلاثة سوريين يعاني من الفقر المدقع، محذرا من أن استمرار الصراع في البلاد يهدد الأمن الغذائي إقليميا وليس في سوريا وحدها.