تشهد مدينة رداع بمحافظة البيضاء- وسط البلاد- اشتباكات ومواجهات مسلحة وصفتها مصادر بحرب شوارع بين مسلحي الحوثي وعناصر مسلحة من تنظيم القاعدة.
وأفادت مصادر محلية بسقوط نحو 10 أشخاص من الجانبين فيما سقط عدد من الجرحى من الجانبين، مشيرة إلى أن المسلحين الحوثيين تمكنوا من السيطرة على عدة شوارع وأحياء في المدينة.
وأشارت المصادر إلى وصول سيارات تقل العشرات من مسلحي الحوثي إلى رداع.
كما أشارت إلى أن معارك عنيفة دارت حول " قلعة رداع " التاريخية، حيث تدخل موقع عسكري في المعارك وساند المسلحين الحوثيين فيها لإيقاف أي تقدم لمسلحي "القاعدة".
وقالت المصادر إن الجانبين يستخدمان الأسلحة الثقيلة والمتوسطة في المواجهات وأن عدداً من منازل المواطنين قد تضررت جراء القتال وذلك بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الروسية نوفوستي.
وذكرت أن عناصر "القاعدة" بدأوا بالانسحاب من عدد من الأحياء السكنية باتجاه منطقة " قيفة" ومدينة البيضاء جنوب شرق مدينة رداع.
وكانت مصادر قد أكدت أن نحو 14 مسلحاً حوثياً قتلوا في مواجهات أمس الأول الثلاثاء.
من جانبها ذكر موقع محسوب على ما بات يعرف بجماعة أنصار الشريعة بأنهم كانوا يتابعون تحركات لقيادات عسكرية وأمنية تستهدف تسليم معسكر قوات الأمن الخاصة (الأمن المركزي سابقًا) بكامل عدته وعتاده العسكري لجماعة الحوثي تمهيدًا لشن حرب على من أسماهم أهل السنة، مشيراً إلى عقد لقاءات وجلسات شاركت فيها تلك الأطراف بهدف إتمام تسليم المعسكر الأمر الذي استلزم من المجاهدين اتخاذ خطوة استباقية لإرباك مخططات العدو قبل أن يتجهز لتنفيذها بحسب تلك المواقع.
وبدأت الهجمات في منتصف ليل الثلاثاء باقتحام مجموعة من مسلحي القاعدة لبوابة معسكر قوات الأمن الخاصة بهدف فتح الطريق للانتحاري أبي دجانة اللحجي والذي تمكن من الدخول بسيارته المفخخة إلى قلب المعسكر ليفجر سيارته مستهدفا سكن الجنود، وموقعًا منهم عشرات القتلى حسبما أفاد موقع "أنصار نيوز" التابع لأنصار الشريعة.
وأشار الموقع إلى اقتحام مجموعة من مسلحي "انصار الشريعة" للمعسكر ليجهزوا على من بقي على قيد الحياة من الجنود؛ فيما تسللت مجموعة أخرى من خلف المعسكر بهدف الإطباق على الجنود من جهتين وإيقاع أكبر قدر ممكن من الخسائر البشرية.
وتحدث الموقع عن عشرات القتلى والجرحى من جنود الجيش والسيطرة على خمسة أطقم عسكرية، وخمس قطع من سلاح الدشكا، وثلاثين سلاح كلاشينكوف، ومائة صندوق ذخيرة بيكا، وأربعة صناديق ذخيرة كلاشينكوف وأسلحة خفيفة متنوعة.
إلى ذلك تداعت قبائل قيفة وعباس بمنطقة رداع بمحافظة البيضاء أمس للتصدي للتوسع الحوثي المسلح.
وقالت مصادر محلية إن اجتماعا قبليا بمدينة رداع محافظة البيضاء وسط اليمن أفضى إلى تشكيل قوة شعبية لحماية المدينة من أي مليشيات مسلحة.
وتعهدت القبائل بالتصدي بكل حزم للمليشيات المسلحة الوافدة إلى رداع وتعهدت بإنزالها من المواقع والتباب المتمركزة فيها.
وأفادت مصادر قبلية بأن اجتماعا موسعا لقبائل قيفة وعباس برداع عقد عصر أمس الأربعاء وذلك للوقوف أمام التحديات الأمنية المنطقة والصراعات الطائفية التي تهدد وتكاد تعصف بالمنطقة.
واتفق المجتمعون على منع أي تواجد للجماعات الطائفية والمليشيات المسلحة من خارج المنطقة تحت أي مسمى أو مبرر.
وخلال الاجتماع الموسع- الذي دعا إليه الشيخ علي صالح أبو صريمه وحضره عدد من المشائخ والأعيان والشخصيات الاجتماعية من أبناء قيفه وعباس برداع، أشار أبو صريمة إلى حق أبناء المنطقة من قبائل رداع في حماية المنطقة وتشكيل قوة شعبية للتصدي لأي تواجد مسلح للمليشيات.
وأكد المجتمعون إدانتهم واستنكارهم لكل الأعمال الإجرامية التي تمارس في مدينة رداع من قتل وتفجير للمحلات التجارية والمنازل السكنية وصراعات طائفية, مشددين على رفضهم أي تعزيزات تأتي للمنطقة لمحاربة طرف ضد طرف آخر, معتبرين ذلك سعياً لإشعال الفتن والحروب وجر المنطقة للصرعات الطائفية وجعلها مسرحاً لتصفية الحسابات.
وشددوا على رفضهم أي جماعات أو مليشيات تحاول فرض هيمنتها وأفكارها في المنطقة بقوة السلاح.
كما أكد اللقاء الموسع ضرورة وضع حلول عاجلة لوقف الصراعات الطائفية التي تحدث حالياً في المدينة وإلزام طرفي الصراع بها، تكفل وقف نزيف الدم والاقتتال والحفاظ على المدينة وساكنيها.